جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
استمتع بها بذكاء

الألعاب الإلكترونية: ما بين الفوائد والأضرار

22 أكتوبر 2024 / 12:33 PM
الألعاب الإلكترونية_ ما بين الفوائد والأضرار
download-img
شهد العالم تقدُّماً كبيراً في مجال التكنولوجيا، وتطوُّراً مذهلاً في أجهزة الحواسيب، ومع انتشار الإنترنت انتشاراً سريعاً، انتشرت الألعاب الإلكترونية، وأصبحت ظاهرة عالَميّة، ووسيلة ترفيهية ممتعة، وأداة فعّالة لتواصل الأفراد وتفاعلهم من مختلف أنحاء العالم، لا سِيَّما فئة الشباب.

وعلى الرغم من الفوائد المُتعدِّدة للألعاب الإلكترونية، فإنّه لا يمكن إنكار حقيقة أنّ لها عدداً من الأضرار والآثار السلبية أيضاً، الأمر الذي يتطلَّب الموازنة في استخدامها بوصفها وسيلة للترفيه والتواصل، وتجنُّب السلوكات الخاطئة التي قد تؤدي إلى ظهور الأضرار الناتجة عن استخدامها.                 

فوائد الألعاب الإلكترونية

يُمكن أن تُمثِّل الألعاب الإلكترونيّة نشاطات مُميِّزة لتمارين العقل، ولقضاء وقت ممتع بعد يوم شاقٍّ في العمل، بالإضافة إلى عدد من الفوائد المُتنوِّعة الأخرى، وفي ما يأتي توضيح أهمّها:

تطوير القدرات العقلية والإدراكية

تُسهم بعض الألعاب الإلكترونية، مثل ألعاب الألغاز، في تنمية المهارات العقلية، وتحفيز التفكير والإبداع، وتعزيز المهارات البصرية المكانية التي تُساعد على تذكُّر أمكِنة العناصر المُتنوِّعة، والربط بينها.


 ولهذا الأمر تأثير إيجابي في تنمية قدرات اللاعبين، لا سِيَّما الطلّاب؛ إذ يُحسِّن مستوياتهم الدراسية في الموادّ المختلفة، مثل: الرياضيات، والعلوم، بالإضافة إلى زيادة قوَّة التركيز لديهم؛ فهي تتطلَّب إنجاز أكثر من مهمّة في آنٍ واحد؛ ممّا يُسهم إيجاباً في إنجاز عدد من المهامّ على أرض الواقع.

تعزيز مهارة حلّ المشكلات واتخاذ القرارات

تتميَّز الألعاب الإلكترونية بأهمّيتها الكبيرة في تنمية مهارات حلّ المشكلات لدى الأفراد؛ بتوفيرها تحدِّيات مُتنوّعة تتطلَّب من اللاعبين التفكير النقدي والإبداعي؛ لإيجاد حلول ذكية ومُبتكَرة للمشكلات المطروحة، وهذا يُسهم في تنمية قدرات اللاعبين على التفكير بكيفيات مختلفة.

ثمّ إنَّها تُعزّز مهارات التعاون وحلّ المشكلات الجماعيّة؛ لأنّ بعض الألعاب يتطلَّب من اللاعبين العمل ضمن فريق واحد؛ ممّا يُطوِّر لديهم مهارات العمل الجماعي.

كما تُسهِم الألعاب الإلكترونية في تطوير مهارة إدارة الوقت، واتِّخاذ القرارات السريعة؛ إذ تُشجِّع ألعاب إلكترونية عِدَّة اللاعبين على اتِّخاذ قرارات سريعة، وتحديد أولوياتهم خلال فترة زمنية مُحدَّدة، لا سِيَّما ألعاب الفيديو التي تُشعل روح المنافسة بين اللاعبين؛ ممّا يتطلَّب اتِّخاذ قرارات سريعة وصائبة، وينعكس هذا إيجاباً على قدرتهم في إدارة الوقت، واتِّخاذ القرارات في حياتهم اليومية.

تكوين صداقات جديدة

تُمثِّل الألعاب الإلكترونية فرصة قَيِّمة تُسهم في التعرُّف إلى الآخرين، وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية جديدة، لا سِيَّما الألعاب التي تتطلَّب تعاوُناً بين اللاعبين، وخاصَّة أولئك الذين يجدون صعوبة بتكوين صداقات في العالم الواقعي.

وتساعد الألعاب الإلكترونية في تخطّي الحواجز المذكورة سابقاً؛ نتيجة التواصل الذي يحدث داخل اللعبة عبر الدردشات، بالإضافة إلى أنّها تُتيح الفرصة للأشخاص؛ كي يُشاركوا أفكارهم واهتماماتهم المُتعلِّقة بالألعاب الإلكترونية مع الآخرين في العمل أو المدرسة، ومن ثَمَّ تكوين صداقات جديدة، وعلاقات حقيقية لا تقتصر على العالم الافتراضي فقط.

استخدام الألعاب الإلكترونية بوصفها وسيلة تعليمية

هناك ألعاب إلكترونية عِدَّة تتضمَّن جوانب تعليمية تُساعد في تطوير المهارات المُتنوِّعة، لا سِيَّما لدى الأطفال في مرحلة ما قبل دخول المدرسة؛ إذ تُمكِّن الأطفال من تعلُّم الأرقام والحروف وتكوين الجُمَل المختلفة بوسائل مُبتكَرة ومُحفِّزة.

ثمّ إنّ الأطفال قد يحتاجون في بعض الألعاب إلى قراءة التعليمات، أو البحث عن أحدث التحديثات للعبة مُعيَّنة؛ ممّا يُساعد في تنمية مهارات القراءة لديهم، بالإضافة إلى أنّ بعض الألعاب الإلكترونية تُوفِّر عالماً افتراضيّاً ثُلاثي الأبعاد، يُسهم في تطوير المهارات البصرية لدى الأطفال.

أضرار الألعاب الإلكترونية

على الرغم من الفوائد المُتعدِّدة للألعاب الإلكترونية، فإنَّ قضاء وقت طويل أمام الشاشات الإلكترونية قد يؤدّي إلى الشعور بالإرهاق الجسدي والنفسي، والمعاناة من الأضرار المُحتمَلة لها:

إدمان الألعاب الإلكترونية

تُعَدّ مشكلة إدمان الألعاب الإلكترونية قضية مُقلِقة لعدد من الأشخاص، لا سِيَّما الشباب والمراهقون؛ إذ يمكن أن يؤدّي قضاء وقت طويل في اللعب إلى إهمال الأنشطة الحياتية الأخرى، مثل: الدراسة، وممارسة الرياضة، وغيرها؛ ممّا يجعلهم أقلّ تفاعُلاً في العالم الواقعي، وقد يُؤثِّر في حياتهم سلباً بصورة عامَّة.


وصنَّفت منظَّمة الصحّة العالمية (WHO) -عام 2018- الاضطرابات الناجمة عن الألعاب الإلكترونية (Gaming disorder)، وتشمل الإدمان بوصفه اضطراباً عقليّاً؛ ويُعزى السبب الرئيس لحدوثه إلى تصميم الألعاب الإلكترونية الذي يهدف إلى جذب اللاعبين؛ للحصول على المكافآت والمُحفِّزات التي تُكتَسَب مع التقدُّم في اللعبة؛ ممّا يعني قضاء وقت أطول في اللَّعِب.

خطر الإصابة بمشكلات صحية

عندما يقضي لاعِبو الألعاب الإلكترونية وقتاً طويلاً أمام أجهزة الحاسوب، فإنَّهم يواجهون مشكلات صحّية؛ نتيجة الجلوس المُطوَّل أمام الشاشة؛ كالشعور بالإرهاق الجسدي، وبآلام في الرقبة والظهر، والصُّداع المُستمِرّ، إضافةً إلى أنّ التركيز الشديد أثناء اللعب مُدَّة طويلة قد يُؤثّر سلباً في التركيز على الأمور الأخرى في الحياة.

ويمكن أن يؤثِّر اللَّعِب أيضاً في ساعات مُتأخِّرة من الليل في حدوث اضطرابات النوم؛ إذ قد يُؤثِّر في الصحّة النفسية أحياناً؛ كالشعور بالتوتُّر والقلق، وقد يؤدّي في حالات مُتطوِّرة إلى الإصابة بالاكتئاب، وفقدان الشغف تجاه الأنشطة الأخرى.

ثمّ إنّ الجلوس الطويل للعب الألعاب الإلكترونية يمكن أن يؤدّي إلى قِلَّة النشاط البدني؛ ممّا يُؤثِّر في حجم العَضَلات، وزيادة نسبة الدهون في الجسم، وتيبُّس المفاصل في بعض الحالات، وزيادة خطر الإصابة بالسُّمنة عند الاستخدام المُفرط للألعاب الإلكترونية.

مشاكل في التواصل الاجتماعي

قد يؤدّي قضاء الفرد ساعات كثيرة في لعب الألعاب الإلكترونية إلى تقليل الوقت الذي يُمضيه برفقة أهله وأصدقائه في الحياة الواقعية؛ ممّا يُؤثِّر في عملية التواصل الاجتماعي بينهم، ومن ثَمّ قِلَّة اللِّقاءات وجهاً لوجه؛ الأمر الذي قد يُسبِّب شعورهم بالعُزلة والوحدة، ويحُدّ من قدرتهم على التفاعل مع الآخرين تفاعلاً طبيعيّاً.

وممّا سبق، يجدر التنويه إلى ضرورة الموازنة بين اللَّعِب، والتفاعل الاجتماعي الحقيقي؛ ويُمكن تحقيق ذلك بقضاء وقت مُحدَّد برفقة الأصدقاء والعائلة، أو الاستمتاع بالنزهات الترفيهية، أو ممارسة أنشطة أخرى، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، أو تطوير بعض الهوايات؛ ممّا يساعد في تحقيق التوازن.

الغضب وعدم ضبط النفس

تتضمَّن بعض أنواع الألعاب الإلكترونية مشاهد عُنف وسلوكات عدوانية قد تؤثّر سلباً على تصرُّفات بعض الأفراد في الحياة الواقعية؛ فقد تزيد هذه الألعاب من الإثارة العاطفية لدى اللاعبين؛ ممّا يجعلهم أكثر عرضة للاستجابات السلبية أو العدوانية في بعض الحالات، وقد تزيد صعوبة ضبط النفس والسيطرة على الغضب؛ ممّا قد ينعكس سلباً على تفاعلهم الإيجابي مع الآخرين.


وكان التحليل الشامل والمُمنهَج لمجموعة من الدِّراسات العلمية التي أجرَتها جمعية علم النفس الأمريكية (APA) عام 2017، عن تأثير ألعاب الفيديو العنيفة في السلوكات السلبية، قد أظهر أنّ لعب ألعاب الفيديو العنيفة يزيد السلوكات، والأفكار العُدوانية، ويُقلِّل مشاعر التعاطف.


وفي الختام، ينبغي الحَدّ من التأثير السلبي للألعاب الإلكترونية في الحياة اليومية؛ لذا، يُنصَح بالاعتدال في ممارسة الألعاب الإلكترونية، ومراقبة محتوى الألعاب الذي يختاره الأطفال والمراهقون؛ للتأكُّد من ملاءمته لأعمارهم.

وينبغي التأكُّد أيضاً من إبقاء الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب خارج الغرفة قبل النوم بمُدَّة قصيرة؛ ممّا يساعد في تجنُّب التعرُّض للأشعَّة المُنبعِثة من الأجهزة الإلكترونية التي من شأنها أن تُؤثِّر في جودة النوم.

المراجع

[1] lifehack.org, benefits of playing video games
[2] medium.com, pros and cons of online gaming
[3] uvpediatrics.com, video games pros and cons
[4] gamequitters.com, pros and cons of video games
[5] gamingrespawn.com, pros and cons of computer games
October 22, 2024 / 12:33 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.