جار التحميل...
ويُشار إلى أنّ هناك فرقاً بين ضغط العمل الصحِّي، وضغط العمل المُجهِد الذي يُؤدّي إلى ظهور مشكلات صِحِّية حقيقية، ومن أمثلته: طلب إنجاز مَهامّ ضمن فترات زمنية غير منطقية، والشعور بانعدام الثقة بالسير في الاتِّجاه الصحيح؛ بسبب ضعف الإدارة؛ ممّا يعني سيطرة مشاعر التوتُّر والإرهاق على الموظف؛ لذا، لا بُدّ من التمييز بينهما.
وتتميَّز ضغوط العمل الصحِّية بعدد من الإيجابيات التي يمكن أن تُحقِّق للموظف مشاعر الرضا والسعادة في نهاية يومه؛ بسبب إنجازاته، وتطوُّر مهاراته، ولن يتحقَّق ذلك بالطبع إلّا إن استطاع الموظف السيطرة على تلك الضغوط، ومنعها من التأثير في حياته الطبيعية، ومن أبرز إيجابيات ضغوط العمل التي تنعكس على الموظف والشركة، ما يأتي:
تُسهِم ضغوط العمل في جعل المُوظَّف أكثر مرونة في التعامل مع المواقف الصعبة، وخاصَّة إن كانت بيئة العمل مُتغيِّرة وغير مُستقِرَّة؛ الأمر الذي يجعله مُضطرّاً للتفكير دائماً بعقلانية وسُرعة، وقادراً على اتِّخاذ القرارات المناسبة للاستمرار في الإنتاج، وأكثر تحكُّماً في عواطفه، إلى جانب دورها في رفع مستوى نشاطه وتحمُّله للمسؤولية؛ ممّا يعني تحسين مُعدَّل الإنتاجية كُلَّما اقترب الموعد النهائي لتسليم المَهامّ.
ويزيد ضغط العمل أيضاً فرصة التوصُّل إلى حلول إبداعية ومُبتكَرة للمشكلات التي تواجهها الشركات؛ بهدف تجنُّب تعطُّل سير العمل، وتحقيق مستوى الإنتاج بالجودة والمواصفات المرغوبة، واستخراج أقصى طاقات يملكها العامل؛ فالتوتُّر يمكن أن يكون إيجابيّاً أحياناً؛ إذ يجبر العامل على تحديد الأولويات، وتقييم منطقية الأهداف؛ لتحقيقها بأفضل الطرق المُتاحة.
والتوتُّر يساعد المُوظَّفين أيضاً على التركيز أكثر في أعمالهم؛ إذ يقِلّ تأثُّرهم بعوامل التشتيت -غالباً- عند تعرُّضهم للضغط؛ كالأحاديث الجانبية، والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي؛ ممّا يُمكِّن صاحب العمل من شغلهم أكثر بالإنتاج بدلاً من إضاعة الوقت، ولا بُدّ هنا من الإشارة إلى أهمِّية رفض المَهامّ المُنهِكة التي تتجاوز الحدود المنطقية، أو التحدُّث مع المدير بشأنها؛ للحفاظ على الإنتاجية بالمستوى المطلوب.
يزداد شعور العامل بالإنجاز إذا استطاع التعامُل مع ضغط العمل بصورة مناسبة؛ فإذا واجه مَهمَّة مُعقَّدة -مثلاً- ينبغي عليه تسليمها في وقت مُحدَّد، واستطاع تقسيمها إلى عدد من المَهامّ الفرعية، سيتولَّد لديه شعور بالسعادة والراحة بعد إنجازها؛ ممّا يُحفِّزه على إتمام أعماله على أكمل وجه.
وفي العموم، يُعَدّ التعامل مع الجزئيات الصغيرة من المشكلات أسهل وأكثر قابلية للتنفيذ على أرض الواقع، مع التنويه إلى ضرورة تقبُّل بُطء الإنجاز الناتج عن الظروف غير الملائمة؛ لتجنُّب الإحباط.
تُسهِم ضغوط العمل في تطوير كثير من المهارات الضرورية لدى العامِلِين؛ بسبب حاجتهم المُلِحَّة إلى استكمال سَير العمل بالصورة المطلوبة؛ فكثرة المَهامّ تجعل للوقت قيمة أكبر في نظر العامل؛ الأمر الذي يُسهِم في زيادة قدرته على تنظيم وقته واستغلاله في الإنجاز، ويُلاحَظ عادةً أنّ إعطاء مَهمَّة لشخص مع إمهاله يوماً لإنجازها، سيؤدّي إلى استغراقه يوماً كاملاً، بينما قد يكون قادراً على الانتهاء منها في غضون ثلاث ساعات -مثلاً-.
وبالإضافة إلى ما سبق، هناك مهارات أخرى تتبلور نتيجة لضغوط العمل، ومنها: مهارة العمل ضمن فريق، والتواصل الفعّال مع الأفراد جميعهم، والتأقلُم مع الظروف المختلفة مهما بَدَت صعبة، إلى جانب التغلُّب على التوتُّر عند مصادفة المشكلات المُباغِتة؛ بهدف إيجاد حلول مناسبة لها، وبما أنّ الضغوط موجودة في معظم بيئات العمل؛ فقد أصبح تحمُّلها من الشروط الأساسية التي يرغب فيها أصحاب الشركات عند الإعلان عن بعض الوظائف.
وفي الختام، لا بُدّ من التنويه إلى ضرورة التعامل مع ضغط العمل بحكمة وهدوء، والموازنة بين إنجاز المَهامّ والحصول على الراحة؛ ممّا يزيد قدرة الموظَّف على استعادة تركيزه، والتفكير بصورة سليمة؛ لذا، هناك نصيحة ثمينة للغاية على الرغم من بساطتها، وتتمثَّل بطلب المساعدة من الآخرين عند اللُّزوم؛ إذ لا مانع من اعتراف الموظَّف بأنّ بعض المَهامّ تفوق طاقته، أو بحاجته إلى الدَّعم النفسي على الأقلّ.
المراجع
[1] uk.indeed.com, Understanding work pressure (definition, types and remedies)
[2] xcellentlife.com, Working underpressure
[3] cake.me, Work Efficiently Under Pressure: How-to & Tips
[4] educa.pro, Working under pressure: does it really increase productivity?
[5] enhancv.com, Work Under Pressure Skills and How to Describe them on Your Resume?