نصائح لتطوير مهارتك في الرسم

وتختلف رغبة الأشخاص في اختيار الأدوات المُستخدَمة للرَّسم؛ فقد يُفضِّل البعض ألوان الرصاص، في حين يميل آخرون إلى الألوان المائية، كما تختلف الأساليب المُتَّبعة في الرسم؛ فهناك رسومات توضيحية سريعة تهدف إلى التعبير عن فكرة ما، وهناك رسومات دقيقة للغاية تُحاكي الواقع تماماً، وبغضّ النظر عن الاختيارات الشخصية، لا بُدّ من اتِّباع نصائح مُعيَّنة للبدء بتطوير مهارات الرسم.

استعجال النتائج، مدعاة للإحباط 

يحتاج تعلُّم مهارة الرسم وتطويرها إلى وقت طويل وممارسة مستمِرَّة، لذا ينبغي عدم استعجال النتائج المُبهِرة؛ لتجنُّب الإحباط، ومن النصائح المُحفِّزة التي يمكن تطبيقها اعتماد مقارنة الرسومات القديمة بالحديثة ضمن إطار زمني طويل ومتباعد؛ لملاحظة الفرق، والوصول إلى مستوى عالٍ من الرضا والشعور بالإنجاز، إلّا أنّ الأمر يتطلّب الصبر إلى جانب المُثابرة؛ فقد يتمكَّن الشخص من مقارنة مُستَواه السابق بالحاليّ؛ بالرجوع إلى استعراض مشاركاته السنوية في المسابقات الفنّية السابقة.

إتقان الرسم، لا يكون بخطوة واحدة

تعلُّم المهارات الجديدة يبدأ من تعلُّم الأساسيات السَّهلة، وكذلك الرسم؛ إذ لا يمكن لمبتدئ اختيار رسومات مُعقَّدة بهدف التعلُّم قبل إتقان العناصر الأكثر بساطة، مع التأكيد على ضرورة وجود الشغف والوازع الداخلي للتمكُّن من الاستمرار والتعلُّم، كما أنّ الأمر يحتاج إلى الكثير من الممارسة؛ فاليد تُصبح قادرة على الرسم بسلالة أكبر كلّما كان التدريب مُكثَّفاً.

لذا، يُنصَح المُتدرِّب بالصبر والتكرار إلى حين بلوغ مراحل مُتقدِّمة من الإتقان، كما يُنصَح بممارسة الرسم بصورة مستمرّة؛ للحصول على نتائج أفضل في كلّ مرّة، إضافة إلى أنّ التكرار يُسهم في زيادة الخِفّة أثناء الرسم، فيكون إنجاز اللوحات أكثر سرعة مع مرور الوقت.

خيارات لا حصر لها، يمكن اعتمادها للتجريب

 لا ينبغي أن يحتار المُتدرِّب في اختيار ما يرسمه؛ إذ قد تكون فكرة رسم العناصر المُحيطة جيّدة كبداية، مثل رسم الأشجار، أو الأزهار، كما قد تكون الخربشات العشوائية، أو الأنماط الهندسية، أو حتى الكتابة أحياناً، مفيدةً؛ فالأمر ليس بالتعقيد الذي يمكن تصوُّره، والهدف بالنسبة إلى المبتدئين يكمن في تحسين القدرة على رسم الخطوط المستقيمة والمُنحَنَيات بطريقة مِثالية.

وعند شعور المُتدرِّب بحيرة كبيرة، وانعدام القدرة على اتِّخاذ قرار بشأن ما سيرسمه، فيُمكن أن تكون لوحاته القديمة خياراً جيّداً للرسم أيضاً، خصوصاً عند فقدان الإعجاب بها بعد مرور فترة من الزمن؛ إذ ستكون إعادة رسم لوحة قديمة خاصَّة بالشخص نفسه تحدّياً يُمكِّنه من ملاحظة تطوُّر مهاراته.

سرعة الرسم، أمر لا بدّ من أخذه بعين الاعتبار

عند مراقبة الوقت أثناء الرَّسم في كلّ مرّة، لا بُدّ من ملاحظة زيادة السرعة؛ فالخطوط التي استغرق رسمها وقتاً طويلاً ستنساب بسلاسة أكبر، كما يمكن تجربة بعض التحدِّيات التي تسهم في تطوُّر الرسم، مثل تحدّي رسم عنصر مُحدَّد خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز 10 دقائق مثلاً، ومع مرور الوقت، يمكن اختيار عناصر أكثر تعقيداً للرسم، مع زيادة الوقت المُستغرَق لرسمها تدريجيّاً.

إتقان رسم الأشكال الهندسية، يُحسن من الدقة

يُعَدّ رسم الأشكال الهندسية يدويّاً؛ كالمُربَّع، والمُثلَّث، والدائرة، أساسياً عند بدء تعلُّم مهارات الرسم؛ فالعناصر الواقعية المُراد رسمها تتكوّن من مزيج من هذه الأشكال، ويُمكن أن يكون إتقان رسمها مفتاحاً لتطوُّر الرسم بطريقة واضحة؛ فمثلًا رسم الدائرة المنتظمة يدويًاً ليس بالأمر السهل، كما أنّه يتطلَّب الدِّقَّة والتركيز، إلّا أنّ التدرُّب على رسمها والتنويع في أفكار رسمها أيضاً سيُساعد في إتقان الرسم بدِقّة وسهولة ومُتعة؛ كأن تُرسَم مرَّة بطريقة عشوائية وبأقطار مختلفة لتملأ الصفحة، ثمّ تُرسَم بعض الدوائر المُتداخِلة، وهكذا.

تقليد الرسومات، قد يفي بالغرض

يُعَدّ تقليد الرسومات الجاهزة أو العناصر الحقيقية أسهل من رسم عناصر من وحي الخيال، لذا يمكن اختيار رسمة عشوائية أو عنصر ما كمرجع يُستنَد إليه، وتقليده؛ لتطوير مهارة الرسم، وتجدر الإشارة إلى اعتماد العديد من الرسّامين الموهوبين على فكرة تقليد الرسومات الفنّية حالياً، مع الحفاظ على إظهار اللمسة الإبداعية الخاصَّة بهم بالطبع، ويُعَدّ التقليد من الطرق التي تُساعد في رسم التفاصيل بدِقَّة عالية، إضافةً إلى أنَّه فعّال في تفادي الأخطاء المُتعلِّقة بالنِّسَب المنطقية أثناء الرسم.

ولا بُدّ من وجود فنّان مُحدَّد يرغب المُتدرِّب في إتقان الرسم بطريقة مشابهة لطريقته، وسيكون اختيار إحدى لوحاته، ومحاولة استخدام ورق التتبُّع الشفّاف فوقها، ثمّ محاولة رسم نسخة عنها، من الأساليب الجَيِّدة التي يمكن أن تُعطي نتائج واضحة في تطوير مهارات الرسم، ويمكن إعادة هذه العملية أكثر من مرّة للَّوحة الواحدة.

تطوير رسم الوجوه ممكن بالتكرار

يبدأ معظم الأشخاص بتطوير مهاراتهم في الرسم؛ بالتركيز على رَسم الوجوه، ومع تغيير تعابير الوجه وتفاصيله في كلّ مرّة، سيُلاحظ تقدُّماً واضحاً في دِقّة الرسم مع مرور الوقت، وستبدو الوجوه أكثر واقعية، إلّا أنّ هذا يحتاج إلى الوقت والتكرار؛ كأن تُملَأ صفحة كاملة بالوجوه المختلفة، وبأحجام مُتنوِّعة في كلّ مرَّة.

الحاجة إلى القياس عند الرسم، أمر لا بدّ منه

تعلُّم القياسات والنِّسَب من الجوانب المهمة في الرسم؛ إذ يتميَّز الرسّام الموهوب بقدرته على تنسيق القياسات الخاصَّة بعناصر لوحته، ممّا يخلق جوّاً من الانسجام بين كافَّة الأجزاء؛ فيكون حجم كلّ جزء منطقياً عند مقارنته بالجزء الآخر، إضافةً إلى أنّ الاهتمام بموضوع النِّسَب في الرسم يُمكِّن الشخص من رسم المُجسَّمات ثُلاثيّة الأبعاد بمهارة.

التعامل مع الألوان بطريقة صحيحة 

يُعَدّ فهم الألوان من أساسيات الحصول على لوحات جميلة ومتناسقة؛ فالألوان تؤدّي دوراً كبيراً في إبراز الأفكار والمشاعر، ولا بُدّ من فهم كيفية الحصول على تدرُّجات الألوان الصحيحة، كما ينبغي معرفة الألوان التي تتناسق معاً؛ لتحديد الألوان التي تتناسب مع غيرها في اللوحة ذاتها؛ فوجود لون فاتح مثلاً مع آخر داكن سيُعزّز جماليّة اللوحة ويجعلها أكثر تألُّقاً.

ويُنصَح بالاعتماد على دائرة الألوان دائماً؛ إذ ستكون مَرجعاً رائعاً لمعرفة كيفية الحصول على لون مُحدَّد من خلال مزج ألوان أخرى، كما يمكن من خلالها التعرُّف إلى نوع الألوان؛ أساسية كانت، أو ثانويّة، والعلاقة التي تربط بينها.

رسم الظلال، من الأساسيات التي يجب فهمها

لا بُدّ للرسّام الموهوب من إتقان كيفية التعامل مع الضوء والظلال؛ فالظلّ من الأشياء التي تجعل الرسم أكثر واقعيةً وعمقاً، ويمكن البدء بالتطبيق العملي وتسليط مصدر ضوئي على بعض العناصر من زوايا مختلفة؛ لفهم كيفية ظهور الظلّ في كلّ مرّة؛ إذ إنّه يختلف باختلاف اتِّجاه الضوء، ثمّ سيكون التدريب العملي على رسم الظلال المختلفة مُمكِناً.

تغيير نوع الأدوات، يفتح آفاقاً جديدة

سيكون لتغيير الأدوات المستخدمة في الرسم تأثير واضح في إمكانية فتح آفاق جديدة أمام الرسّام؛ إذ يمكن رسم العناصر المُتنوّعة بطرق مختلفة، وبأدوات رسم مختلفة؛ فالرسم بأقلام الرصاص أو الفحم مثلًا يختلف اختلافاً كُلّياً عن الرسم بالألوان المائية، كما أنّ طريقة تحريك اليد باستخدام كليهما ستكون مختلفة أيضاً.

وختاماً، لا بُدَّ من الإشادة باهتمام إمارة الشارقة الواضح في مجال الرسم، ومن الأدلّة على ذلك إنشاء "مؤسسة الشارقة للفنون" التي تُعنى بعقد عدد كبير من الدورات والوُرَش الفنّية التي تستهدف كافّة الفئات العمرية؛ إذ تشمل دورات وفعاليات فنّية مُخصَّصة للكبار، وأخرى للأطفال، ومنها: دورة "الرَّسم بالفحم"، و"استكشفوا نظريّة اللون" للكبار، وورشة "ارسُموا بورتريه شخصي على مُربَّع الظلّ" للأطفال.

المراجع

[1] indeed.com, Drawing Skills: Definition, Examples and Tips to Improve
[2] indeed.com, How To Improve Drawing Skills (With Practical Tips)
[3] artplacer.com, How to get better at drawing: 7 tips to improve your skills
[4] daisyyellowart.com, 15 Tips to Improve Your Drawing Skills
[5] thedrawingstudiotds.org, DRAWING CLASSES FOR EVERYONE