جار التحميل...
وتُعرف القراءة السريعة بأنَّها مجموعة من الأساليب والتقنيات التي تُتيح قراءة النصوص بسرعة أكبر مع فهم المحتوى واستيعابه، وفي ما يأتي توضيحٌ لأهمِّيتها:
تُتيح القراءة السريعة الاستفادة القُصوى من الوقت؛ عبر قراءة نُصوص كثيرة في وقت أقلّ؛ فعلى سبيل المثال، عادة ما يتطلَّب إنهاء قراءة كتاب ما أيّاماً أو أسابيع، إلّا أنّ بالإمكان استخدام تقنيات القراءة السريعة لقراءته في غُضون ساعات قليلة، أو يوم، أو اثنَين، دون التأثير في فهم المعلومات الرئيسة واستيعابها.
ونتيجة الوقت الذي تُوفِّره القراءة السريعة، يُمكن استغلال الساعات الإضافية في أداء مَهامَّ أخرى بتركيز أعلى؛ ممّا يعني زيادة الإنتاجية في مجالات الحياة المختلفة، وتحقيق التطوُّر الذاتي أسرع ممّا يُحقِّقه الزُّمَلاء والمُنافِسون.
تتطلَّب القراءة السريعة مستوى عالياً من التركيز والانتباه؛ إذ تعتمد على متابعة النُّصوص بسُرعة دون السماح للعقل بالتشتُّت؛ ممّا يُحافظ على حالة من اليَقَظة والتركيز لفترات طويلة، ومع الاستمرار في ممارسة القراءة السريعة، يُصبح العقل أكثر قدرة في التركيز على المعلومات الأساسية، وتجاهل التفاصيل غير الضرورية؛ لذا، تُعزّز هذه المهارة قدرة الفرد على التركيز لفترات أطول، وبكفاءة عالية، في العمل، أو في الحياة اليومية.
وتُعَدّ القراءة السريعة وسيلة فَعّالة في تطوير قدرات الدماغ على التذكُّر؛ إذ تستند إلى تدريب الدماغ على استيعاب معلومات كثيرة وبسُرعة؛ ممّا يُسهِّل عملية تخزين المعلومات واسترجاعها لاحِقاً، وعبر التدريب المُستمِرّ على القراءة السريعة، تزداد كفاءة الذاكرة، تماماً كما يحدث عند ممارسة الرياضة لتقوية العضلات.
تُعزّز القراءة السريعة القدرة على تحليل المعلومات، والمقارنة بينها بكفاءة وسُرعة أكبر، وتمييز المعلومات الصحيحة من الخاطئة، ومن ثَمَّ حلّ المشكلة، واتِّخاذ أفضل قرار بين الخيارات المُتاحة.
وعلى سبيل المثال، عند قراءة تقارير الأداء لفريق عمل في إحدى الشركات، يمُكن لمَن يُتقِن القراءة السريعة أن يُجريَ مَسحاً لأهمّ المعلومات والإحصائيات والنِّقاط الرئيسة التي تُحدِّد مدى تقدُّم المُوظَّفين أو تراجُعهم، مثل: النِّسَب المئوية للإنجاز، والمَهامّ المُتأخِّرة، ثمّ إجراء مُعاينة سريعة للبيانات الرئيسة في فترات زمنية مُحدَّدة؛ كمُقارَنة نسبة الإنجاز للأشهر الثلاثة الأخيرة في السنة مع الأشهر الثلاثة الأولى فيها.
وبفضل هذه العملية، يُصبح اتِّخاذ قرارات مُستنِدة إلى تحليل شامل للبيانات والأدِلَّة المُتاحة أمراً ممكناً، مثل: تحديد احتياجات التدريب، أو إعادة توزيع المَهامّ؛ لضمان تحسين الأداء، دون الاقتصار على السُّرعة الأعلى فحسب، وإنَّما الجودة الكُبرى أيضاً.
عندما يتمكَّن القارئ من معالجة المعلومات والأفكار التي يقرؤها بسرعة أكبر ممّا لدى الآخرين، فإنّ ذلك يُتيح له فرصة التعلُّم في مجالات مُتعدِّدة، بالإضافة إلى ميزة تعلُّم الكثير من المهارات الجديدة التي تُتيح له الحصول على المزيد من الفُرَص، وهذا بدوره يزيد مستوى ثقته بنفسه.
ويُشار إلى أنّ الطلّاب -مثلاً- الذين يُتقنون مهارة القراءة السريعة، يكونون أكثر قدرة على المشاركة في النقاشات الصفّية، وعرض أفكارهم بثقة؛ ممّا يُعزّز تقديرهم لذواتهم في مختلف السِّياقات.
والقدرة على التعامل مع القوائم الطويلة من الموادّ المقروءة؛ سواء أكانت كُتُباً دِراسية، أم تقارير، أم رسائل إلكترونية، تُقلِّل شُعور القلق الناجم عن تكدُّس المعلومات؛ ممّا يزيد الثقة بإدارة هذه المعلومات بفاعلية، ويُسهم في تحقيق النجاح في جوانب مختلفة من الحياة.
يُمكن إتقان القراءة السريعة بالمُمارَسة الدائمة لتحقيق أقصى استفادة منها؛ باتِّباع استراتيجيات القراءة السريعة، مثل: تطبيق تقنيات المُعايَنة (Previewing)، والتصفُّح السريع (Skimming)، اللذَين يتضمّنان مُعاينة سريعة لأفكار المحتوى الرئيسة، وعناوينه الرئيسة أيضاً.
ويمكن استخدام القلم مُؤشِّراً للنُّصوص أثناء القراءة؛ بهدف تدريب الدماغ على التركيز، وتقليل التشتُّت، بالإضافة إلى تعلُّم كيفية إسكات الصوت الداخلي الذي يُؤخِّر سرعة القراءة؛ بمضغ العلكة، أو النَّقر بالأظافر على سطح المكتب.
ويُمكن أيضاً تحسين القراءة السريعة؛ بمتابعة عدد الكلمات المقروءة خلال فترة زمنية مُعيَّنة، مع السَّعي إلى زيادة هذا المُعدَّل يومياً باستخدام أدوات قياس الوقت المُتاحة على الهواتف الذكية، أو يُمكن اللُّجوء إلى الإنترنت الذي يُوفِّر العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تُوفِّر أدوات وتعليمات لإتقان القراءة السريعة.