جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
نحو مستقبل أفضل

كيف أغير حياتي للأفضل وأبدأ من جديد؟

25 يوليو 2024 / 2:18 PM
كيف أغير حياتي للأفضل وأبدأ من جديد؟
download-img
"لست راضياً عن حياتي"، "لا أشعر أني أُنجز شيئاً مهماً"، هذه العبارات وتلك التي تشبهها قد تقتحم العقل في فترة من الفترات وتسيطر عليه، مما يسبب الشعور باليأس والإحباط، وأحياناً أنّ الحياة باتت لا معنى لها، لكن الاستسلام لهذه الأفكار والمشاعر لن يفيد ولن يغير شيئاً، فلا بدّ من نفض غبار الحزن والنهوض للبدء من جديد، وإعادة البهجة والسعادة إلى الحياة لبناء مستقبل أفضل.

فالأوان لم يفُت بعد لاتخاذ خطوات جدّية من أجل التغيير والوصول إلى الغاية والهدف، مع الانتباه إلى أنّ الأمر ليس صعباً، ولا يحتاج إلى خطوات وجهود كبيرة؛ فإنّ أصغر التغييرات ضمن نمط الحياة والروتين اليومي يكون لها تأثير كبير.

عقد النية وطلب العون من الله 

"يا رب تعلم حاجتي وغايتي، خذ بيدي وألهمني الطريق الصحيح، لا حول ولا قوة لي إلا بك"، بهذه الكلمات تهدأ النفس ويصفى الذهن، وتبدأ أولى خطوات التغيير، إذ يعبّر الفرد من خلالها عن استعانته بالله أولاً في قضاء حاجاته، فالنجاح في الحياة لا يمكن أن يكون دون توفيق من الله عزّ وجلّ، مع التأكيد على ضرورة وجود نية حقيقية وصادقة للتغيير نحو الأفضل والبدء في طريق جديد بأقلّ الأخطاء والعثرات.

الحديث مع الذات

لا بدّ من فهم الاحتياجات الشخصية وما الذي يريده الشخص من نفسه، فالعشوائية وعدم وضوح الطريق أمامه سيُبقيه واقفاً في مكانه، وسيمنعه عمّا يريد تحقيقه، لذا يُنصح كلّ فترة -لتكن نهاية كل أسبوع مثلاً- بتخصيص وقت للحديث مع الذات، والجلوس جلسة صفاء وهدوء معها، وإعطاء تقييم لما مضى، ورسم خطة جديدة للأيام القادمة تكون واضحة المعالم، مُحدّد فيها ما الذي يريده الفرد في حياته وما الذي لا يريده، وما الذي يجعله سعيداً وما الذي يسبب له الحزن، فمسافة كبيرة تُقطع في طريق التغيير عندما تتضح هذه الأمور.

امتلاك الإرادة

قناعةٌ لا بدّ أن نكون قد وصلنا إليها بعد تجارب كثيرة نمر بها في الحياة، وهي أنّه لا شيء يتحقق بلا جهد أو عمل، وبمجرّد معرفة الاحتياجات واتخاذ الخطوة الأولى يأتي دور التنفيذ والعمل، وهذا يتطلب التمتّع بقوة الإرادة والرغبة الحقيقية بالتغيير جنباً إلى جانب مع العمل وبذل الجهد، وإلّا فلا شيء يمكنه أن يصبح أفضل، يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "الإرادة تقهر المستحيل، ولا نجاح دون عزيمة وإصرار".

التحلي بالشجاعة

لا بأس من وجود بعض العثرات والمصاعب في طريق التغيير، المهم عدم الاستسلام لها، والتحلي بالشجاعة لمواجهتها، فمن طبيعة البشر ارتكاب الأخطاء، لكن لا بدّ أن نتعلّم منها دروسًا جديدة تكون سلاحاً في طريق الحياة، إذ إنّ التعلّم من الإخفاقات يمكن أن يساعد على رسم المستقبل بشكل أفضل.

التفكير في الماضي، ولكن

البقاء ضمن دائرة الماضي وخيباته وآلامه هو ما لا يمكنه أن يقود التغيير نحو الأفضل، بل على العكس قد يسبب التراجع خطوات نحو الوراء، لكن هذا لا يعني التوقف عن التفكير في الماضي تماماً، المطلوب هو تقبّله دون الوقوف عنده، بل جعله درساً للتعلّم منه من أجل بناء المستقبل، من خلال تقييم التجارب السابقة والأخطاء التي حدثت وكيف يمكن تحسينها؛ إذ إنّ قبول الماضي ومسامحة النفس على الأخطاء يعدّ حجر الأساس للبدء من جديد.

تغيير بعض العادات اليومية

قد يكون الشعور باليأس أو عدم التقدّم نحو الأمام ناجماً عن عدم اتباع عادات صحية وإيجابية، فالعادات السلبية أو غير الصحيحة -كعدم انتظام موعد النوم أو عدم الاهتمام بصحة الجسد- تجعل السلبية هي المسيطرة على الذات.

فمثلًا يُنصح بإدخال التمارين الرياضية إلى الروتين اليومي، إذ إنّ لها أثراً إيجابياً كبيراً في الصحة الجسدية والنفسية، أو تخصيص وقت محدد لقراءة كتاب مفيد، أو التقليل من وقت استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، أو الاستيقاظ مبكراً، فهذا كلّه من شأنه أن يساعد على التغيير نحو الأفضل.

تحديد العلاقات

عند التفتيش جيداً في العلاقات وفي الأشخاص المحيطين بنا سنجد أنّ بعضهم قد ترك أثراً سلبياً فينا، فهو ينشر الطاقة السلبية على الدوام، مما يسبب الشعور بالإحباط واليأس، والذي يغطّي على الشعور بالشغف والإنجاز، فالسّلبية كالإيجابية مُعدية، لذا من الأفضل تحديد العلاقات، والبقاء بالقرب من الأشخاص الإيجابيين الذين يبثّون السعادة والإيجابية.

ويمكن اكتشاف هؤلاء في الجلسات الشخصية، فعند ملاحظة أنّ الطرف المقابل دائماً ما يثبط العزيمة ويُؤكد على أنّ التقدم نحو الأمام والنجاح في الحياة أمر صعب أو مستحيل هنا يجب البدء بالانسحاب تدريجياً، وذلك من خلال الاعتذار عن اللقاءات المتكررة، والإفصاح عن المشاعر تجاهه بصدق، مع الانتباه إلى محاولة تعويض فقدان تلك العلاقة بأنشطة مفيدة -كالتسجيل في دورة معينة- لملء وقت الفراغ.

طلب المساعدة

المختصون في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات موجودون في كلّ مكان، يمكن الاستعانة بأحدهم للحصول على الدعم المطلوب والإرشاد إلى نقطة البداية، فإلى جانب الأصدقاء وأفراد العائلة والأحباء من المفيد الحصول على إرشادات من شخص موضوعيّ خارج دائرة العلاقات تلك يمكنه المساعدة وتقديم النصيحة.

المشاركة في الأعمال التطوعية

الاستثمار في المهارات والإمكانات من أجل الآخرين يعد أمراً جميلاً ويستحق التجربة، وسيُضفي على الحياة معنى ويملؤها إيجابية، كما يعزّز الخبرات ويحسّن مهارات التعامل مع المواقف المختلفة، فمثلاً يمكن التطوع في المشاركة في أنشطة بيئية مختلفة، كحملات تنظيف الشوارع والحدائق العامة أو طلاء الأرصفة، أو الانضمام إلى الجمعيات الخيرية لجمع التبرعات أو توزيع المعونات للمحتاجين، وما إلى ذلك من الأنشطة التي تفيد الآخرين والمجتمع.

وفي حال عدم القدرة على الانضمام إلى الأنشطة المجتمعية والأعمال التطوعية لأسباب شخصية يمكن مساعدة أيّ شخص وإدخال السرور إلى قلبه بأبسط الأشياء، مثل شراء لعبة لطفل صغير، أو تقديم خدمة لكبير في السن، وغيرها، فمثل هذه التصرفات لا بدّ أن تترك أثراً إيجابياً وتعطي دفعة للتغيير.

وحسب دراسة نشرها المجلس الوطني للمنظمات التطوعية (NCVO) عام 2023 فإنّ 86% من المتطوعين حول العالم الذين قدموا مساعدة غير مدفوعة الأجر خلال الأشهر الـ 12 الماضية قالو إنهم راضون جدًا عن تجربتهم التطوعية.

تعلُّم شيء جديد

يمكن التسجيل في دورة لتعلّم الرسم، أو العزف على الآلات الموسيقية، أو تعلّم لغة جديدة، أو أي مجال آخر يشعر الفرد أنّه قريب إلى ميوله ويمكنه أن يُبدع فيه، فلا بدّ من عدم ترك الفراغ والشعور بالملل مسيطراً على الحياة؛ إذ إنّ تسليم النّفس للاشيء والفراغ من أكبر الأخطاء التي تُرتَكب في حقّ الذات، وهو ما قد يخلق الشعور الداخلي بأنّ الحياة بلا معنى، لذا ينصح باستثمار الوقت فيما هو مفيد.

 

المراجع 
[1] betterup.com, How to start over in life: 7 steps to build the life you want
[2] oberlo.com, 9 POWERFUL STEPS FOR HOW TO CHANGE YOUR LIFE BEFORE 2024
[3] themuse.com, 57 Small Changes You Can Easily Make to Improve Your Life
[4] lifehack.org, 16 Things You Can Do to Change Your Life in 2023
[5] declutterthemind.com, How to Start Over in Life: Getting A Fresh Start in 2023

July 25, 2024 / 2:18 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.