جار التحميل...
يُمكن من خلال تقنيات المُعايَنة (Previewing)، والقراءة الخاطفة أو التصفُّح السريع (Skimming)، فهم المحتوى المُراد قراءته بأقلّ وقت مُمكِن، وفهم الأفكار الرئيسة للمحتوى المقروء، وتتمثَّل المُعايَنة بالمُرور على النصّ بصورة عامَّة دون التعمُّق فيه؛ بقراءة اسم مُؤلِّف الكتاب، والعناوين الرئيسة، والعناوين الفرعية، إلى جانب الرُّسوم البيانية، والصُّوَر، والجداول المُتاحة، وقراءة مُلخَّصات كلّ فصل -إن كانت موجودة-.
أمّا تقنية القراءة الخاطفة، فتتضمَّن تصفُّحاً سريعاً لأكبر قَدر من المحتوى؛ للوصول إلى المعلومات الأساسية فيه دون الدخول في التفاصيل؛ عبر قراءة الأفكار الرئيسة، والنقاط المُهِمَّة، والعبارات المُميَّزة ذات النصّ المائل أو العريض، بالإضافة إلى قراءة الكلمات الرئيسة، مثل: الأسماء، والصفات، وقراءة الجُمَل الأولى والأخيرة من الفقرات، وتُعَدّ هذه الطريقة فاعلة عندما لا يتضمَّن النصّ المكتوب عناوين فرعية، أو رُسومات توضيحية.
تُستخدَم هذه الطريقة بوصفها أداة لتوجيه العينَين أثناء قراءة النُّصوص؛ ممّا يُحافظ على التركيز، ويمنع تشتُّت النظر بين الأسطر؛ لذا، تُعَدّ طريقة فاعلة لإتقان القراءة السريعة، ومبدأ هذه الاستراتيجية بسيط؛ إذ يحتاج إلى استخدام إصبع السبّابة، أو القلم؛ بتحريكه أسفل الجملة المُراد قراءتها، وتُعَدّ هذه الوسيلة فاعلة للأشخاص الذين يميلون إلى إعادة قراءة النصوص والجُمَل أكثر من مرَّة؛ بسبب تشتُّت انتباههم.
عادة ما يميل القارئ إلى تحويل الكلمات المكتوبة إلى أصوات داخلية في عقله دون إصدار أيّ صوت مسموع، وهي ظاهرة تُعرَف بـ "Subvocalization"، إلّا أنّ هذه العادة يمكن أن تُؤدّي إلى إبطاء سُرعة القراءة، والتأثير سلباً في فهم المُحتوى المقروء.
ولإتقان القراءة السريعة، لا بُدّ من إيقاف الصوت الداخلي أوّلاً؛ بمَضغ العلكة، أو النَّقر بالأظافر على سطح المكتب بجانب الكتاب، ويُسهِم استخدام القلم، أو الإصبع أيضاً؛ بوصفهما أداتَين للتتبُّع، في التركيز البصري على النصّ كلِّه.
تقنية قراءة الكلمات على صورة مجموعات، وتُسمَّى تقنية التقطيع (Chunking)، تنطوي على تقسيم النصّ إلى مجموعات من الكلمات ذات الصلة، بدلاً من قراءة كلّ كلمة منفردةً.
وعلى سبيل المثال، بدلاً من قراءة الجملة: "التدريب على تقنيات القراءة السريعة يتطلَّب وقتاً وتركيزاً" كلمةً كلمةً، يُمكن قراءتها بتقسيمها إلى ثلاثة مقاطع، هي: "التدريب على تقنيات"، و"القراءة السريعة"، و"يتطلَّب وقتاً وتركيزاً"، وبهذه الطريقة، يجري تقليل التوقُّفات المُتكرِّرة التي تؤدّيها العين، ومن ثَمَّ تعزيز فهم المعلومات واستيعابها بصورة أفضل؛ ممّا يزيد سُرعة القراءة زيادة ملحوظة.
يُعَدّ قياس السُّرعة، وتتبُّع الأداء أثناء القراءة، من الاستراتيجيات المُهِمَّة والمُحفِّزة لإتقان القراءة السريعة، ويُمكن البدء بعملية قياس السرعة بحساب عدد الكلمات التي تُقرَأ خلال فترة زمنية مُحدَّدة، ثمّ محاولة تحسين هذه السُّرعة يومياً؛ بتجاوُز الأرقام المُسجَّلة سابقاً، ويُمكن الاستعانة أيضاً بالمُؤقِّت الموجود في الهاتف، أو استخدام اختبارات سُرعة القراءة المُتاحة على الإنترنت (Online Speed Reading Test).
ويمكن بدايةً التدرُّب على سرعة القراءة، وقياسها، دون إعطاء أولوية لفهم النصّ؛ لأنّ الهدف هو مساعدة العين على التحرُّك بسرعة، ومن التمارين المفيدة لتحقيق ذلك استخدام أداة، مثل: قلم، أو إصبع؛ للإشارة إلى النصّ، ثمّ تمرير هذه الأداة على النصّ، وتحريك العين بسُرعة القلم نفسها لمُدَّة دقيقتين، حتى وإن لم تُفهَم تفاصيل النصّ كلّها في البداية، ثمّ الحصول على استراحة لمُدَّة دقيقة، يجري بعدها متابعة التدريب بصورة أسرع لمُدَّة ثلاث دقائق، وتكرار هذه العملية مرّات عِدَّة.
وختاماً، تتطلَّب القراءة السريعة الكثير من المُمارَسة والاستمرارية لإتقانها -كما هو الحال مع أيّ مهارة أخرى-؛ لذا، لا بُدّ من ممارستها يومياً، أو بانتظام على الأقلّ دون انقطاع لفترات طويلة.
ويجدر التنويه إلى أنّ الممارسة تُكسِب القارئ الخبرةَ بالمعلومات المُهِمَّة التي ينبغي التركيز عليها، وتلك التي يُمكن تَخطِّيها، وزيادة مخزون المُفرَدات يزيد سُرعة القراءة؛ لأنَّها ستُقلِّل عدد المرّات اللازمة للتوقُّف ومحاولة تحليل الكلمة وفهمها، وأخيراً، لا بُدّ من الحصول على قِسط من الراحة بين الحين والآخر أثناء القراءة؛ لتجنُّب إجهاد العينَين.
المراجع
[1] spreeder.com, Read Faster, Learn More: Powerful Speed Reading Techniques for Everyone
[2] speedreadinglounge.com, How to Speed Read - 6 Easy Techniques
[3] preplounge.com, Speed Reading Techniques
[4] theopusway.com, Master the Art of Speed Reading: Techniques to Read Faster
[5] wikihow.com, How to Learn Speed Reading: Techniques & Skimming Tips