جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لتربية أطفال أسوياء

أنواع العقوبات التي تُجدي نفعاً في تعديل السلوك الخاطئ عند الطفل

29 يوليو 2024 / 11:52 AM
نوع العقوبات التي تجدي نفعاً في تعديل السلوك الخاطئ عند الطفل
download-img
تعتمد فكرة تعديل السلوك عند الطفل على تغيير الأنماط السلوكية لديه؛ بحيث يُدرك أنّ السلوك الجيّد يؤدّي إلى نتائج إيجابية، وأنّ السلوك السيّئ يؤدّي إلى نتائج سلبية وغير مرغوبة، ويُمكن تحقيق ذلك باستخدام أنواع فعّالة من العقوبات، تشمل نوعَين أساسيَّين، هما: العقاب الإيجابيّ، والعقاب السلبيّ، ويُقصَد بالعقاب الإيجابيّ "الإضافة"، وبالعقاب السلبيّ "الإزالة"، وسيتم توضيح كلّ واحد منهما بدقَّة في هذا المقال.

ولا بُدّ من الإشارة قبل ذلك إلى أنَّ الهدف من العقوبات هو تأديب الطفل، وتحويل نتائج أفعاله الخاطئة إلى وسيلةٍ للتعلُّم وفهم الأخطاء، وتقليل احتمالية حدوث السلوك غير المرغوب فيه مرة أخرى في المستقبل، وهي بذلك ليست وسيلة للإهانة أو الانتقام؛ إذ يجب أن تؤثر في السلوك فقط، وليس في العواطف ولا احترام الذات، كما يُفضَّل استخدامها جنباً إلى جنب مع الأساليب التربوية الإيجابية الأخرى، مثل: التواصل الفعّال، والحوار والتوجيه بطريقة واضحة، وتعزيز السلوك الإيجابي عن طريق التحفيز والتشجيع؛ سواءً بالكلمات اللطيفة، أو المُكافَآت لدى التصرُّف الصحيح.  

العقاب الإيجابيّ 

يكون العقاب الإيجابيّ بتكليف الطفل بأمرٍ لا يرغب فيه، وذلك من شأنه أن يردعه عن تكرار سلوكه الخاطئ في المرّات القادمة، وتشمل أبرز أساليب هذا النوع من العقاب ما يأتي: 

المهام والمسؤوليات الإضافية

يعتمد العقاب بالمسؤوليات الإضافية على تكليف الطفل بمهامّ أخرى غير المطلوبة منه في العادة عندما يمارس سلوكات خاطئة، ممّا يُعزِّز تحمُّل المسؤولية والانضباط لديه، ويجعله أكثر حذراً في المستقبل حتى لا تصدر عنه أيّ سلوكات خاطئة.  

 

فعلى سبيل المثال، إن أحدث الطفل فوضى كبيرة في غرفته، يُمكن تكليفه بترتيبها وإعادتها كما كانت، أو إن تسبَّب في تخريب الأشياء وتكسيرها في المنزل، فيُمكن تكليفه ببعض المهامّ المنزلية، مثل: غسل الصحون، أو تنظيف الأرضيات، كما يمكن تكليفه بالاهتمام بالحيوان الأليف وتقديم الطعام له إن أساء إليه أو آذاه.  

 

وتجدر الإشارة إلى أنّه لا بُدّ من توضيح سبب العقاب بهذه المهامّ الإضافية للطفل، والسلوك الصحيح المرغوب فيه، مع اختيار مسؤولياتٍ مناسبة لعمره وقدراته، وتوفير الدعم والتوجيه اللّازمين له للقيام بها، إضافة إلى تعزيزه إيجابيّاً والتعبير عن الامتنان له بعد تنفيذه المهامّ المطلوبة بنجاح، الأمر الذي يُعزِّز رغبته في تكرار السلوكات الإيجابيَّة مراراً وتكراراً.  

تحمّل العواقب الطبيعية للأخطاء 

يُمكن تعديل سلوك الطفل السلبيّ بتركه يتحمَّل العواقب الطبيعية الناجمة عن هذا السلوك ببساطة، دون أيّ تدخُّل من أيّ طرفٍ خارجيّ؛ إذ يَسمح له ذلك بالتعلُّم أكثر عن طريق التجربة، واتِّخاذ القرارات، والتصرُّف بطريقةٍ أفضل في المرّات القادمة، مع الانتباه إلى أنَّ تلك العواقب لا بُدّ أن تكون معقولة، وضمن حدود إمكانات الطفل ومناسبة لعمره، بحيث يُمكنه تحمُّل مسؤوليَّتها، والتعلُّم منها دون التأثير سلباً في صحَّته النفسية، أو حتى الجسدية.

 

فعلى سبيل المثال، إن تأخَّر الطفل بشكلٍ مُتعمَّد ومُتكرِّر عن موعد حافلته المدرسية؛ نتيجة السهر أثناء الليل والرغبة في النوم أكثر في الصباح، يُمكن تركه يتحمَّل عواقب هذا التأخُّر بالتغيُّب عن المدرسة، وعدم إيصاله بالسيارة أو نحوها، وإن كان الطفل سريع الغضب في المنزل، أو يُكسِّر ألعابه ويُخرِّب اشياءه، فيُمكن إخباره بأنّه لن يحصل على أيّ لعبة أخرى جديدة لمدَّة مُعيَّنة.

العقاب السلبيّ

يكون العقاب السلبيّ بأخذ شيءٍ يُفضِّله الطفل ويرغب فيه منه؛ بهدف تعديل سلوكه، ويتضمَّن عِدَّة أساليب، من أهمِّها ما يأتي: 

سحب الامتيازات 

تشمل الامتيازات الأشياء الكماليَّة التي يستمتع بها الطفل، مثل: الألعاب، أو الأنشطة الترفيهية الخارجية، أو وقت الشاشة؛ بما في ذلك مشاهدة التلفاز، واستخدام الأجهزة الرقمية المختلفة؛ بسحبها منه، أو تأخير منحه إيّاها مُدَّة مُحدَّدة؛ نتيجة ممارسته سلوكاً خاطئاً؛ وذلك ليتعلَّم الانضباط الذاتي، ويفهم نتيجة السلوكات غير المقبولة، ويتحمّل مسؤوليَّتها بطريقةٍ عملية وفعّالة، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الأسلوب مناسب للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن ستِّ سنوات؛ إذ تكون لديهم القدرة على الربط بين السلوك والنتيجة، على عكس الأطفال الأصغر سِنّاً. 

 

ومن الضروري إفهام الطفل مُسبَقاً متى يمكن أن يُستخدَم هذا النوع من العقاب معه، وما الذي سيترتَّب عليه، بالإضافة إلى اختيار الامتياز المُراد حِرمانه منه بعناية بحيث لا يُؤثِّر فقدانه إيّاه سلبيّاً عليه، مع تحديد مدَّة حرمان معقولة يُمكنه فعلاً الالتزام بها، وعادة ما تكون 24 ساعة كافية، كما يجب إكمال العقاب حتى النهاية، وتجاهل أيّة ردَّة فعل سلبية من الطفل، مثل: إظهار عدم الاهتمام، وإعادة الامتيازات فقط عند مُلاحَظة تغيُّر تدريجيّ في السلوك، وأثناء ذلك يجب الحرص على معاملة الطفل بلطفٍ وإيجابيَّة قدر الإمكان، واستخدام أسلوب تعزيز السلوك الإيجابيّ.

 

فعلى سبيل المثال، إن رفض الطفل ترتيب غرفته، يُمكن حرمانه من الألعاب الإلكترونية ليومٍ كامل، وعندما يبدأ بترتيب الغرفة والتصرُّف على نحوٍ صحيح، يُمكن تعزيز سلوكه بالقول له مثلاً: " أنا فخورٌ بك حقّاً عندما تُرتِّب غرفتك بهذا الشكل الجميل". 

 

ملاحظة مهمّة: لا بُدّ من الانتباه إلى أنّ الامتيازات تختلف تماماً عن الحقوق والأساسيّات التي يحتاج إليها الطفل؛ كالطعام، والشراب، والاهتمام العاطفيّ، ولا ينبغي حرمانه من هذه الحقوق أبداً. 

الوقت المستقطَع 

يتلخَّص الوقت التأديبيّ المُستقطَع (Time-out) بإبعاد الطفل عن البيئة المُحفِّزة للسلوك الخاطئ، ومنحه وقتاً لإعادة التفكير بهدوء في سلوكه؛ كي يتعلّم فيما بعد أن يمنح نفسه مُهلة من تلقاء ذاته للتفكير قبل أن يتصرَّف بطريقةٍ خاطئة، وغالباً ما يكون هذا النوع من العقوبات مُجدِياً لتعديل سلوكات الطفل من سنّ ثلاث إلى ثماني سنوات، بما في ذلك السلوكات الخطرة؛ كالعبث بالكهرباء، أو السلوكات الضارَّة؛ كضرب طفلٍ آخر، أو كسر القواعد العائلية؛ كالخربشة على الجدران، ورمي الأشياء، أو عدم اتِّباع التوجيهات بعد التحذير.  

 

وتبدأ خطوات تطبيق الوقت المُستقطَع بتحذير الطفل، وتوضيح العواقب المُترتِّبة على تكراره سلوكه الخاطئ، فإن لم يتوقَّف عنه، فعندها يجري اصطحابه إلى مكانٍ آخر آمن وهادئ لا تتوفّر فيه مُشتِّتات؛ كالألعاب، أو الأشخاص الآخرين الذين يُمكن أن يلهو معهم، ويُفضَّل تحديد مكان ثابت في المنزل لهذا الغرض، ويمكن تسميته بـ " زاوية الوقت المُستقطَع" مثلاً، أو ما شابه ذلك، ويُفضَّل أن يكون ضمن مجال رؤية الوالدَين، وليس مُنعزِلاً تماماً، ثمّ يُطلَب من الطفل الجلوس فيه، وضبط المُؤقِّت لمدَّة تتراوح بين 2-3 دقائق.

 

وبعد ذلك، يجب ترك الطفل وحده، وعدم التحدُّث معه، أو مخاطبته بأيّ كلام أو إرشاداتٍ أو نصائح، مع إعادته إلى المكان إن تركه حتى لو تكرَّر ذلك عِدَّة مرات، ثمّ ضبط المُؤقِّت مُجدَّداً، وبمُجرَّد أن يُصبح هادئاً، وينتهي الوقت المُحدَّد، يُمكن العودة إليه وإخباره بانتهاء الوقت، ثمّ عناقه أو التربيت على ظهره، والتحدُّث معه بهدوء حول خطئه، وما التصرّف الصحيح الذي كان يجب عليه القيام به، بالإضافة إلى اغتنام أقرب فرصة لتعزيز السلوك الإيجابيّ لديه؛ فإن كان يضرب أخاه مثلاً، ثمّ بدأ معاملته بلطف بعد العقاب، يُمكن تعزيزه بقول: "كم أنا سعيد بكونك لطيفاً مع أخيك".

 

 

المراجع
[1] verywellfamily.com, Behavior Modification Techniques
[2] healthline.com, What Is Positive Punishment?
[3] verywellfamily.com, What Are Natural Consequences? When and How to Use Them
[4] raisingchildren.net.au, Loss of privilege: how it encourages positive behaviour in children and teenagers
[5] cdc.gov, What is Time-Out?

July 29, 2024 / 11:52 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.