جار التحميل...
فالمرأة القوية تؤدي أدواراً متعددة في المجتمع، وتؤديها على الوجه الأمثل، فهي الأم، والمربّية، والزوجة، والأخت، والمعلمة، والطبيبة، والممرضة، والسياسية، والمهندسة، ورائدة الأعمال، والكاتبة، المعطاءة، التي لا تتوانى عن بذل جهدها ووقتها وفكرها في سبيل بناء وتنمية أسرتها ومجتمعها على حدٍ سواء.
تشغل المرأة القوية دوراً رئيسياً ومهماً في بناء المجتمع وتغييره للأفضل، يتمثّلُ بالدرجة الأولى في بناء لبنته الأساسية؛ ألا وهي الأسرة، فدور المرأة لا يقتصر على الحمل وإنجاب الأطفال فحسب، بل تقع على عاتقها مسؤولية رعايتهم وتربيتهم، وتهذيب أخلاقهم وسلوكياتهم، وغرس القيم والمبادئ الكريمة في نفوسهم، وهذا يعني أن مهمتها الأساسية هي بناء الأجيال الجديدة، وتنشئة أبنائها تنشئةً حسنة، ليتمكنوا من بناء مجتمعٍ قوي ومتين، ويبذلوا جهدهم في سبيل رفعته ونهضته.
ولا يقتصر دور المرأة في الأسرة على كونها الأم الحانية المربية، وإنما تتحمل أيضاً مسؤولية دعم زوجها ومساندته في إدارة أمور الأسرة، والحفاظ على استقرارها، وتأمين العيش الكريم لها، ففي وقتنا الحالي، أصبحت المرأة شريكة الرجل في تأمين احتياجات الأسرة كافة، بعد خروجها إلى ميدان العمل والإنجاز، وعملها إلى جانب الرجل، في العديد من المجالات المهنية.
وهذا يعني أن المرأة القوية، أصبحت تُوظف مؤهلاتها العلمية والاجتماعية والثقافية، وفكرها وذكاءها وحكمتها ومهاراتها وإمكانياتها المتعددة، ليس فقط في خدمة أسرتها، وإنما في خدمة مجتمعها وأمتها في الأصعدة جميعها. على سبيل المثال لا الحصر، تلعب المرأة دوراً في بناء وتحسين الأسس التعليمية في المجتمع، من خلال عملها كمعلمة في المؤسسات التعليمية المختلفة، وقيامها على رعاية الطلبة، وتعليمهم، وتربيتهم، ومساهمتها في تطوير العملية التعليمية، ورفدها بكل ما هو جديد ومفيد.
وبهذا أصبحت المرأة القوية شريكة الرجل في مسؤولية إدارة المجتمع، وتسيير كافة شؤونه، وتطويره للأفضل، واتخاذ القرارات وإنجاز المهمات، وتأسيس المشاريع والمبادرات والأنشطة، التي تخدم أفراد المجتمع كافة، في ظل التطور والنمو المتسارع الذي تشهده المجتمعات الحديثة في الوقت الحالي.
كما يجب تشجيع سياسات العمل التي من شأنها مساندة وتمكين النساء العاملات، وخاصةً الأمهات منهن، من خلال توفير بيئة عمل مرنة تساعدهن على تحقيق التوازن بين حياتهن المهنية والشخصية، لضمان مساهمة المرأة الكاملة في الحياة الأسرية والمجتمعية، ويمكن ذلك بتقديم حلول مرنة، مثل خيارات العمل عن بُعد، أو ساعات العمل المرنة.
ومن الأمور التي يجب الحرص عليها كذلك، ضمان حقوق المرأة وحريتها في اتخاذ القرارات التي تؤثر في حياتها، وتعزيز قدرتها على استخدام الموارد المتاحة وإدارتها بما يخدم مهامها وواجباتها، وإزالة الحواجز التي تواجهها، وتمكينها من الانخراط في مجالات التنمية والبناء، وتوفير فرص متساوية لها في العمل والتعليم، والاستثمار بأفكارها الريادية والإبداعية.
فهذا يمكّن المرأة من أداء أدوارها المختلفة في المجتمع بشكل فعّال ومتوازن، في الأسرة والمجتمع على حدٍ سواء، ويساعدها على الإنجاز، وتحقيق النجاح الذي تطمح له، للارتقاء بمجتمعها، والتأثير فيه، وتغييره للأفضل باستمرار.
ختاماً، للمرأة القوية دور عظيم في تشكيل المجتمعات وتحقيق التقدّم لها، ومن خلال قوتها وإرادتها، تسهم المرأة القوية في بناء مستقبل أكثر ازدهاراً وتوازناً، لذا من المهم دعم المرأة وتمكينها في جميع مجالات الحياة، ممّا يضمن استمرار تأثيرها الإيجابي، وبالتالي بناء مجتمعات أقوى وأكثر تماسكاً.
المراجع
[1] moh.gov.bh, المرأة قوة تغيير في المجتمع
[2] researchgate.net, دور المراة في بناء المجتمع وخلق جيل واع قادر على مواجهة التحديات
[3] uaew.ae, تمكين المرأة الخليجية
[4] euneighbourseast.eu, Women’s power – strong women, strong world!
[5] medium.com, The Role of Women in Society