جار التحميل...
إن القيادة الإبداعية (Creative leadership) أسلوب قياديّ فريد يتمثَّل بالقدرة على استخدام الأفكار الإبداعية لحل المشكلات الحالية، وخَلق فرص جديدة للمستقبل، والقدرة على ابتكار أفكار وحلول جديدة للتحدِّيات، والتكيُّف بمرونةٍ وسرعة مع أيّة تغيّراتٍ طارئة.
والقيادة الإبداعيَّة مُحفِّزة ومُلهِمة لفريق العمل؛ تفتح أمامهم آفاقاً جديدة للابتكار والتقدُّم وتحقيق الأهداف، كما تخلق بيئة تنافُسيَّة وإيجابية تزيد الإنتاجية وتُشجِّع على التفكير خارج الصندوق والخروج من منطقة الراحة، وتُعزِّز ثقافة الابتكار والطموح، والشغف والإبداع، وتُتيح للجميع التعبير عن أفكارهم دون خوف أو تردُّد.
وتجدر الإشارة إلى أنّ القيادة الإبداعية أصبحت أكثر أهمية في العصر الحالي؛ بسبب التغيُّر والتقدُّم السريع في مختلف المجالات؛ إذ تتطوَّر التكنولوجيا باستمرار، وتزداد المنافسة والحاجة إلى التكيُّف والابتكار، كما أنّ المشكلات التي يُمكن أن تواجهها المُنظَّمات أصبحت أكثر تعقيداً، ممّا يتطلّب حلولاً إبداعية أكثر من أيّ وقتٍ آخر.
تشمل القيادة الإبداعية عِدَّة مهاراتٍ أساسية، أهمها ما يأتي:
يتمتَّع القائد المبدع برؤيةٍ واضحة لمستقبل فريقه، ويؤمن بأنّ أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي صناعته من الآن؛ إذ يبذل قصارى جهده لتحقيق الرؤية التي يطمح إليها وجعلها واقعاً ملموساً؛ من خلال التفكير الإبداعي والاستراتيجي، والتخطيط بطريقةٍ تُعزِّز النموّ والإنتاج على المدى البعيد، كما يُلهم الآخرين بشغفه وطاقته الإيجابية، ويُحفّزهم على الإبداع والتقدُّم، ويساعدهم على اكتشاف إمكاناتهم وتحقيق أفضل ما لديهم.
يتميّز القائد المبدع بالقدرة الكبيرة على تجاوز التحدِّيات وحل المشكلات من منظورٍ مختلف، وبطرقٍ مُبتكَرَة وغير تقليديَّة، إضافة إلى اتِّخاذ قراراتٍ صائبة؛ بالاعتماد على مهارات التحليل، والتفكير المنطقي والنقدي، وتقييم نقاط القوة والضعف في الحلول المُحتَمَلة، وكذلك تقييم المخاطر مقابل الفوائد؛ فعلى سبيل المثال، إن واجهت شركة ما مشكلة انخفاض المبيعات، فيُمكن للقيادة الإبداعية أن تطرح حلولاً وطرقاً مُبتَكَرة للتسويق؛ بهدف جذب العملاء، وزيادة المبيعات.
تُشكِّل المرونة والقدرة على التكيّف ميزة مهمَّة تُساعد القائد المُبدِع على قيادة فريقه بنجاحٍ، وتحقيق أهدافه في بيئة العمل الديناميكية والمُتغيِّرة؛ فمن خلالها يُمكن التعامل مع المواقف الصعبة والتغيُّرات غير المُتوقَّعة بطريقةٍ إيجابيةٍ وبَنّاءة، إلى جانب التكيُّف مع التغيُّرات الطارئة والاستجابة بفعالية، وتغيير الأفكار والسلوكات والاستراتيجيات بسهولةٍ، وإيجاد حلولٍ مُبتَكَرة، وتحقيق النجاح.
يُدرك القائد المُبدِع أنّ القيادة الفعّالة تتطلَّب الخروج من منطقة الراحة، وتجربة أساليب وطرقٍ جديدة مُبتَكَرة وإبداعية؛ لتحقيق الأهداف، وتوليد أفكارٍ جديدة، كما تتطلَّب قدرةً عاليةً على النظر إلى الأمور من منظورٍ مختلف وخارج عن المألوف، وتحدّي الافتراضات السائدة، وإيجاد حلولٍ غير تقليدية للمشاكل والتحدِّيات.
يتميَّز القائد المُبدِع بالانفتاح والحماس لاستكشاف كلّ ما هو مجهول وغير تقليديّ؛ فهو يمتلك رغبةً قويةً في التعلُّم، واكتساب المعارف الجديدة، وتنمية القدرات والمهارات، كما يبذل قصارى جهده للتعاون مع فريقه، وتوفير بيئة عمل داعمة تُشجِّع على الإبداع والابتكار، وطرح الأفكار الجديدة وتبادُلها بحُرِّية، مع تقديره لأيّ جهد إبداعيّ يصدر منهم.
وعلى سبيل المثال، إن كانت إحدى المُؤسَّسات ترغب في تطوير مُنتَجاتٍ جديدة، فالقائد المبدع يُشجِّع فريقه على طرح أفكارٍ مُبتَكَرة، ويُوفِّر لهم البيئة المناسبة لتحويل هذه الأفكار إلى مُنتَجاتٍ حقيقية، كما يُحاول دائماً طرح الأسئلة المفتوحة عليهم، مثل: ما هي الأفكار الجديدة التي يُمكن تجربتها لتحسين منتجاتنا؟، أو ما هي أفضل الطرق المبتكرة لتجاوز هذه المشكلة؟، بدلاً من إعطاء الأوامر، أو تقديم الحلول الجاهزة.
يتمتَّع القائد المُبدِع بمهارات تواصُل ممتازة، تُمكِّنُه من نقل أفكاره ورؤيته إلى الآخرين بوضوح، وإقناعهم بدعمها وتأييدها، بالإضافة إلى تمكُّنه من بناء علاقاتٍ أقوى، وحلّ النزاعات بطُرُق أفضل، كما أنَّه يتمتَّع بذكاءٍ عاطفي عالٍ يُمكِّنه من فهم مشاعره وإدارتها بطريقةٍ مناسبة، إلى جانب فهم مشاعر الآخرين، والتعاطُف معهم، وفهم دوافعهم وسلوكاتهم.
[1] itdworld.com, Creative Leadership: Trigger Innovative Approaches for Results
[2] makingbusinessmatter.co.uk, Unleashing Creativity: The Power of Creative Leadership
[3] inkbotdesign.com, 5 Creative Leadership Skills Every Leader Needs To Master
[4] skillsyouneed.com, Creative Leadership