جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
من العنف إلى الهدوء

نصائح للتعامل مع الطفل العنيف الذي يضرب والديه

12 أغسطس 2024 / 1:06 PM
نصائح للتعامل مع الطفل العنيف الذي يضرب والديه
download-img
هناك عِدَّة أسباب تدفع الطفل إلى ضَرب والِدَيه؛ إذ يَعدُّه وسيلةً للتعبير عن مشاعره؛ كالغضب، والتوتر، والإرهاق؛ لعدم امتلاكه القدرة الكافية على التحكُّم في مشاعره، أو التعبير عنها بشكلٍ صحيح، كما قد يجد الطفل الضرب طريقةً فعّالةً للحصول على طلبه إن جرى رفضه، وفي بعض الحالات، يكون الدافع وراء الضرب لفت الانتباه فقط، والرغبة في الحصول على المزيد من الاهتمام، حتى لو كان ذلك بطريقةٍ سلبية.

ولا شكّ في أنّ الكثير من الآباء والأمّهات، يشعرون بالحرج والخجل عند تعرُّضهم للضرب من قِبَل طفلهم، ويُسبِّب لديهم هذا السلوك العدواني والعنيف الشعور باليأس والإحباط؛ لظَنّهم أنّهم قد فشلوا في تربيته، ولكن من الجدير بالذكر أنّ العديد من الأطفال وخاصّةً الصغار منهم، يتصرَّفون بعنفٍ، ويضربون والِدَيهم في وقتٍ من الأوقات، لذلك هناك العديد من النصائح التي يُمكن اتِّباعها للتعامل مع هذه الحالة، ومنها ما يأتي: 

توجيه الطفل نحو السلوك الصحيح  

في بداية التعامل مع الطفل الذي يضرب والِدَيه، يُنصَح بالتحدُّث معه بهدوءٍ، وسؤاله عن سبب سلوكه، ومحاولة معرفة دوافعه، وإعطائه الفرصة الكافية للتحدّث عمّا يجول في خاطره، والتعبير عن مشاعره، مع الأخذ في الاعتبار أنّه لا يُدرك أنّ سلوكه غير مقبول.

 

وبعد ذلك، يمكن الشرح له بأسلوبٍ لطيف أنّ العنف والضرب سلوك غير مقبول، وأنّه يجرح مشاعر والِدَيه، كما أنّه يتنافى مع بِرّ الوالِدَين الذي يُحبّه الله -عزّ وجلّ- وأمر به، إلى جانب تعليمه كيفية احترام الوالِدَين بأساليب وطرق متنوعة، مثل: سرد القصص الهادفة، والقدوة العملية الحَسَنة، بالإضافة إلى توجيهه نحو استخدام طرقٍ بديلة للتعامل مع الغضب، والمشاعر السلبية، مثل: محاولة أخذ نفس عميق، والتعبير بالكلام.


ومن الجدير بالذكر، أنّ تعزيز السلوك الإيجابيّ يُعَدّ من أكثر الأساليب الفَعّالة في توجيه سلوك الطفل وتعديله، ويشمل الثناء، والمدح، والكلام المُحفِّز عند التصرُّف بطريقةٍ صحيحة؛ كمخاطبته بالقول: "أنت بطل وولدٌ صالح؛ لأنّك ساعدتني في أعمال المنزل"، ويُمكن أن يشمل ذلك المُكافآت والحوافز المادية، مثل، قطعة من الحلوى المُفضّلة، أو لعبة جديدة، أو حتى نزهة ممتعة في الخارج، ممّا يُحفّز الطفل على المزيد من الأعمال الإيجابية، والابتعاد عن الأعمال السلبية، والضرب، والعنف بمرور الوقت.    

وضع قواعد سلوكية تُعزز الاحترام لدى الطفل

من المهم وضع قواعد وضوابط سلوكيّة تُعزّز احترام الآخر داخل المنزل، وتُحدّد السلوك الصحيح المُتوقَّع أن يُظهره الطفل مع والِدَيه أو الآخرين بشكلٍ عامّ؛ فعلى سبيل المثال، يمكن التوضيح له بهدوء أنّ الضرب والعضّ والرَّكل أو أيّ سلوكٍ آخر عنيف غير مسموح به ولا يُمكن التهاون فيه، كما أنّ هناك عواقب عند خرق هذه القواعد.


وعند فرض القواعد السلوكية على الطفل، لا بُدّ من مراعاة طرحها بطريقةٍ إيجابيّة قدر الإمكان، دون إشعاره أنّ الهدف هو تقييده أو السيطرة عليه، وفي الوقت ذاته معاملته بحزمٍ عندما يضرب، والقول له بكلّ وضوح: "الضرب ممنوع"، وتطبيق العواقب السلوكية المُتَّفق عليها معه من قبل عند خرقه القواعد.


وعلى الوالدَين أيضاً، أن يكونا قدوةً حَسَنةً لطفلهما، ويتَّبعا قواعد الاحترام في المنزل، وأن يتصرَّفا بالأسلوب نفسه المُتوقَّع من طفلهما، بما في ذلك عدم الضرب عند الغضب، والتحدُّث بنبرة صوت هادئة عند الاختلاف مع الآخرين، والاعتذار عند الخطأ.       

استخدام أساليب عقاب مناسبة

لدى مخالفة الطفل القواعد السلوكية المطلوبة منه، واستمراره في ضرب والِدَيه، يُمكن استخدام أسلوب العقاب لتعديل هذا السلوك، على أن يكون العقاب مُتناسِباً مع عمر الطفل وسلوكه، وفيما يأتي أبرز أساليب العقاب التي تضمن أن يتعلَّم الطفل من خطئه، دون تعنيفٍ أو ضربٍ أو صراخ:

الوقت المستقطَع 

يُعَدّ الوقت المُستقطَع (Time-out) من أساليب العقاب المناسبة للأطفال من عمر 3-8 سنوات؛ فعندما يُسيء الطفل التصرُّف ويضرب والِدَيه، يُطلَب منه الذهاب إلى مكانٍ هادئ، ويُفضَّل أن يكون ثابتاً ومُخصّصاً لهذا العقاب؛ ككرسيّ، أو زاوية مُعيّنة في إحدى الغرف، والجلوس وحده ثلاث دقائق مثلاً أو أكثر، والتوضيح له أنّ هذا الوقت هو لإعطائه فرصةً كي يهدأ ويُفكِّر أكثر بخطئه، ثمّ مناقشة سلوكه بهدوء معه، وتكرار توضيح القواعد السلوكية الصحيحة المطلوبة منه.

سحب الامتيازات 

يُعَدّ أسلوب سحب الامتيازات من أساليب العقاب المناسبة جدّاً للأطفال في سنّ المدرسة؛ أي الذين تزيد أعمارهم عن ستّ سنوات، ويُمكن تطبيقه بحرمان الطفل من شيءٍ ما مُفضَّل لديه لفترةٍ مُعيّنة؛ كحرمانه من مشاهدة التلفاز، أو اللعب بالألعاب الإلكترونية لمدّة يومٍ كامل، مع ضرورة عدم المبالغة في مدّة الحرمان؛ كأن تكون شهراً مثلاً، أو ما شابه ذلك.

ضبط النفس والتحلي بالصبر  

من الضروري أن يسيطر الوالدان على نفسَيهما عند التعامل مع طفلهما الذي يضرب، ومحاولة ضبط النفس، واحتواء الموقف قدر الإمكان، دون تهديد الطفل أو الصراخ عليه، أو حتى ضربه؛ لأنّ ذلك يزيد الأمر سوءاً ويُشكِّل لديه انطباعاً أنّ تلك الأساليب مقبولة، ويُمكن استخدامها لمواجهة المشاعر الصعبة، والحصول على ما يُريد من والِدَيه، كما أنّ الهدوء واللطف يجعل الطفل يتقبّل توجيهات الوالِدَين بشكلٍ أفضل وأسرع.

مراقبة أفلام الكرتون التي يُشاهدها الطفل

يُنصَح بمراقبة البرامج وأفلام الكرتون التي يشاهدها الطفل على التلفاز، وحتى ألعاب الفيديو التي يلعبها، والتأكُّد من أنّها خالية من المشاهد العنيفة والعدوانية التي تُصوِّر أنّ الضرب وسيلة جيِّدة للتعبير عن الغضب؛ فالطفل يتأثّر بذلك كثيراً، ويحاول تقليد تلك السلوكات على أرض الواقع مع والِدَيه، أو أفراد عائلته بصورة عامة.

طلب المساعدة من طبيبٍ مختص

لدى استمرار الطفل بضرب والِدَيه على الرغم من تطبيق النصائح المذكورة في الأعلى، يُفضَّل طلب المساعدة من طبيبٍ أو مُستَشارٍ مُختَصّ؛ للحصول على تشخيصٍ دقيق لأسباب سلوك الطفل، وخُطّة مناسبة لعلاج المشكلة؛ إذ يرتبط السلوك العنيف والعدواني عند الأطفال أحياناً بحالاتٍ مَرَضِيَّة، مثل: اضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه (ADHD)، واضطراب التحدّي المُعارِض (ODD).

 

 

المراجع 
[1] parents.com,How to Respond When Your Child Hits You
[2] healthychildren.org,10 Tips to Prevent Aggressive Behavior in Young Children
[3] childdevelopmentinfo.com,Handling hitting, kicking, biting and a Hair 
[4] wikihow.mom,How to React if Your Young Child Hits You
[5] babycentre.co.uk,What to do when your child is aggressive
 

August 12, 2024 / 1:06 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.