جار التحميل...
لدى التعامل مع أهل الزوج، ينبغي التركيز على العلاقة بالزوج كأولويَّة قُصوى؛ فالزوجان يُعَدّان فريقاً واحداً، ويجب أن يُشكِّلا معاً جبهة واحدة في مُواجَهة أيَّة تحدِّيات أو مشكلات قد تطرأ في حياتهما، والحفاظ على علاقة صِحِّية ومَتينة بالزوج يساعد في رسم حدود واضحة مع أهل الزوج، ويضمن القدرة على مُعالَجة المشكلات بروح التعاون والتفاهم المُشتَرك، وبهذه الطريقة يمكن حماية العلاقة من أيّ ضغوط خارجيَّة، وتعزيز رَوابِط الحبّ والاحترام بينهما.
إن فرض الحدود الصحِّيَّة مع أهل الزوج هو أمر بالغ الأهمية؛ لضمان علاقة مُتوازِنة ومُريحة؛ فالحدود تعني تحديد ما يمكن فِعله وما لن يُفعَل، ويجب أن يجري الاتِّفاق عليها بين الزوجَين؛ لضمان تماسُك العائلة؛ فعلى سبيل المثال، إن كان الأطفال ينامون في وقتٍ مُبكِّر، فيمكن للزوجَين الاتِّفاق على عدم حضور الأحداث المسائية، حتى لو كانت مناسَبةً عائليَّةً تخصّ أسرته أو أسرتها، ويمكن أيضاً تحديد يوم مُعيَّن للِّقاءات الأسرية، مثل حَصر الزيارات العائلية في أيّام العُطَل، ممّا يجعل الزيارات مُتوقَّعةً ومُنظَّمةً، وهذه الحدود الواضحة والمُتَّفق عليها مُسبَقاً تُساعد في الحفاظ على مساحة شخصية صِحِّية، وتُعزِّز التفاهُم والاحترام المُتبادَل.
يُسهِم التخلّي عن التوقُّعات المِثالِيَّة تجاه أهل الزوج في تخفيف الضغوط، وبناء علاقة قائمة على التفاهم والاحترام المُتبادَل ضمن حدود معروفة وواقعية، فعلى الرغم من وجود بعض التصوُّرات المِثالِيَّة عمّا يجب أن يفعله أهل الزوج لأبنائهم وأحفادهم، إلّا أنَّ الواقع قد يختلف تماماً، لذا بدلاً من التركيز على ما يُفترَض أن يفعله أهل الزوج، يمكن تقدير الأشياء الصغيرة التي يُقدِّمونها؛ فعلى سبيل المثال، قد لا يتمكَّنون من مُجالَسَة الأطفال في يوم العطلة، إلّا أنَّ الأوقات الأخرى التي يُقدِّمون فيها المُساعَدة تُعَدّ أمراً جميلاً ينبغي تقديره.
الحدود مع أهل الزوج أداة فَعّالة لتحديد ما هو مقبول وما هو مرفوض، وفيما عدا ذلك، يجب تعلُّم فَنّ التسوية؛ أي البحث عن حلولٍ تُرضي الأطراف جميعهم عند حدوث النزاع أو الخِلافات؛ فلكلّ عائلة قِيَم واحتياجات مختلفة، لذا تتطلَّب العلاقة الصحِّية بأهل الزوج بعض الأخذ والعطاء، ومن المهمّ تجنُّب مُواجَهة أهل الزوج بشكل مباشر عند ظهور المشكلات، ممّا يُقلِّل من تصعيدها، ويعطي الزوجة بعض الوقت للتفكير بعقلانية، وتحديد الطريقة الأمثل للتعامل معها.
ويمكن اعتماد قاعدة أن يُخاطِب كلّ طَرَف والِدَيه عند حدوث أيّ خِلافات، بحيث تُواجه الزوجة عائلتها إذا حدثت مشكلة تستدعي ذلك، بينما يُواجه الزوج أهله عند الضرورة؛ فمُواجَهة الزوجة والدة زوجها أو والده أو حتى أخته قد تُؤدّي إلى تصاعُد المشكلة في كثير من الأحيان، أمّا اختيار المشكلات التي ينبغي مواجهتها بعناية، والتغاضي عن صغائر الأمور، فهو يُساعد في بناء علاقة مُتناغِمة وجيِّدة مع أهل الزوج، على أن يكون ذلك بتراضي الزوجَين واتِّفاقهما، وليس بضغط أحدهما على الآخر ليفعل ذلك.
وقد يجد الزوج أحياناً صعوبةً في مواجهة أسرته؛ بسبب التعلُّق الشديد، أو الضغوط الثقافية والاجتماعية، وهنا يمكن النظر في اتِّخاذ خطوات إضافية للتعامل مع المشكلة، مثل تحدُّث الزوجة مع أهل الزوج بفاعليَّة حول المشكلة التي حدثت؛ لإيجاد حلّ مُشتَرَك يُرضي الطرفَين، مع تعاوُن الزوجَين معاً لإيجاد طُرُق بَنّاءة للتواصُل وحَلّ المشكلات بطريقة تحترم مشاعر الجميع واحتياجاتهم.
من الضروريّ تجنُّب الخِلافات مع الزوج بسبب المشكلات مع أهله؛ فقد لا يكونون على علم بالمشكلة في الأصل؛ أي أنَّها يمكن أن تمثِّل مُجرَّد سوء تفاهم بسيط، وقد تُؤدّي مُعاتَبة الشريك والدخول في خِلاف معه نتيجةً لذلك إلى تشويه العلاقة بينهما وإضعافها، وبدلاً من ذلك، يمكن للزوجة أن تتحدَّث إليه عن مشاعرها، وعن الأمور التي أزعجتها؛ كأن تستخدم جُمَلاً مثل: "أنا لست مرتاحة بسبب.."، أو "يزعجني عندما..."، دون توجيه انتِقاد لاذِعٍ له ولأهله.
التركيز على العلاقة بالزوج لا يعني استبعاد أهله، بل يُعَدّ ضماناً للحفاظ على الصحَّة النفسية للعائلة دون استبعاد أيّ شخص، ومن الجيِّد تخصيص بعض الوقت لرؤية أهل الزوج بانتظام؛ سواء في أيّام عطلة نهاية الأسبوع، أو في العطلات، والأعياد، والمُناسَبات السنوية، ممّا يُحافظ على توازُن العلاقة بهم دون إهمال، بالإضافة إلى أنَّ هذا يساعد على إتاحة الفرصة للأطفال لقضاء وقت ممتع مع أجدادهم وأقاربهم.
لدى التعامل مع أهل الزوج، يُعَدّ التحلّي بالصبر والمرونة والتسامح من الأمور الأساسية والمُهِمَّة، وعلى الرغم من عدم وجود كتاب فيه قواعد مُحدَّدة تتعلَّق بكيفية التعامل معهم، إلّا أنّ بإمكان كلّ شخص أن يخوض تجربة تعلُّمِيَّة خاصَّة به تتعلَّق بأدواره ومسؤولياته الجديدة داخل الأسرة، وقد يستغرق أهل الزوج بعض الوقت للتكيُّف مع التغييرات، والالتزام بالحدود، ضمن إطار من التقبُّل المَبنيّ على الاحترام المُتبادَل، لذا يجب التحلّي بالصبر، والتفهُّم، والتركيز على التغييرات التدريجيَّة، والتواصل المفتوح، ممّا يضمن الحفاظ على علاقة صِحِّية وسعيدة بأهل الزوج على المدى الطويل.
وختاماً، يمكن للزوجة أن تبني علاقة جيِّدة مع أهل زوجها بالمَحبَّة والذكاء والفِطنة وحُسن التصرُّف، في إطار من الاحترام والتقدير والمَودَّة والتعامل اللطيف، بعيداً عن تجاوز الحدود الشخصية لها ولعائلتها؛ للحصول على حياة مُستَقِرَّة وعلاقات صِحِّيَّة.
[1] familyeducation.com, 10 Tips for Dealing with In-Laws and Setting Healthy Boundaries
[2] paired.com, How to Have Boundaries With Your Partner’s Family the Right Way
[3] marriage.com, 15 Tips for Setting Boundaries With Your in-Laws
[4] bonobology.com, Setting Boundaries With In-laws – 8 No-Fail Tips
[5] stylecaster.com, How to Set Boundaries with Your Partner’s Family the Right Way