جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
حُسن الجوار

آداب التعامل مع الجيران باحترام ورُقيّ

19 سبتمبر 2024 / 12:59 PM
آداب التعامل مع الجيران باحترام ورُقيّ
download-img
يُعَدّ حُسن الجوار من القِيَم الإنسانية والإسلامية الأساسية التي تخلق بيئة إيجابية، وتُعزِّز الروابط الاجتماعية، وقد أولى الإسلام اهتماماً كبيراً بحقوق الجار؛ ممّا يُضفي بُعداً روحياً على هذه القيمة.
فيما يأتي آداب التعامل مع الجيران باحترام، والتي تتوافق مع تعاليم الإسلام في بناء مجتمع متكافل.

الترحيب بالجيران الجُدد: بناء علاقات طيّبة منذ البداية

تُعَدّ المبادرة إلى الترحيب بالجيران الجُدد، والتعرُّف إليهم بادرة طيّبة، ومن ذلك تقديم بعض الحلويات أو الهدايا البسيطة بمودَّة ومحبَّة، أو إطلاعهم على الفعاليات والأنشطة المحلّية التي قد تهمُّهم، وهذا السلوك الودود يعكس حُسن الجِوار، ويساعد في بناء علاقات طيّبة منذ البداية؛ ممّا يُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، وخلق جوّ من الألفة والتعاون بين سُكّان الحيّ.

احترام الهدوء: الحفاظ على السكينة في الحيّ

يُعَدّ الحفاظ على الهدوء من أهمّ آداب الجوار؛ سواء أكان داخل المنزل، أم في الأماكن المشتركة؛ فمن الضروري مراعاة راحة الجيران، وتجنُّب إزعاجهم بالأصوات المرتفعة، ويشمل ذلك خفض صوت التلفاز والموسيقى إلى مستوى معقول، وتجنُّب الحركة الصاخبة أو إحداث ضجيج في الشقة، وخاصَّة في الساعات المُتأخِّرة من الليل، أو في الصباح الباكر.

ولا بُدّ أيضاً من الحفاظ على الهدوء في المَمرّات والمصاعد والمرافق المُشترَكة، والتحدُّث بصوت منخفض عند استخدام الهاتف في الشرفة؛ فهذه الممارسات تسهم في خلق بيئة سكنية هادئة ومُريحة للجميع، وتُعزّز العلاقات الطيِّبة بين الجيران.

التواصل الفعّال: حلّ النزاعات بحكمة وأدب

لا بُدّ من الحفاظ على علاقات إيجابية مع الجيران؛ عبر التواصل الفعّال، والقدرة على حلّ المشكلات بحكمة؛ فعند حدوث أيّ خلاف مع أحد الجيران، أو تسبُّبه في الإزعاج، من الأفضل مناقشة الأمر مباشرة معه وجهاً لوجه وبدء الحديث بملاحظة إيجابية؛ إذ يُتيح ذلك فرصة أفضل لفهم تعابير الوجه ونبرة الصوت؛ ممّا يُقلّل احتمالية سوء الفهم الذي قد يحدث عبر تبادل الرسائل النصّية.

احترام الخصوصية والاستئذان: مفتاح العلاقات الجيدة مع الجيران

يُعَدّ الاستئذان قبل الزيارة من أساسيات حُسن الجوار؛ فالاتِّصال، أو إرسال رسالة نصّية، قبل زيارة منزل الجار، يُعَدّ أمراً ضرورياً؛ للتحقُّق من ملاءمة الوقت؛ فالزيارات المفاجئة قد لا يكون مُرحَّباً بها لدى البعض، ولا بُدّ أيضاً من مراعاة المُدَّة المناسبة للزيارة؛ فالزيارات الطويلة قد تُسبِّب الإزعاج أو الحَرج للمُضيف.

واحترام خصوصية الجيران وممتلكاتهم يُعزِّز العلاقات الطيّبة، ويبني الثقة المتبادلة؛ فتجنُّب التطفُّل على شؤونهم الخاصَّة، والامتناع عن الاستماع إلى أحاديثهم الشخصية، يعكس الأدب والاحترام، ولا بُدَّ أيضاً من طلب الإذن قبل دخول أيّ ممتلكات خاصَّة بالجيران؛ سواء أكانت منازلهم، أم حدائقهم.

وتجدر الإشارة إلى أنّ على الفرد أن يحرص عند زيارته منزل جاره على الالتزام بالبقاء في الأماكن المُخصَّصة للضيوف، وعدم التجوُّل في أرجاء المنزل دون دعوة صريحة؛ فهذه الممارسات تحافظ على الحدود الصحِّية في العلاقة، وتُعزِّز الاحترام المُتبادَل بين الجيران.

روح المساعدة: تقديم الدعم للجيران عند الحاجة

من المُمارَسات الإيجابية التي تُعزِّز حُسن الجوار تقديم يد العون للجيران عند الحاجة إليها؛ فإذا لُوحِظ مثلاً أنَّ أحد الجيران المُسِنِّين يُواجه صعوبة في الاعتناء بحديقته، أو ممارسة بعض الأعمال المنزلية، فمن حُسن الجِوار  عرض المساعدة عليه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجارة التي أنجبت حديثاً وتجد صعوبة في التوفيق بين رعاية طفلها والأعمال المنزلية؛ إذ يمكن عرض المساعدة في رعاية الطفل، أو إنجاز بعض تلك المَهامّ المنزليَّة.

وهذه اللَّفتات الصغيرة من الكرم والتعاون تُسهم في بناء علاقات جِوار قوية، ومجتمع متماسك؛ فبعض اللُّطف يمكن أن يُحدِث فرقاً كبيراً في حياة الآخرين، وفي الجوّ العامّ للحيّ السكني.

تقبُّل الاختلاف: التعامل بإيجابية مع التنوع

من أساسيات حُسن الجِوار تقبُّل الاختلافات بين الأشخاص، والنظر إليهم بعين الاحترام والتقدير؛ فقد يختلف الجيران في مظهرهم، أو مُعتقَداتهم، أو أساليب حياتهم؛ لذا، لا ينبغي إصدار أحكام مُسبَقة عليهم، أو افتراض السوء فيهم، بل ينبغي منحهم فرصة للتعارف والتفاهم، والبحث عن تفسيرات إيجابية لسلوكاتهم بدلاً من الافتراضات السلبية.

وهذا النهج يساعد في بناء علاقات جِوار قائمة على الاحترام المتبادل والتعايُش السلمي دون الحاجة إلى تكوين صداقات وثيقة، بل يكفي التعامُل بلُطف واحترام مع الجميع، بغضّ النظر عن اختلافاتهم.

مسؤولية الحيوانات الأليفة: الاهتمام بها ومراعاة الآخرين

يُعَدّ امتلاك الحيوانات الأليفة مسؤولية كبيرة تتطلَّب مراعاة الجيران والبيئة المُحيطة، ومن ذلك الحفاظ على نظافة الأماكن العامَّة والحدائق المجاورة من مُخلَّفات الحيوانات؛ فترك هذه المُخلَّفات تصرُّف غير لائق، وقد يتسبَّب في نشر الأمراض، وإلحاق الضرر بالنباتات والأعشاب، وظهور روائح كريهة تزعج المارَّة والجيران؛ لذا، ينبغي على أصحاب الحيوانات الأليفة تحمُّل مسؤولية تنظيف فضلات حيواناتهم، والحرص على عدم إزعاج الآخرين بها.

ولا بُدّ من الإشارة هنا إلى أنّ الآخرين ليسوا جميعهم من مُحِبِّي الحيوانات الأليفة؛ ممّا يعني ضرورة إظهار المسؤولية تجاه الحيوانات، وهذا يشمل منعها من دخول حدائق الجيران، والتأكُّد من عدم إزعاجهم؛ فمثلاً، إذا استمرَّ الكلب في النُّباح، لا بُدّ من إدخاله إلى المنزل؛ كي لا يُزعِج الآخرين، وبهذه الطريقة يمكن خلق بيئة نظيفة وصِحِّية للجميع، ومن ثَمَّ الحفاظ على علاقات طيِّبة مع الجيران؛ ممّا يُعزِّز التعايُش السلمي في المجتمع.

نبذ الشائعات: الابتعاد عن النميمة وتعزيز الثقة

الامتناع عن نشر الشائعات والتحدُّث بسوء عن الجيران من الركائز الأساسية لبناء مجتمع سكني متماسك وإيجابي؛ فهذا السلوك الأخلاقي يمنع توتُّر العلاقات، ويَحول دون خلق أجواء من انعدام الثقة بين السكّان، وبدلاً من الانخراط في النميمة، على الأفراد أن يسعَوا إلى نشر الإيجابية والتسامح في مُحيطهم السكني؛ الأمر الذي يُؤدّي إلى تقوية الروابط الاجتماعية، وتعزيز التعاون بين الجيران، ومن ثَمَّ خلق بيئة سكنية صِحِّية وودّية يستفيد منها الجميع، ويشعرون فيها بالراحة والأمان.


وفي الختام، يُنصَح بتبنّي نهج إيجابي في التعامل مع الجيران، والحرص على بناء جسور التواصل والتفاهم، مع الاهتمام بالمصلحة العامَّة للحي السكني؛ فهذه الممارسات تعود بالنفع على الجميع، وتسهم في تحسين جودة الحياة للمجتمع كلّه.

المراجع 

[1] thecourtyardsliving.com, 6 Rules All Good Neighbors Should Follow
[2] rd.com, 13 Etiquette Rules All Good Neighbors Need to Follow
[3] timesofindia.indiatimes.com, 7 golden rules to follow with neighbours
[4] emilypost.substack.com, Etiquette Today: Neighborly Manners
[5] condosky.com, Condo Etiquette – How to be a Good Neighbour

September 19, 2024 / 12:59 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.