جار التحميل...
بالإضافة إلى أنّ من شأن ولادة طفل جديد أن يُغيِّر روتين الحياة كثيراً؛ إذ يزيد حجم المسؤولية والضغط على الأبوَين، لا سِيَّما الأمّ؛ لذا، لا بُدّ من اتِّباع بعض التوصيات والنصائح؛ لمواجهة التحدّيات التي ترافق العودة إلى العمل؛ بهدف تحقيق التوازن بين الحياة الأُسَرية، والحياة المهنية، وهي على النحو الآتي:
لا بُدّ للأمّ أن تتأكَّد من استعدادها النفسي والجسدي للعودة إلى العمل بعد إجازة الأُمومة؛ فبعض الأُمَّهات قد يحتجن إلى مزيد من الوقت، لا سِيَّما إنّ كُنَّ يُعانين من مشكلات صِحّية، أو نفسية، مثل: التعرُّض لقلق الانفصال عن الطفل، والشعور بالذنب لتركه، أو الإصابة بالاكتئاب والقلق، وهذا يتطلَّب معرفةً مُسبَقة بالخيارات والتسهيلات التي تُقدِّمها الشركة في مثل هذه الحالات.
ويتضمَّن التخطيط المُسبَق للعودة إلى العمل تحديد الطرف الذي سيتولّى رعاية الطفل أثناء غياب الأم في العمل؛ إذ يُمكن ترك الطفل في حضانات رعاية الأطفال، أو مع مُربِّية الأطفال، أو أحد الأجداد -إن كانوا مُتاحين لتقديم المساعدة-، ويُمكن تفويض الرعاية لهم قبل مُدَّة قصيرة من العودة إلى العمل؛ بهدف الاطمئنان على الطفل دون الشعور بالقلق، ويُعَدّ التخطيط المُسبَق فرصة لتسهيل الترتيبات عموماً، والتحقُّق من أنَّها مناسبة لجميع الأطراف.
ينبغي التواصل مع المدير أو المسؤول المباشر؛ لمناقشة المرونة في العمل، والحدود والتوقُّعات المطلوبة بما يتناسب مع جهة ومجال العمل، ويتضمَّن ذلك -على سبيل المثال- الأمور المُتعلِّقة بمواعيد الحضور والانصراف، وأُذونات المغادرة، وعدد ساعات العمل المطلوبة؛ ممّا يُسهم في تجنُّب النزاعات، ويحافظ على توازن صِحّي بين العمل والحياة الشخصية، ولا بُدّ من تحديد الشروط والاحتياجات وطلبها مباشرة في اجتماع يُعقَد مع صاحب العمل؛ للتفاوض على ما يُناسب الطرفَين.
تُعَدّ العودة التدريجية إلى العمل من الخيارات العملية التي تسمح بتجاوُز تحدّيات العودة المباشرة بعد إجازة الأُمومة، وتُخفِّف الضغوطات الجسدية والنفسية التي قد تُصاحب محاولة التكيُّف مع روتين الحياة الجديدة، ويمكن أن يبدأ التدرُّج بتقليل ساعات العمل، أو تقليل عدد أيّام الدوام في الأسبوع، أو اعتماد مبدأ العمل من المنزل، أو العمل الجزئي، وكذلك تقليل أجر العمل إن كان ذلك يُناسب ظروف الأمّ العاملة وعائلتها، وهذا أيضاً يعتمد على مجال العمل وطبيعته فقد لا يكون هذا الخيار مُتاحاً لكافة أنواع الأعمال.
يُعَدّ وضع روتين ثابت لإدارة المَهامّ وتنسيق المسؤوليات بين الحياة الشخصية والمهنية أمراً بالغ الأهمّية؛ بهدف تحقيق الاستفادة القُصوى من الوقت المُتاح، وتحقيق التوازن بين العمل والمنزل، ويمكن تحقيق ذلك؛ بتحديد أولويات المَهامّ اليومية، وتقسيم العمل إلى أقسام صغيرة يسهل إنجازها بأقلّ وقت وجُهد.
ويساعد تجهيز بعض الخطوات مُسبَقاً على تسهيل الروتين اليومي بين العمل، والحياة الأُسَرية، والعناية بالمولود الجديد، مثل: إعداد وجبات الطعام وتجميدها لتكون جاهزة للأكل عند الحاجة إليها، أو ترتيب الملابس وتجهيزها في الليلة التي تسبق يوم العمل.
يُعَدّ طلب المساعدة من الآخرين خطوة فاعلة للحصول على الدعم عند العودة إلى العمل بعد الولادة؛ ويمكن مثلاً طلب النُصح والمشورة من الزميلات اللاتي مَرَرن بالتجربة نفسها؛ لتخفيف عبء المسؤولية، وإنشاء توازن بين الحياة المهنية والحياة الأُسَرية، ويُعَدّ بناء شبكة دعم من العائلة والصديقات أمراً مُهِمّاً لتقديم المساعدة، والدعم العاطفي.
ومن المُهِمّ أيضاً إجراء تواصل مفتوح مع الزوج، وطلب المساعدة منه أثناء تقسيم المسؤوليات؛ للمشاركة في رعاية الطفل، وإنجاز المَهامّ المنزلية، قدر الإمكان.
قد تنشأ فجوة في المهارات المهنية؛ نتيجة الابتعاد عن العمل في مرحلة إجازة الأُمومة؛ لذا، لا بُدّ من تطوير هذه المهارات بالوسائل المناسبة لسَدّ هذه الفجوة، والتمكُّن من مواكبة العمل وإثبات الإلتزام بالتطوُّر المهني.
ويمكن تطوير المهارات؛ بطلب المساعدة من زملاء العمل لمعرفة تطوُّرات العمل، أو الالتحاق بالدورات والوُرَش التدريبية المُتاحة عبر الإنترنت؛ لأنّها أكثر مرونة، أو الاستفادة من برامج التطوُّر المهني إن كانت مُؤسَّسة العمل تُتيحها.
تُمثِّل تجربة الولادة تحوُّلاً كبيراً في حياة المرأة؛ إذ يُرافقها تغيُّر كبير في الهرمونات التي تؤثِّر في المشاعر فتجعلها غير مُستقِرَّة، أو في المزاج فتجعله مُتقلِّباً في كثير من الأحيان؛ ممّا يتطلَّب التعامل مع هذه المشاعر بحرص وتفهُّم، وتزيد التحدِّيات العاطفية والجسدية لهذه التجربة عندما تكون الأمّ عاملةً وترغب في العودة إلى العمل؛ لذا، فإنّ من الضروري ممارسة التعاطف مع الذات، وتقبُّل المشاعر المُتقلِّبة بوصفها مرحلة مُؤقَّتة.
ومن الضروري أيضاً عدم المبالغة في الشعور بالذنب وجلد الذات عند حدوث أيّ تقصير؛ إذ قد يتسبّب الشعور بالإرهاق بعد الولادة في نسيان الأم بعض مَهامّها، أو قد تتَّخِذ قرارات خاطئة، أو قد يصعب عليها الالتزام بما خطَّطت له تماماً في روتينها اليومي؛ ممّا قد يُشعِرها بالاستياء؛ لذا، لا بُدّ من تجنُّب القسوة على الذات، وتقبُّل حصول مثل هذه الأخطاء.
وتُساعد العناية بالنفس في الشعور بالراحة واكتساب المرونة النفسية والجسدية، ويمكن أن تكون ممارسات الرعاية الذاتية بسيطة، مثل: أخذ حَمّام دافئ، أو الحصول على قيلولة أثناء نوم الطفل الصغير، أو قراءة كتاب مُفضَّل، أو الخروج مع الأصدقاء.
المراجع
[1] babycenter.com, Going back to work after baby: Timelines and tips
[2] thebump.com, Tips for Planning Your Return to Work After Parental Leave
[3] raisingchildren.net.au, Returning to work after a baby: a guide for parents
[4] fdmgroup.com, 11 Top Tips for Returning to Work Postpartum
[5]whattoexpect.com, 10 Tips for Going Back to Work After Baby