جار التحميل...
وهي من أشكال التواصل الوظيفي المفتوح الضرورية لنجاح المؤسسة، وتحقيق الانسجام بين الإدارة والعاملين بإظهار الاهتمام بهم، وتوجيههم بالنصح والإرشاد، وتبادل المعلومات والخبرات فيما بينهم؛ لأنّ انعدام التواصل يُسبب تراكم الأخطاء وبالتالي تراجع الأداء الوظيفي، وحدوث مشاكل وأضرار في العمل.
وكما يقول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة: "كلنا نعلم أنّ عالم اليوم هو عالم اكتساب المعرفة والمنافسة على استخدامها وتطويرها، عالم اليوم هو عالم التواصل والتعاون والعمل المشترك."
وفيما يأتي توضيحٌ لأهمية التغذية الراجعة وتأثيرها على أداء العاملين وجودة العمل:
تُعبّر التغذية الراجعة عن مسؤولية المدير تجاه موظفيه وتقديره لهم، واهتمامه بهم، وسعيه لتطوير قدراتهم وزيادة إمكانياتهم لخدمة المؤسسة والعمل، فضلاً عن الارتقاء بأنفسهم، ولا يُشترط أن تكون الملاحظات نقداً أو شكاوى، فقد تكون شُكراً وثناءً وتعبيراً عن الفخر والامتنان لجهود الموظف أو القائد.
يُمكن من خلال التغذية الراجعة تحديد نقاط القوة والضعف لدى الموظفين، وتمكينهم من فهم الدور الوظيفي المطلوب منهم بصورة أفضل، إضافة إلى تحسين قدراتهم الشخصية، وتطوير مهاراتهم وصقلها، وبالتالي التغلّب على نقاط الضعف وتقويتها.
والهدف الأساسي من التغذية الراجعة هو مساعدة العامل، وتمكينه من تحسين أداء عمله، وخلق فرص التعليم له، وتحفيزه وتشجيعه على التعلّم والاستفادة من أخطائه وتجارب زملائه، وطريقة تجاوبهم مع الملاحظات المقدمة لهم، كما يُمكنه طلب المشورة والنصح من المشرف حول كيفية تطوير الذات، وتنمية المهارات، والاستفادة من بيئة العمل بصورة إيجابية.
لا تقتصر التغذية الراجعة على الموظفين، إذ يُمكن للموظفين تقديم الملاحظات والتعبير عن آرائهم الخاصة تجاه إدارتهم ومرؤوسيهم، وقد تتضمن هذه الملاحظات النقد البناء، أو التقييم، أو تقديم اقتراحات وتوقعات تحسن الأدوار الوظيفية للقادة والمدراء وتساعدهم على إدراك أخطائهم وإصلاحها.
عندما يتبادل المدراء والموظفون الملاحظات المفيدة والآراء المختلفة المتعلقة بتحسين أداء كل فرد في عمله، ويطبقونها على أرض الواقع، فإن ذلك يساهم في تقليل الأخطاء والمشاكل بصورة كبيرة، ويسهل التعامل معها وحلّها، كما يساعد على وضع خطط جديدة تحسن جودة العمل.
كما أن شعور الموظفين بالتقدير من قِبل رؤسائهم من خلال المديح والثناء يعزز رضاهم ويحفزهم على العمل بجدية أكبر، مما سيُؤثر إيجاباً على سرعة الإنتاج وكفاءة العمل.
تنطوي على السلوكيات الخاطئة وانعدام المسؤولية والالتزام لدى بعض الموظفين العديد من المشكلات التي قد تلحق أضراراً كبيرة بالمنظمة إذا ما تراكمت وتمّ إهمالها، وفي بعض الحالات قد تهدد سلامة الموظفين ومن حولهم.
ومن الأمثلة على هذه السلوكيات؛ التدخين في الأماكن الخطيرة كالمصانع، أو عدم التقيّد بالقواعد العامّة كاللباس وارتداء الخوذة الواقية في المواقع الإنشائية، وغيرها من الملاحظات التي ينبغي تنبيه العامل حولها، واتخاذ إجراءات لحماية بيئة العمل وضمان سلامتها.
تشكل التغذية الراجعة وسيلة لتوثيق نتائج عمل كل فرد في المنظمة، إذ تقيّم أدائهم وسلوكهم والتزامهم، مما يجعل الجميع تحت طائلة المسؤولية بعدل وإنصاف، فعندما يتلقى الموظف ملاحظة حول أدائه يتوجب عليه أخذها بعين الاعتبار، وتحمّل المسؤولية لتحسينه والوصول إلى مستوى زملائه.
تعزز الملاحظات المفيدة والانتقادات البناءة من الثقة المتبادلة بين الموظفين والإداريين، إذ يشعر الموظف بأنّ مسؤوله مرن ويتحلى بروح وأخلاق العمل والإدارة الناجحة من حيث القدرة على التوجيه والإرشاد، بينما تزداد ثقة المدير بموظفيه عند ملاحظة رغبتهم وإصرارهم على التغيير وتحسين أدائهم والتزامهم بالتوجيهات.
كما تقل النزاعات التي قد تنشأ بسبب سوء الفهم وعدم تلقي الموظف أيّ ملاحظات أو تنبيهات حول أخطائه أو طريقة عمله ومساعدته على معالجتها من قِبل المشرف، كما تساعد التغذية الراجعة الموظفين على فهم بعضهم أكثر، والعمل معاً بصورة أكثر راحةً وتنظيماً دون خلاف، مما يساهم في تحقيق الأهداف والمصلحة العامة.
تُساهم التغذية الراجعة في تحقيق الرفاهية للموظفين والمسؤولين، وجعل بيئة العمل صحية وعادلة ومتوازنة من خلال تحقيق الانسجام بين جميع العاملين فيها، وذلك عن طريق مكافأة العامل المُجتهد على مثابرته وعمله الجاد، وتقديم الإرشاد والدعم والتحفيز للبقية، والثناء على جهودهم وتعاونهم.
إضافة إلى تساوي جميع الأفراد في المؤسسة، وإشعارهم بأهمية دورهم، وإشراكهم في المسؤولية، والتعاون معاً لصنع القرار، مما ينعكس إيجاباً على أداء المؤسسة والمناخ الداخلي لها، حيث يشعر الموظفون بالسعادة والرضا، ويتقبلون النقد بصورة إيجابية؛ مدركين أنه يصب في مصلحتهم للتحقيق الأهداف الوظيفية المطلوبة منهم.
تساعد الملاحظات الهادفة التي يتلقاها الأفراد داخل المؤسسة، إذا تم تقديمها بصورة لائقة وصحيحة دون أن يشعر الموظف بالإهانة، في تعزيز الانتماء والولاء لديهم، مما يشجع الموظف على الإخلاص وتقديم الدعم للمؤسسة في كافة الظروف والأزمات التي قد تمرّ بها، باعتبارها الداعم الأول لموظفيها في تطوير مهاراتهم وخبراتهم.
ختاماً، لتحقيق الفائدة المرجوة من التغذية الراجعة، ينبغي الالتزام بعدة معايير هامّة مثل؛ استخدام أسلوب مهذب وعملي لتقديم الملاحظة، مع توضيح الأسباب بدقة، وإرفاق بيانات أو نتائج ملموسة تُسهّل على الموظف فهم ما هو مطلوب منه، ويُمكن إضافة توصيات ونصائح لتحقيق فائدة أكبر، كما يجب التركيز على سلوك الموظف وعمله دون تحيّزٍ شخصي.
ومن المهم التحلي بالمصداقية العالية والضمير المهني أثناء تقديم التغذية الراجعة، وجعلها عملية روتينية بين المدير وموظفيه، وفتح باب الحوار بينهم دون تكلّف أو ضيق أو انزعاج، إذ تعد التغذية الراجعة ضرورية ضرورية لتحسين الأداء، والإنتاجية، وجودة العمل، والوصول إلى المستوى المطلوب.
المراجع
[1] extension.psu.edu, Giving and Receiving Feedback as Organizational Leaders
[2] indeed.com, What Is Your Plan For When Things Hit The Fan: Creating A Crisis Management Plan
[3] t-three.com, Why feedback is important in the workplace
[4] teamflect.com, Importance of Feedback in the Workplace: A Complete Guide
[5] snapsurveys.com, 5 Reasons Why Feedback is Important