جار التحميل...
التحدُّث معهم بطريقة مناسبة
قد يُشكِّل التواصل مع كبار السِّنّ تحدِّياً حقيقيّاً؛ بسبب التغيُّرات التي تطرأ على أجسادهم وعقولهم مع تقدُّمهم في العمر؛ لذلك ينبغي التعامل معهم باحترام وتقدير، وتجنُّب استخدام لغة استِفزازِيَّة في الحوار معهم، فمن المهمّ أن يُظهِر مُقدِّمو الرِّعاية الاهتمام والتفهُّم والصبر لدى تواصلهم مع الكبار في السِّنّ، وأن يبذلوا جهوداً إضافيَّة للتأكُّد من فهمهم ومشاركتهم في الحوارات بطريقة تُظهر لهم الاحترام، وتُعزِّز شُعورهم بالكرامة؛ كالتحدُّث معهم ببُطء ووضوح.
وإن واجَهَ مُقدِّم الرعاية صعوبات في التواصل مع كبار السِّنّ الذين يُعانون مشاكل في السَّمع، فعليه أن يرفع صوته بشكل طبيعيّ، ويتجنَّب الصُّراخ؛ فهذا يعكس أهمِّية معاملتهم كغيرهم من البالِغِين وليس كالأطفال، مع مُراعاة الاحتياجات الخاصَّة لهذه الفئة العُمرِيَّة.
إشراكهم في القرارات المتعلقة برعايتهم
يجب أن تُؤخَذ آراء كِبار السِّنّ في الاعتبار، وخاصَّة ما يكون ذا صلة باتِّخاذ القرارات المُتعلِّقة برعايتهم، فبدلاً من فرض القرارات عليهم، ينبغي الاستماع بعناية إلى آرائهم واحتياجاتهم، وتقديم الخيارات المُتاحة لهم بوضوح من خلال شرح الفوائد والتَّبِعات المُحتَمَلة لكلّ خيار، وبعد ذلك يمكن لكِبار السِّنّ أن يتَّخِذوا القرار الذي يتوافق مع تفضيلاتهم واحتياجاتهم الفرديَّة.
وهذا النهج لا يُعزِّز فقط شعورهم بالاحترام والتقدير، بل يساعد أيضاً على تحسين تجربتهم في عملية الرعاية، وزيادة رضاهم ورفاهيَّتهم، فمن خلال المُشارَكة في اتِّخاذ القرارات، يمكن للأفراد المُسِنِّين الشعور بأنَّهم مُتحكِّمون في حياتهم، وأنَّهم شُركاء فاعلون في عمليَّة الرعاية التي يتلقَّونها، وهو ما يُسهِم في تعزيز جودة حياتهم وسعادتهم.
فعلى سبيل المثال، يجب أن يُؤخَذ رأي كِبار السِّنّ في نوع العلاج الطِّبِّي الذي يُفضِّلونه إن كان الأمر مُمكِناً وفيه خيارات مُتعدِّدة، أو نوع الأنشطة الاجتماعيّة التي يرغبون بالمُشاركة فيها، ونوع الغذاء الذي يُفضِّلونه.
احترام مساحتهم وممتلكاتهم الشخصية
يجب مُراعاة المساحة الشخصيَّة لكِبار السِّنّ؛ فلا يجوز الدخول إلى غُرَفهم دون استئذان، كما يجب احترام مُمتَلَكاتهم؛ فلا يجوز العبث بها، أو الاطِّلاع على خصوصيّاتهم دون إذنهم، وعلى سبيل المثال، لا يجوز تغيير ديكورات المنازل الخاصَّة بهم أو تنسيقها دون أخذ مُوافَقَتهم حتى وإن كان مُقدِّم الرعاية أحد الأبناء، وأثناء عمليات التنظيف يُفضَّل أن يُسأَل كبير السِّنّ ما إذا كان من المناسب تحريك أشيائه أو نقلها، ويُشار إلى أنّ هذا الاهتمام بالاستئذان، والاحترام للرَّغبات، يُعزِّز بناء علاقات إيجابيَّة ومُتَبادَلة من الاحترام والثِّقة والراحة، ممّا يُؤدّي إلى تحسين تجربة الرِّعاية، ورفع مُستَوى الرِّضا لدى كِبار السِّنّ.
مساعدتهم في أداء مهامهم اليوميّة
إنَّ مساعدة كِبار السِّن في المَهامّ اليوميَّة تعني تقديم الدَّعم لهم في الأنشطة التي يحتاجون إليها بصورة يوميَّة؛ كتناول الطعام، والاستحمام، وارتداء الملابس، وتنظيف البيت، وغيره؛ فهذه الأنشطة يمكن أن تصبح صعبة على بعض كِبار السِّنّ؛ بسبب ضعف القوَّة البدنيَّة، أو ضعف الرؤية، أو لأسباب صحِّية ونفسِيَّة أخرى.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ بعض كِبار السِّنّ يمكن أن يمنعهم شعورهم بالكرامة والكبرياء من طلب المساعدة حتى من أقرب الناس إليهم؛ لذا على مُقدِّمي الرعاية التفكير في تجارب كبار السِّنّ؛ أي مُحاوَلة تخيُّل العالَم من وجهة نظرهم، والتعاطف مع تجاربهم وتحدِّياتهم اليوميَّة؛ فالأمور التي تُعَدّ بسيطة، قد تُشكِّل تحدِّيّاً بالنسبة إليهم، لهذا لا يجب الانتظار حتى يطلب كِبار السِّنّ المساعدة، بل لا بُدّ من المُبادَرة بتقديم الدَّعم اللازم لهم.
وعلاوة على ذلك، يجب التفكير في الأنشطة التي يستمتع بها كِبار السِّنّ، وتُعزِّز شعورهم بالسعادة والرضا، ويمكن أن تشمل هذه الأنشطة الهوايات المُفضَّلة لديهم، وإن كانت الظروف تمنعهم من مُمارَستها، فيجب البحث عن حلول بديلة تسمح لهم بالاستمتاع بها بشكل آمِن ومُريح، فمثلاً إن كان كبير السِّنّ يُحبّ القراءة ولكنَّه لم يَعُد يتمكَّن من قراءة الكتب التقليديَّة؛ بسبب مشاكل في الرؤية، فهنا يمكن البحث عن حلول بديلة لمُساعَدته على الاستمتاع بشَغَفه في القراءة بشكل مُريح؛ كتوفير تطبيقات القراءة الصوتيَّة التي يمكنه استخدامها للاستماع إلى الكتب بدلاً من قراءتها.
ضمان سلامتهم
لضمان راحة كِبار السِّنّ وسلامتهم في المنزل، لا بُدّ من توفير بيئة آمِنة ومُلائِمة تُساعد في الحفاظ على سلامتهم؛ فكُلَّما تقدَّم الإنسان في العمر، يمكن أن تزداد التحدِّيات التي يُواجهها في التنقُّل والحركة، لذا من المهمّ جِدّاً إجراء بعض التعديلات في المنزل؛ لضمان راحة كبير السِّنّ وسلامته.
وتتضمَّن هذه التعديلات التخلُّص من الفوضى في المنزل؛ لتوفير مساحات ملائمة للتحرُّك دون وجود عوائق قد تُؤدّي إلى السقوط، وتركيب مراحيض مرتفعة، وتوفير مقابض يستند عليها كبار السِّنً في الحمّامات، بالإضافة إلى تحسين الإضاءة في المنزل، وتوفير السجّاد المانع للانزلاق، وهذه التعديلات البسيطة وغيرها تُسهم في تخفيف التحدِّيات التي قد يواجهها كِبار السِّنّ، وجعل حياتهم أكثر سهولة وراحة، كما يجب توفير بيئة هادئة لهم؛ لذا يجب تقليل الضوضاء في المنزل قدر الإمكان، وتخصيص مساحات لهم يحظون فيها بالراحة والهدوء؛ لما لذلك من أثر في تحسين مزاجهم وحالتهم النفسية والجسدية.
التواصل معهم وتعزيز الأنشطة الاجتماعية
كبار السِّنّ لا يحتاجون فقط إلى مَن يساعدهم في أداء أنشطتهم اليوميَّة، بل هم بحاجة إلى مَن يتحدَّث معهم ويستمع إليهم باهتمام، فذلك يُعزِّز شعورهم بالقيمة الذاتيَّة، ويسهم في رفع معنويّاتهم وثقتهم بأنفسهم، وهذا بدوره يؤثِّر إيجاباً في جودة حياتهم العامَّة، ويساعدهم في التعامل مع التحدِّيات بفاعلية أكبر؛ لذا على مُقدِّم الرعاية؛ سواء كان أحد أفراد الأسرة، أو أيّ شخص غريب، أن يحرص على الحوار مع كبير السِّنّ، ويشعره أنّ مشاركته في المُحادَثة مُهِمَّة ومُقدَّرة، وأنَّ آراءه محلّ اهتمام وتقدير.
كما أنَّ تعزيز المشاركة الاجتماعية لكِبار السِّنّ يُعَدّ أمراً بالغ الأهمية؛ إذ يسهم في تجنيبهم الشعور بالعزلة والوحدة الذي يمكن أن يؤثِّر على إحساسهم بالراحة، وقد يجدون أنفسهم مُهمَلين مِمَّن حولَهم أو أنَّهم غير مُهِمِّين، ورُبَّما يَرَون أنَّهم عبء على الآخرين، لذا من الضروري إشراكهم في الأنشطة الاجتماعيّة المختلفة ممّا يُناسبهم؛ كالتواصل مع العائلة، وتناول الطعام مع الأصدقاء، وإن كانت صحِّتهم تسمح بتنظيم زيارات عائلية والخروج للمشي والتنزُّه في الحدائق العامّة فهذا أمر رائع؛ لأنَّ هذه الأنشطة تسهم في تعزيز جودة حياتهم وتعزيز شعورهم بالانتماء إلى المجتمع.
وختاماً، كانت دولة الإمارات العربية المُتَّحِدة قد حرصت على العناية بكِبار السِّنّ والاهتمام بهم ضمن أعلى المُستَوَيات؛ فحرصت الحكومة على تغيير تسميتهم إلى (كِبار المُواطِنين)؛ باعتبار خبرتهم، وعطائهم، وإخلاصهم، إلى جانب تقديم الخدمات اللازمة لهذه الفئة، وتُراعي احتياجاتهم، وتُلبّي مَطالِبهم المختلفة؛ سواء كانوا مواطنين، أو مُقيمين في الدَّولة من جنسيّات أخرى، وتتضمَّن هذه الخدمات تقديم الرعاية في المنازل، وتوفير مرافق الرعاية الدائمة، إلى جانب تقديم المساعدات الاجتماعية، ومنحهم بطاقات خصم يمكنهم استخدامها في المطاعم والمحلّات التجارية.
كما شمل الاهتمام بهذه الفئة توفُّر مُميِّزات عديدة في المواقع الحكومية والخدمات المُوجَّهة إلى كِبار السِّنّ، ومن بينها بساطة اللغة والخطاب المُوجَّه إليهم، ووجود خيار زيادة حجم النصّ، وتوفُّر برامج تحويل النصّ إلى كلام وغيرها، وذلك كلّه لتيسير عملية استخدام كِبار السِّنّ لهذه المواقع، والاستفادة من الخدمات المُقدَّمة.
المراجع
[1] ariia.org, Maintaining dignity
[2] thegoodcaregroup.com, 8 ways to promote dignity in care
[3] highspeedtraining.co.uk, 9 Ways to Help Promote Dignity in Your Care Home
[4] cbhomecare.com, Dignity and Respect in Personal Care for the Elderly
[5] aplaceformom.com, Make the best senior care decision
[6] u.ae, كبار المواطنين