جار التحميل...
وعموماً، لا يُمكن لأيّ أحد العيش وحيداً، وإنَّما يحتاج إلى بناء علاقات بمَن حوله؛ لذا، يُؤدّي الجيران أدواراً أساسيَّة في الحياة؛ فالعلاقة مع الودودين منهم تُعَدّ علاقة صداقة وثيقة، وتُشكِّل ذكريات جميلة لا تُنسى، ووجود جيران مُحِبِّين وموثوقين يُحسِّن نوعية الحياة بصورة كبيرة، لا سِيَّما في هذا العصر السريع والمُزدحِم؛ لذا، تابع القراءة؛ لمعرفة المزيد عن أهمّية الجار ودوره في حياتنا:
الجار الصالح سند وعائلة ثانية، لا سِيَّما عند المرور بأوقات وظروف صعبة؛ لما يُقدِّمه من الدعم، والتعاطف، وزيادة الشعور بالاطمئنان، وتقوية العزيمة؛ لتخطّي الظروف السيِّئة في الحياة، مثل المرور بظرف وفاة أحد الأقارب، أو مرضه، أو المرور بمشكلات في العمل؛ كفقدان الوظيفة، وغيرها؛ لأنَّ الحديث معه يكون بأريحية عن المشاعر المؤلمة والأفكار المزعجة في الذهن، دون خوف أو تردُّد.
ولا يقتصر دور الجار على تقديم الدَّعم في الظروف الصعبة فحسب؛ فالجار من الداعِمِين الأوائل في الأوقات السعيدة؛ كالزواج، أو النجاح، أو أعياد الميلاد، أو غيرها.
العلاقة المُريحة مع الجار من الأمور التي تُعزّز الشُّعور بالرحمة؛ فتقسيم المَهامّ بين الجيران، وتعاونهم معاً لإنجازها، من الأمور التي تُعزِّز علاقاتهم، ومن هذه الأمثلة: رعاية الأطفال، أو استعارة بعض الأدوات، أو رعاية النباتات والحيوانات الأليفة، أو تحضير الحساء إن كانت العائلة مريضة، أو المساعدة في شراء الحاجيّات للآباء الجُدد؛ الأمر الذي يُوفِّر فرصة للراحة والهدوء.
عند تكوين علاقات إيجابية وقوية مع الجيران، يزداد الشُّعور بالأمان والحماية، لا سِيَّما عند الخروج من المنزل؛ فالجار يُسهم في حماية منزل جاره وممتلكاته أثناء غيابه من الأشخاص المشبوهين الذين قد يتواجدون حول المنزل في محاولة لسرقته، وعند حدوث أيّ أمر سيِّئ لم يكن في الحُسبان؛ كتعرُّض المنزل للسرقة بالفعل، أو الحريق، أو غير ذلك، فإنَّهم سيكونون أوّل مَن يُقدِّم العَون والمساعدة.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد الجيران الجيِّدون في حماية مَن حولهم من أيّ مخاطر أو أذى فِعليّ؛ كمنع الأطفال من اللَّعِب في الشارع، وتوجيههم إلى اللعب في الحدائق العامَّة، أو في الملاعب المُخصَّصة.
تزيد العلاقات الجيِّدة مع الجيران شعور الانتماء إلى المجتمع؛ ممّا يُعزِّز الهوية والشُّعور بالقيمة والأهمّية في الحياة، وتُعزِّز الروابط الاجتماعية مع الجار فُرَص التواصل الاجتماعي، وقضاء وقت مُمتع ومُفيد، إلى جانب تنمية صداقات قويّة، وتقليل الشُّعور بالوحدة والعُزلة؛ إذ يُمكن ممارسة عدد من الأنشطة المُشترَكة مع الجيران، مثل الاجتماع في منزل أحدهم، وتناول العشاء، والاستمتاع بالوقت، أو ممارسة إحدى الهوايات المُشترَكة.
ويُعَدّ الجار من الأشخاص الذين يمكن اللجوء إليهم لدى الحاجة إلى إرشادات تختصَّ بالأمور المختلفة المُتعلِّقة بالفرد أو الأسرة عموماً؛ فمثلاً، قد تساعد الجارة الأكبر سِنّاً وذات الخبرة جارتها الأمّ الجديدة؛ عبر تقديم المشورة والنُّصح لها في بعض الأمور التي تخصّ أطفالها.
لا شكّ في أنّ العُزلة الاجتماعية من أكبر عوامل الخطر للإصابة بالاكتئاب وغيرها من المشكلات النفسية، إلّا أنّ العلاقات الإيجابية مع الجيران تساعد في تجنُّب تلك العُزلة، وتُعزِّز الصحَّة النفسية، لا سِيَّما لدى كبار السِّنّ.
ووجود علاقة مُستمِرَّة وطويلة الأمد مع الجيران يرتبط بزيادة مستوى الرفاهية النفسية على المدى البعيد، ويُعزِّز تكوين صداقات مع الجار الشُّعورَ بالسعادة والرضا عموماً؛ لوجود أشخاص يهتمُّون ويعرضون المساعدة دون طلب مُسبَق، في أيّ وقت، وفي مختلف الأحوال.
وختاماً، لا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الإسلام كان وما زال يُعَظِّم حقّ الجار؛ إذ أمر بالإحسان إليه، وعدم إيذائه، وتقديم العَون والمساعدة له في الظروف المختلفة، ويُمكن تحقيق ذلك عبر أمور عِدَّة، منها: المبادرة بالتحيّة، والتحدُّث إليه، والسؤال عن أحواله، كُلَّما سمحت الفرصة لذلك.
ويمكن أيضاً مشاركة الجار في مناسباته الخاصَّة، وعدم التردُّد في تقديم المساعدة له عندما يحتاج إليها، مع إظهار التسامح والتفهُّم لأيّ تقصير قد يصدر منه؛ فالجميع يمرّون بأوقات صعبة في حياتهم.
المراجع
[1] happycommunityproject.com, 5 reasons why neighbours are important.
[2] pyschologs.com, benefits of having neighbors.
[3] napcan.org.au, what role can neighbours play.
[4] anu.edu.au, good neighbours are good for your health.
[5] scribd.com, importance of neighbour.