جار التحميل...
فما هي الأضرار النفسية والعقلية للعلاقات السامة؟ وكيف يمكن التخلُّص منها بأفضل الطرق؟
يمكن أن تؤثر العلاقات السامة بشكل كبير على الصحة العقلية؛ نتيجة التعرض المستمر للسلوكيات السيئة في هذه العلاقات؛ لتصل بالشخص الذي يتعرض للسلوك الضار في النهاية إلى الاستنزاف العاطفي، والشك في قيمته الذاتية، ممّا يؤدي إلى تعرضه للعديد من المشكلات العقلية والنفسية؛ كالقلق، والاكتئاب، وضعف الثقة بالنفس، وخاصة إن وُجِد الإهمال في الرعاية النفسية والصحة الجسدية.
ترتبط السُّمِّية والسلبية معاً في العلاقة السامّة؛ إذ يمكن أن تؤدي إلى تدمير العادات الصحية، واكتساب عادات ضارة؛ فعندما يعاني الشخص من مشاعر سلبية بسبب الشخص السام في حياته، قد يفقد رغبته في الاهتمام بنفسه، وانقطاعه عن اتباع العادات الصحية، مثل: النوم السليم، والتمارين الرياضية، والنظام الغذائي الصحي، الأمر الذي يتسبّب في تدهور صحته العقلية والجسدية.
كما أنّ التأثير السلبي للعلاقات السامة على حياة الشخص اليومية تجعله يعيش في دوّامة من الأفكار السلبية، وتمنعه من الشعور بالسلام الداخلي، فتغير هذه الطاقة السلبية نظرته إلى العالم، وتزيد استجابته للمواقف السلبية والتأثر بها، والمشكلة الكبرى تكمن في استمراريّتها وصعوبة التخلص من أضرارها.
ومن ناحية أخرى، غالباً ما تؤثر العلاقات السامة على الحياة الاجتماعية والعاطفية؛ فيشعر مَن يتعرض لمثل هذه السلوكات السامة بالعزلة والانقطاع عن مجتمعه لعدة أسباب، منها: رغبة الطرف السام أحياناً بعزله عن أصدقائه وعائلته، أو الانشغال المستمر في عواقب هذه العلاقة، ونتيجة لغياب الدعم الاجتماعي والعاطفي من العلاقات الإيجابية، يصبح الطرف المُتضرِّر أكثر عُرضة لمشكلات الصحة؛ العقلية، والنفسية.
وعند الحديث عن تأثير العلاقات السامة، لا يمكن تجاهل احتمالية تأثيرها على الصحة الجسدية أيضاً؛ فعندما يتعرض الشخص للتوتر المزمن نتيجة العلاقات السامة، فإنّ جسمه يفرز هرمونات التوتر بشكل مُتكرِّر، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومستويات السكّر في الدم، وضعف الجهاز المناعي، إضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، وهذا ما أكدته دراسة نُشرت على موقع (researchgate.net) للأبحاث حول تأثير التوتر على جسم الإنسان عام 2021.
في بعض الأحيان يكون التعرف على علامات العلاقات السامة أمراً صعباً، إلّا أنّه بصورة عامَّة يمكن القول إنّ تلقّي المعاملة السيئة، والسلوكيات التلاعبية، والانتقاد المستمر، أو العنف بكافة أشكاله، يُحتِّم اتخاذ خطوات للتخلُّص من هذه العلاقة السامة؛ سواء كانت هذه العلاقة مع صديق، أو زميل عمل، أو غير ذلك.
وفيما يلي أبرز ما يمكن أن يساعد في التخلُّص من العلاقة السامة:
يتطلب التعرف على العلاقات السامة النظر العميق في طبيعة العلاقات الشخصية، وكيفية تأثيرها في الحياة العاطفية والنفسية، وقد تكون علامات العلاقة السامة واضحة في بعض الحالات؛ كالخداع، والغشّ، وكثرة الكذب، أو التحكُّم المباشر، أو الإهانة والتقليل من قيمة الذات، أو محاولة الشخص السام عزل الآخر اجتماعياً، أو أن تكون العلامات أقلّ وضوحاً؛ كالشعور الدائم بالاستياء، أو القلق، أو الشكّ، تجاه الطرف الآخر، ممّا يستدعي المزيد من التفكير لتقييم العلاقة.
يُعَدّ التواصل المستمر مع الأصدقاء والعائلة ضرورياً ومفيداً جداً عند مواجهة الصعوبات العاطفية أو النفسية، بما في ذلك إنهاء العلاقة السامة، فهذا بالطبع سيوفر الدعم، وسيساعد في تخفيف الضغط النفسي والتوتر، كما قد يضمن عدم تكرار العلاقة السامة مرة أخرى، ويُنصح أيضاً بإطلاع الأشخاص المُقرَّبين من الأصدقاء وأفراد العائلة بالصعوبات التي يمر بها الشخص؛ بهدف الحصول على المساعدة.
مهما كان الابتعاد صعباً عن هذه الشخصية السامة، فإنَّ مقاومة الرغبة الملحّة في التواصل معه، وتذكر الأسباب الدافعة لترك هذه العلاقة أمر ضروريّ ومهمّ جدّاً؛ فبالرغم من وجود بعض الإيجابيات أحياناً، إلا أنّ السلبيات تفوق الإيجابيات في العلاقات السامة.
كما يجب التنبُّه إلى مكر الأشخاص السامين، واستخدامهم الابتزاز العاطفي وسيلة لإغراء الشخص المُتضرِّر بالعودة إلى العلاقة، وهذا ما يجعل قطع حبال الود، وإغلاق أبواب التواصل أمراً ضرورياً في بعض الأحيان، مع الحزم ووضع الحدود.
من المهم أن يضع الشخص اهتماماته وحاجاته الشخصية في مقدمة أولويّاته لدى انفصاله عن علاقة سامَّة، وعلى الرغم من أنّ تفكيره في شعور الطرف الآخر مع الشعور بالذنب أو القلق من تركه أحياناً أمر طبيعي، إلّا أنّ عليه أن يتذكر أنّ هذا القرار في صالح صحَّته النفسية.
والعناية بالنفس ومنحها الراحة من أهم الطرق للتعافي من العلاقات السامة، ونظراً لتأثير العلاقات السامة على الثقة بالنفس والصحة العقلية، فإنّه لا بُدّ من التطلُّع إلى الأمام، وأخذ الوقت الكافي لتجديد الطاقة وبناء الثقة بالنفس من جديد؛ وذلك من خلال ممارسة الأنشطة التي تمنح السعادة، والاهتمام بصحة الجسم؛ بالنوم الكافي، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة، إضافةً إلى تطوير النفس في الجوانب كلِّها.
[1] charliehealth.com, How Toxic Relationships Affect Your Mental Health
[2] dearmedia.com, How Toxic Relationships Affect Mental Health
[3] fherehab.com, What are the Effects of Toxic Relationships on Mental Health?
[4] psychcentral.com, How to Leave an Abusive Relationship and Not Go Back
[5] discoverymood.com, How to Remove Toxic Relationships From Your Life to Improve Your Mental Health