جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حَوِّل شغفك إلى واقع

من الفكرة إلى الفيلم: خطوات صناعة الأفلام الناجحة

29 سبتمبر 2024 / 3:52 PM
من الفكرة إلى الفيلم_ خطوات صناعة الأفلام الناجحة
download-img
يتمثَّل الفيلم بسلسلة من الصُّور، والمشاهد، والرُّسومات، والنُّصوص التي يجري تحريكها لسَرد قِصّةٍ مُعيَّنة، وهي تُعرَض بتسلسُلٍ سريع لتُوهم المُشاهد بتحرُّكها المُستمِرّ، وصناعة الأفلام من الفنون التي باتت تحظى بشعبيّةٍ كبيرة في الآونة الأخيرة، وهي تحتاج إلى مهارات وتقنيات فنّية مختلفة، من أهمّها: الحِسّ الإبداعي، والقدرة على ابتكار أفكار جَذّابة، وإتقان التصوير الفوتوغرافي، واستخدام برامج تحرير الفيديو والمُؤثِّرات الصوتية والبصرية.

ويُشار إلى أنّ صناعة الأفلام تطوّرت على مَرّ الزمن، وأصبح من المُمكن تنفيذ أفلام ناجحة بسهولة أكبر في الوقت الحالي، وهي تُقسم إلى ثلاث مراحل رئيسة؛ بدءاً من الفكرة، ووصولاً إلى عرض الفيلم، وفيما يأتي توضيح تفصيليّ لهذه المراحل الخاصَّة بإنتاج الأفلام المُميَّزة، وبجودة عالية:

مرحلة ما قبل الإنتاج

تُعَدّ المراحل التحضيرية ضمن مرحلة ما قبل الإنتاج في صناعة الأفلام، وتشمل ما يأتي:

الفكرة والسيناريو

تُمثِّل الفكرة حجر الأساس الذي تتبعه كتابة قِصّة وسيناريو متكامل لصناعة فيلم رائع ومُشوّق، ولهذا يجب أن تكون واضحة وبسيطة ومُميَّزة، ولكتابة السيناريو، يجب أن يكون الجزء الأوّل منه جَذّاباً للمُشاهد؛ لتشجيعه على إكمال الفيلم، ويُشكِّل نحو 10% من القِصّة، أمّا الجزء التالي فيجب أن يكون ممتعاً يشمل التنقُّل بين الأحداث والشخصيات إلى حين الوصول إلى منتصف القِصّة، ويجب إحداث تغييرات وتطوُّرات في القصّة؛ لزيادة المُتعة والتشويق، ومع تسارُع الأحداث، يُصبح كشف الحبكة، والحدث الأهمّ، ثمّ الانتقال إلى الأحداث النهائية، أمراً مهمّاً.


ومن المهمّ قراءة السيناريو عِدّة مرّات، ومناقشة الأحداث مع الشخصيات، وإجراء التعديلات إن كانت ضرورية، ولا بُدّ أيضاً من تحديد مُدّة الفيلم النهائية؛ إذ قد تُستغرق الصفحة الواحدة من السيناريو نحو دقيقة واحدة من الفيلم، ويُمكن أن تكون المدَّة دقيقة واحدة، أو عشر دقائق، أو حتى أكثر، مع التنويه إلى أنّ المُدّة كُلّما زادت، كان من الصعب جذب المُشاهِد إلى نهاية الفيلم.

تحديد الميزانية

يُسهِم تحديد الميزانية التقديرية لصناعة الفيلم في ضبط التكاليف، وتقليل وقوع المشكلات المالية، ولذا يجب تحديد المبلغ الذي يُمكن إنفاقه على التصوير، والموقع، والمُمثِّلين، والملابس، والإنتاج، والتسويق، وغيرها، ويُنصَح بإنشاء قائمة؛ لترتيب الأولويّات، وحصر النفقات، وتوزيعها على نحو مُحدّد وصحيح، مع ضرورة التركيز على الصوت والتصوير، وعدم إهمال اختيار الأفضل من الأدوات الخاصّة بها؛ فهي العنصر الأساس في زيادة جودة الفيلم وإنجاحه.

طاقم العمل والموقع

بعد تحديد الفكرة، والسيناريو، والميزانية، يحين دور جمع طاقم العمل المُكوّن من الشخصيات الرئيسة والثانوية، والمُصوّرين، وفريق الإنتاج والإخراج، ويجب تخصيص الوقت الكافي لاختيار الأشخاص المناسبين، وإجراء اختبارات الأداء لاختيار الأنسب منهم، والتأكُّد من ملاءمة خبراتهم لاحتياجات التصوير، ثمّ تحديد موقع مناسب لتصوير الفيلم، والتحقُّق من كونه مُناسباً للشخصيات، وتصوير المشاهد بالطريقة المطلوبة، مع أهمّية أخذ الإذن لاستخدامه.


ومن المهمّ اختيار طاقم العمل في الفيلم حسب الكفاءة؛ لضمان نجاحه، مع الحرص على عدم إشراك الأصدقاء وأفراد العائلة مثلاً غير المُتخصِّصين في هذا المجال بداعي الخجل والإحراج، كما لا بُدّ من التعامل مع طاقم العمل باحترامٍ وتقدير، والاعتناء بهم، والاهتمام براحتهم، وإعطائهم الوقت الكافي للراحة، وعدم الضغط عليهم؛ فهم يقضون وقتاً وجُهداً مُماثِلاً للذي يقضيه صاحب الفيلم في العمل، ويُمكن القول إنّهم يمثّلون العُنصر الأهمّ في نجاح الفيلم؛ إذ لا يُمكن الحصول على فيلمٍ متكامل بفكرةٍ فقط دون وجودهم.

تصميم جدول عمل

بعد التأكُّد من تجهيز طاقم العمل كاملاً، يُعَدّ جدول زمني للتصوير والتدريب، ويُراعى فيه أن تكون الأوقات ملائمة للجميع، وأن يكون هناك وقت كافٍ لتحضير الموقع، والمُمثِّلين، والتصوير، وحلّ المشكلات، كما يجب أن يتناسب الجدول مع طول الفيلم المُراد تصويره؛ لضمان سير العمل على نحو سَلس ومناسب.

مرحلة الإنتاج

تشمل مرحلة الإنتاج تصوير الأحداث والمَشاهِد بعد التدريب والاستعداد التامّ، والنقطة الأهمّ عند التصوير تكمن في الحصول على الوقت الكافي لتصوير المَشاهِد؛ إذ يُمكن أن يستغرق تصوير المَشهَد الذي يحتاج سَرده إلى دقيقة واحدة وقتاً للتصوير يَصِل إلى خمس ساعات.


ويجب التحقُّق من تجربة الكاميرا؛ لضمان الحصول على جودة فيلم عالية، وعند الرغبة في استخدام كاميرا احترافية ذات جودة عالية وباهظة الثمن، فيمكن استئجارها؛ لتوفير النفقات، وتُعَدّ الإضاءة الجيّدة أثناء التصوير أمراً مهمّاً؛ لضمان الحصول على جودة التصوير المطلوبة؛ من خلال ضبط الأضواء على نحو يلائم زوايا الكاميرا، ومن الضروريّ الانتباه إلى عدم انعكاس الضوء عن الجدران، وأخيراً يُنصَح باستخدام ميكروفون خارجي، وعدم الاكتفاء بميكروفون الكاميرا.

مرحلة ما بعد الإنتاج

تُعَدّ مرحلة ما بعد الإنتاج المرحلة التي تسمح بوَضع اللمسات النهائية على الفيلم، وتتضمّن ما يأتي:

تحرير الفيلم 

يتضمَّن تحرير الفيلم إضافة مُؤثِّرات صوتية ومرئية، وموسيقى، وتصحيح الألوان؛ باستخدام برامج تحرير مُتخصِّصة، أو الاستعانة بمُحرِّر ذي خبرة يُساعد في ترقيم اللقطات والمَشاهِد والصفحات المُصوَّرة، ممّا يُعين على معرفة الترتيب بسهولة عند التحرير.


ويُنصَح بحفظ نُسَخ احتياطية للفيلم، والتحقُّق من منطقية ترتيب اللقطات، وحذف المَشاهِد ذات الجودة المنخفضة، مع أهمّية ضبط مستوى الصوت بطريقةٍ مناسبة، ويُفضَّل الاستعانة بشخصٍ موثوق؛ لمُشاهَدة الفيلم، وإبداء رأيه مع إعطاء النصائح؛ للتحقُّق من المرور على الملاحظات كافّة، وعدم تشتُّت الأفكار وتفويت التعديلات؛ ليصل الفيلم إلى المُشاهِد بأفضل صورةٍ مُمكِنة.

الإعلان والترويج

يُعَدّ الإعلان والترويج للفيلم أمراً ضرورياً لنجاحه؛ بإنشاء صفحات خاصَّة به على شبكات التواصل الاجتماعي، وإنتاج مقاطع دعائية، ويُمكن تصميم ملصق خاصّ بالفيلم باستخدام صورة جَذّابة تعكس الجزء الأهمّ من فكرة الفيلم، مع جعل عنوان الفيلم بارزاً قدر الإمكان. 

ختاماً: صناعة الأفلام في دولة الإمارات ومدينة الشارقة

تُولي دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة صناعة الأفلام اهتماماً كبيراً؛ بتوفير مِنصّاتٍ ومُنشَآتٍ خاصّة لإنتاج الأفلام المحلية والعالَمِيّة، وما يدعم هذا التوجُّه انفتاحُ الدولة على الثقافات الأخرى، وسَعيُها المُستمِرّ لمُواكَبة العصر، وجذب المواهب، وتنميتها، وتشجيعها على الارتقاء بالمستوى الحضاري والثقافي؛ فقد قال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان "طيّب الله ثراه": "الأمم لا تعيش فوضى، والحضارات لا تُبنَى مصادفة، وإنَّما بتقديس العمل، وبناء القدرات الوطنية، وتعزيزها، في مجالات البحث والتطوير، وإنتاج المعرفة، ونشرها، وتوظيفها"، وتُعَدّ صناعة الأفلام الهادفة تحديداً وسيلة فَعّالة لنَشر المعرفة في الوقت الحاضر.


كما تؤدّي إمارة الشارقة دوراً مهمّاً في صناعة الأفلام؛ من خلال العديد من الأنشطة والتنظيمات؛ كما هو الحال فيما يُعرَف بـ"نادي الفيلم" التابع لمُؤسَّسة الشارقة للفنون؛ وهي مؤسّسة غير رِبحية للفنّ المُعاصِر في إمارة الشارقة؛ إذ يُقدِّم النادي عروضاً ووُرَشاً تدريبية لصُنّاع الأفلام، ويُوفِّر فرصاً للانخراط في المجتمع السينمائي المحليّ، ويُتيح للجميع الانضمام والاستفادة من الخدمات المُقدَّمة، ويُوفِّر مُميّزات متنوِّعة للمُشتَرِكين، مثل: استخدام برامج تحرير متكاملة للأفلام، وإمكانية عرضها في "سينما سراب المدينة" التي تُعَدّ سينما العرض الوحيدة في الهواء الطَّلق في الدولة.

 

وتُقيم إمارة الشارقة مهرجاناً سينمائياً سنوياً يُعرَف باسم "مِنصّة الشارقة للأفلام"، بتنظيمٍ من مؤسسة الشارقة للفنون، ويستمرّ عشرة أيام؛ لدعم صُنّاع الأفلام البارزين والواعِدين؛ بعرض مجموعة من الأفلام المُميَّزة؛ كالأفلام الوثائقية، أو الرِّوائية، وتُتيح لهم التنافُس على الجوائز المُقدَّمة من المِنصّة، ويتضمّن المهرجان جلسات حوارية مع صُنّاع الأفلام.

 

المراجع 

[1] wikihow.com, How to Make Your Own Movie
[2] learnaboutfilm.com, How to Make a Movie
[3] nyfa.edu, THE FILMMAKING PROCESS FOR BEGINNERS
[4] sharjahart.org, نادي الفيلم
[5] britannica.com,film

September 29, 2024 / 3:52 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.