جار التحميل...
لن تتمكّن أيّ شركة أو مُؤسَّسة من تحقيق أهدافها التي وضعتها لنفسها من خلال فرد واحد فقط يؤدّي المهام جميعها بنفسه، وهذا يعني أنّها تحتاج إلى فريق عمل متعاون يتقاسم المهامّ والمسؤوليات، ولديه رؤية واضحة لتحقيق الأهداف والنجاح، ووجود أهداف مشتركة يسعى الجميع إلى تحقيقها من خلال التنظيم والتنسيق الجيد فيما بينهم، يعني التعاون المُثمر والفعّال، وهذه من سمات بيئة العمل الناجحة.
يؤدّي التعاون والعمل الجماعي بروح الفريق الواحد إلى التواصل الفعّال والناجح بين أعضاء الفريق؛ لأنّ العمل الجماعي يتطلّب بالضرورة التعامل مع أفراد آخرين، ومشاركة الأفكار والمعلومات معهم، ممّا يكسر الجمود، ويُحسِّن مهارات التواصل لدى الفرد؛ من الاستماع الفعّال، والقدرة على إيصال معلوماته وأفكاره والمهام التي أنجزها إلى الآخرين بوضوح وشفافية، بالإضافة إلى القدرة على التعامل مع الخلافات والنزاعات المختلفة التي قد تحدث في بيئة العمل.
ونتيجة لذلك، يمكن أن تتشكّل صداقات شخصية وعلاقات قوية بين أعضاء الفريق خارج إطار العمل، ممّا ينعكس إيجاباً على بيئة العمل، ويُضفي جوّاً من المرح والمتعة.
في اجتماعات العمل والجلسات النقاشية بين أعضاء الفريق -والتي تُعَدّ جزءاً أساسياً من العمل الجماعي-، يتشارك الجميع الأفكار ووجهات النظر والخبرات، وهذا يفتح آفاقاً جديدة في العمل، ويُحفّز مهارات التفكير الإبداعي، مقارنةً بالعمل الفرديّ، فقد يأتي أحدهم بفكرة إبداعية فريدة من نوعها ومفيدة مثلاً، ويطرحها أمام فريقه بناءً على خبراته السابقة، أو ثقافته العامة، أو موقف مُعيَّن مرّ به.
إنّ تقسيم المهام وتوزيع المسؤوليات بين أعضاء الفريق في بيئة العمل يعني عدم وضع الكثير من الضغط على فرد بعينه، وتوزيع الأعباء بين الأفراد بطريقة متوازنة، ممّا له أكبر الأثر في التخفيف من الشعور بالإرهاق والإجهاد النفسي والجسدي أيضاً، ومن ناحية أخرى، يُقدِّم أعضاء الفريق الدَّعم العاطفي لبعضهم بعضاً؛ بسبب فهمهم لطبيعة العمل والضغوطات التي ترافقه، ممّا يسهم في تخفيف التوتُّر، ورفع الروح المعنوية؛ لإنجاز أفضل.
عندما يكون هناك شعور داخليّ وثقة تامّة لدى جميع الأعضاء بأنّهم جزء أساسيّ من الفريق ومسؤولون عن تحقيق أهدافه، فإنَّهم سيتنافسون لخلق أفكار جديدة يستفيد منها الجميع بعيداً عن مشاعر الغيرة أو التنافُس السلبيّ؛ فكلّ شخص في الفريق يرغب في الشعور بالتقدير، ولا يرغب في أن يكون العنصر الأضعف؛ لذا تُعَدّ نجاحات الزملاء في العمل دافعاً وحافزاً للمشاركة في كلّ ما هو مفيد، وهذا بدوره يُعزّز الكفاءة والإنتاجية في بيئة العمل، ويُحقّق الأهداف المنشودة.
إنّ العمل ضمن فريق يساعد على التطوُّر الشخصيّ، واكتساب المزيد من المهارات والقدرات؛ من خلال تبادل المعلومات، والتدريب المشترك مع أعضاء الفريق، ممّا يُمكِّن كلّ فرد من اكتشاف مفاهيم جديدة من باقي الزملاء بتجاربهم وخلفياتهم المختلفة، والتعلُّم أيضاً من أخطائهم؛ لتجنُّبها مستقبلاً.
وعند العمل ضمن فريق بروح واحدة، ربّما يتعلّم الفرد شيئاً جديداً عن نفسه، فيتمكّن من تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لديه بدقَّة أكبر؛ من خلال التجارب والمواقف المختلفة التي يمرّ بها، أو التغذية الراجعة، أو النقد البنّاء من قائد الفريق، أو أحد الأعضاء مثلاً، وهذا يسهم في تحسين أدائه، ويدفعه إلى تطوير قدراته ومهاراته بما يُفيد المصلحة العامّة، وبالتالي يجعله شخصاً أفضل.
المراجع
[1] betterup.com, What will make or break your next role? Find out why teamwork matters
[2] indeed.com, 12 Reasons Why Teamwork Is Important in the Workplace
[3] asana.com, 11 Benefits of teamwork in the workplace (with examples)
[4] thehrdirector.com, THE IMPORTANCE OF TEAMWORK IN THE WORKPLACE
[5] atlassian.com, The importance of teamwork (as proven by science)