جار التحميل...
ويُواجه الشخص الذي يُعاني من فوبيا القطط العديد من المخاوف؛ إذ قد يعتقد بأنّ القطط يمكن أن تؤذيه، أو تخدشه، أو تعضّه، أو تُهاجمه، أو تنقل إليه الأمراض، كما تختلف درجات الإصابة بالفوبيا؛ فقد تكون بسيطة يُمكن تجنُّبها بالابتعاد عن القطط فينتهي الأمر، أو قد تكون شديدة ومُتطوّرة تحدث نتيجة تواجد القطَّة بالقرب من الشخص الذي يُعاني من الفوبيا، أو رؤيتها مصادفةً حتى وإن كانت على مسافةٍ بعيدة، أو رؤية شَعر القطط في بعض الأماكن، أو رؤية سريرها، أو حتى ألعابها، أو فضلاتها، أو أيّ شيء يدلّ على وجودها.
وتختلف أسباب الإصابة بهذا النوع من الرُّهاب؛ إذ قد تكون ناتجة عن تجربة سيئة مَرّ فيها الشخص مع القطط؛ كأن يكون قد تعرَّض فيها لهجوم منها، كما قد تكون الإصابة ناتجة عن تأثُّر الشخص بالقصص والخُرافات القديمة المُتعلّقة بالقطط الشرّيرة، والسحر، وغيرها، ويمكن أن يؤدّي العامل الجيني والوراثي دوراً مهمّاً في ذلك؛ كأن يكون ناتجاً عن إصابة أحد أفراد العائلة بتلك الفوبيا.
يُمكن أن تتأثّر حياة الفرد المُصاب بفوبيا القطط بمختلف جوانبها؛ كالجانب الجسدي، أو النفسي، أو الاجتماعي، وفيما يأتي نستعرض كيفية تأثير فوبيا القطط على جوانب حياة الفرد المختلفة:
قد يُعاني الشخص المُصاب بفوبيا القطط من أعراض مُتطوّرة تُؤثّر في حياته الاجتماعية، وتَحُدّ من مشاركته في العديد من الأنشطة والفعاليات الاجتماعية؛ خوفاً من مُواجهة قِطّة في مكان ما، ويمكن أن تشمل تلك الأنشطة الاجتماعية تجنُّب الخروج من المنزل، أو تجنُّب التجمُّعات العائلية، أو الابتعاد عن زيارة الأصدقاء لا سِيَّما مالِكي القطط في منازلهم، أو الابتعاد عن التجمُّعات في بيئة العمل التي قد يكثر فيها الحديث عن القطط.
وقد تشمل أيضاً تجنُّب النّزهات في الأماكن العامّة، كما قد تصل الحالة في بعض الأحيان إلى تجنُّب الشخص المُصاب بفوبيا القطط المكالمات الهاتفية التي يمكن التحدُّث فيها عن القطط حتى لو كان الحديث عابراً.
يُعاني المُصاب بفوبيا القطط من الخوف الشديد خشية رؤية القطط أو سماع صوتها، ممّا قد يُسبِّب حالات من اضطرابات القلق، وتشمل الشعور بالاشمئزاز، والتوتُّر الشديد، وعدم القدرة على التحكُّم في مشاعر الخوف، كما أنّ التفكير المُستمِرّ، والخوف من مواجهة مفاجئة مع قِطّة عابرة، من شأنه أن يُسبِّب صعوبة في التركيز والعمل أو حتى عيش حياة مُستقِرّة هادئة، إضافةً إلى أنّ المُصاب بهذا النوع من الرُّهاب قد تُصاحبه كوابيس مزعجة تؤدّي غالباً إلى الأرق.
يمكن أن تُؤثِّر فوبيا القطط سلباً في الصحّة الجسديّة للمُصاب، لا سِيَّما عند مواجهة القطط في مكان ما، وقد يتسبّب ذلك في ظهور بعض الأعراض الناتجة عن الشعور بالخوف، ومنها: شُعور المُصاب بألم مفاجئ في الصدر، أو صعوبة في التنفُّس، أو تسارُع في دقّات القلب، أو التعرُّق، أو رجفة في الجسم، أو الصُّداع، أو الغَثَيان، أو اضطرابات في المعدة؛ نتيجة التفكير الزائد بالخوف من مواجهة القطط.
وختاماً، المُصابون بهذا النوع من الرُّهاب بضرورة اتِّخاذ التدابير العلاجية المناسبة التي تُساعد في التخلُّص من فوبيا القطط، ويمكن البدء برحلة العلاج؛ بالتعرُّض التدريجيّ للمُسبِّب، مثل البدء برؤية صُور القطط، ثمّ الانتقال إلى رؤية مقاطع فيديو لها، ثمّ محاولة رؤيتها على أرض الواقع، والمرور بجانبها، وهكذا، إلى أن يتمكَّن الشخص المُصاب بالرُّهاب من السيطرة على مشاعر الخوف والقلق من القطط.
بالإضافة إلى إمكانيّة ممارسة تمارين الاسترخاء؛ للمحافظة على الهدوء أثناء رؤية القطط، أمّا في الحالات المُتقدِّمة التي تُؤثّر فيها فوبيا القطط على الأشخاص الذين يُعانون منها في ممارسة أنشطتهم اليومية، فلا بُدّ من الاستعانة بطبيب نفسيّ؛ للمساعدة في التخلُّص من الفوبيا، والسيطرة عليها.
المراجع
[1] my.clevelandclinic.org,ailurophobia fear of cats
[2] betterhelp.com,understanding and coping with a fear of cats
[3] cpdonline.co.uk,what is ailurophobia
[4] healthline.com,ailurophobia
[5] psychcentral.com,Fear of Cats