جار التحميل...
المهارات الناعمة: مفهومها وأبرزها
تشمل المهارات الناعمة الصفات الشخصية والمهارات التي تساعد الأفراد على التفاعل بصورة إيجابيَّة وفعّالة مع الآخرين، وهي تختلف عن المهارات الصلبة التي تتعلَّق بالمعرفة الفنِّية الخاصة بالوظيفة التي يعمل فيها الفرد، مثل البرمجة، أو التصميم، أو التسويق.
بمعنى آخر، لا تتعلَّق المهارات الناعمة بما لدى الفرد من معرفة، وإنَّما بشخصيَّته، وكيفية تطبيقه معرفته في المواقف العملية، وهذا ما يجعل وجودها ضرورياً جنباً إلى جنب مع المهارات الصلبة؛ لتحقيق النجاح الشخصيّ والمهنيّ، إضافةً إلى أنّ هذه المهارات يمكن نقلها، وتطويرها، بغضّ النَّظَر عن التخصُّص الأكاديميّ، أو المسار المهنيّ.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ هناك الكثير من المهارات الناعمة التي تتفاوت في أهمِّيتها لدى أصحاب العمل، ومن أبرزها:
لا تقتصر مهارة التواصل الفعّال فقط بالقدرة على التحدُّث بوضوح، وإنَّما بحُسن الاستماع، وفهم ما يُقال بدقَّة، إضافة إلى فهم الإشارات غير اللفظية؛ كلغة الجسد، وتحفيز الحِوار البنّاء، ممّا يسهم في بناء علاقات جيدة وفعّالة مع الآخرين.
بالإضافة إلى إدارة المهامّ والموارد، تشمل مهارة القيادة القدرة على تحفيز الفريق وتوجيهه نحو تحقيق الأهداف المشتركة، وبناء روح الفريق والانسجام بين أعضائه حتى في التحدِّيات الصعبة، وهذا ما يسهم في إطلاق الطاقات الإبداعية، وتحقيق النجاح المشترك.
يعني التكيُّف والمرونة القدرة على التعامل مع التغيُّرات في بيئة العمل بطريقة فعّالة وبَنّاءة، بحيث يكون الفرد قادراً على استيعاب هذه التغيُّرات حتى وإن كانت مُفاجِئة؛ من خلال تبنّي تقنيات جديدة، وتعديل استراتيجيات العمل وفقاً للمُتطلَّبات الجديدة، وهذا ما يُعزِّز فُرَصَه للنجاح والتطوُّر، وخاصَّةً في قطاعات العمل المُتغيِّرة بسرعة وباستمرار.
تتمثَّل مهارة حلّ المشكلات بالتفكير الاستراتيجي والإبداعي للتغلُّب على التحدِّيات والمواقف الصعبة؛ بتحليل المواقف بدقَّة، وتحديد العوامل المُؤثِّرة، وابتكار حلول فعّالة، إضافةً إلى التفكير النقدي، وتقديم الأفكار الإبداعية التي يمكن أن تسهم في تحسين العمليات الحالية، أو تطوير مُنتَجات أو خدمات جديدة.
التعاون من المهارات الجوهرية في بيئة العمل؛ فمن خلال التعاون الفعّال، يمكن للفريق العمل معاً بكفاءة وإنتاجية أكبر؛ لتحقيق الأهداف المشتركة، كما يسهم في بناء علاقات قوية بين أفراد الفريق، وبالتالي تعزيز الأداء العام للمُؤسَّسة أو الشركة.
تعني إدارة الوقت تحديد الأهداف، ووضع جدول زمنيّ مُحكَم لتحقيقها، وتنظيم يوم العمل بشكل فعّال، مع استخدام الأدوات والتقنيات المناسبة لزيادة الإنتاجية وتحقيق النتائج المَرجُوَّة، وهذا ما يجعل الموظف المحترف قادراً على الوفاء بالمواعيد النهائية بانتظام، والحفاظ على التوازن بين عمله وحياته الشخصية.
يشير الذكاء العاطفي إلى القدرة على فهم وإدارة المشاعر الخاصة بالفرد، ومشاعر الآخرين بشكل فعّال، ويتضمَّن ذلك التعرف على المشاعر، وفهم مصادرها، وتحديد كيفية التعامل معها بما يناسب الفرد نفسه أو الآخرين، وهذا مهمّ في بيئة العمل؛ إذ يسهم في بناء علاقات إيجابية وصحِّيّة في مُحيط العمل.
تضطلع المهارات الناعمة بدور حاسم في عملية التوظيف؛ إذ يدرك أصحاب العمل في الغالب أنّ النجاح في العمل لا يتوقَّف على المهارات الصلبة المُرتبِطة بالمعرفة الفنية والمهارات القابلة للقياس فحسب، وإنَّما يشمل المهارات الناعمة أيضاً، ممّا يدفعهم إلى تقييم هذه المهارات لدى المُرشَّحين للوظائف، وإعطاء الأولوية لمن يمتلكها، وهذا ما يزيد فُرَص مَن يمتلكون المهارات الناعمة في الحصول على الوظائف.
ويُشار إلى أنّ المهارات الناعمة تُحقِّق لمَن يمتلكها النجاح في العمل، والحصول على ترقيات ومزايا أفضل؛ بفضل قدرته على التواصل الفعّال، وفهم توجيهات العمل بصورة أفضل، وحلّ المشكلات بفعاليّة، إضافة إلى بناء علاقات قويَّة في العمل، وبالتالي تحقيق إنتاجيَّة أعلى.
إضافة إلى أنّ المهارات الناعمة تزيد من قوَّة صاحبها في سوق العمل، وتجعله ذا أهمِّية كبيرة لدى صاحب العمل، وخاصَّة مع امتلاك مهارات فارقة في الوقت الحالي؛ كالتكيُّف مع تغييرات بيئة العمل، وإيجاد الحلول في المواقف الصعبة.
[1] doe.sd.gov, Soft Skills
[2] gisma.com, THE ROLE OF SOFT SKILLS IN TODAY’S JOB MARKET: WHAT EMPLOYERS REALLY WANT
[3] dol.gov, Soft Skills: The Competitive Edge
[4] coursera.org, What Are Soft Skills?
[5] expresspros.co.za, The Importance of Soft Skills in Today’s Job Market