جار التحميل...
ينشأ التمييز بين الأبناء لأسباب متعددة منها العمر؛ كالتمييز بين الأخ الأكبر والأصغر، أو الجنس؛ كالمفاضلة بين الذكور والإناث، أو اختلاف القدرات والمهارات في المجالات الاجتماعية والأكاديمية، وأحياناً بناءً على الشكل الخارجي.
ويجدر بالذكر أنّ المطالبة بعدم التمييز لا تعني معاملة الأبناء بالتساوي في كلّ شيء؛ فاحتياجات الطفل الصغير مثلاً تختلف عن احتياجات الأطفال الأكبر سناً، ولكنّ الهدف هو تحقيق العدل، وتجنّب الآثار السلبية المرتبطة بالمفاضلة بين الأبناء، وهي على النحو الآتي:
يشعر الابن الذي يتلقّى اهتمامًا أقلّ من والديه بالعديد من المشاعر السلبية، مثل؛ الغضب، والاستياء، والحزن، والغيرة من الشقيق المميز، والنقص، واضطرابات سلوكية، وعدم الكفاءة، وانخفاض احترام الذات في بعض الحالات.
كما أنّ المراهقين الذين يشعرون بتمييز المعاملة من والديهم هم أكثر عُرضة لمشاكل الصحّة النفسية الاجتماعية مقارنةً بغيرهم من الفئات،مما قد يؤدي في حالات متطورة إلى زيادة أعراض الاكتئاب، والقلق، والعدوان، ويُمكن أن يتصرّف الابن بطرق غير جيّدة كمحاولة لجذب الانتباه بعد شعوره بعدم تلقّي الاهتمام الكافي.
تشير دراسة نُشرت في المكتبة الوطنية الأميركية للطب عام 2021م، إلى أنّ تعرّض الشقيق للتنّمر من قبل أحد أشقائه في مرحلة البلوغ المبكرة، من شأنه مضاعفة خطر الإصابة بالاكتئاب، ورغم أنّ الآباء قد لا يعتبرون الصراعات بين الأبناء تنمراً، إلّا أنّ الشقيق قد يراها كذلك في أغلب الأحيان.
يكون الشقيق المميز أكثر عرضة للشعور بالذنب؛ بسبب اعتقاده بأنّ وجوده هو سببٌ في تعاسة شقيقه أو ظلمه، وفي المقابل قد يُصبح أكثر ازدراءً وأنانية تجاه شقيقه غير المفضّل، معتقداً أنّه يستحق هذه المعاملة المميزة، وقد يشعر الغيرة إذا ما تصرّف الوالدان بخلافها.
قد يتسبب التفاوت في عاطفة الوالدين تجاه أبنائهم في تدهور العلاقة بينهم، أو التقليل من جودتها، مما يجعلها علاقة غير صحّية تفتقر للسعادة، خاصةً خلال فترتيْ الطفولة والمراهقة، وهذه نتيجة طبيعية لنشوء الصراعات المتكررة بينهم، والناتجة عن الشعور بالغيرة والاضطرابات النفسية الأخرى.
علاوةً على ذلك، تتسبب الغيرة في خلق تنافسٍ بين الأشقاء، ورغم أنّ وجود التنافس بحدودٍ معقولة أمر طبيعيّ وشائع في الحياة الأسرية، وله آثاره الإيجابية على النموّ والتطوّر، إلّا أنّ الإفراط في المنافسة أو التمييز بين الأبناء، من شأنه أن يزيد من العدوانية والمشاحنات.
ويُمكن أن تبدأ هذه المشاحنات بالإساءة اللفظية والنفسية، وقد تمتدّ إلى الانتهاك الجسدي؛ كالدفع، أو الضرب، أو الركل، أو اللكم، والتي قد ينتج عنها كدمات أو جروح، أو ما هو أكثر من ذلك، وفي بعض الحالات تصل إلى تكسير الممتلكات الخاصّة، وتعد هذه التصرفات من أشكال العنف الأسري، ولها تأثير سلبي على علاقاتهم الاجتماعية؛ كعلاقتهم مع الأقران، أو الأصدقاء.
إنّ إظهار الحبّ والاهتمام بالتساوي بين الأبناء يعزز الترابط الأسري، ويؤدي إلى بناء عائلة سليمة، وبالمقابل، فإنّ المفاضلة بين الأبناء قد تقلل الدفء العائليّ، وتزيد النزاعات التي تُعكّر صفو الأسرة جميعها بما فيها الوالدين والأشقّاء الآخرين، كما أنّ تصرفات الأبناء السلبية الناتجة عن تعرّضهم للتمييز، قد تنعكس مباشرةً على الأسرة بأكملها، باعتباره أحد أفرادها.
إلى جانب ذلك، يمكن أن تؤدي معاملة الابن غير المميز من قبل والديه إلى تدهور علاقتهما، فقد يُعاملهما بطريقة سيئة أو غير لائقة، وفي حالات متقدمة قد يستمر التأثير السلبي للمستقبل؛ فقد يبتعد عن والديه تماماً، كما يقرر بعض الأشقاء الانفصال عن إخوتهم عند البلوغ، وقطع العلاقات فيما بينهم، مما يُؤثّر على تماسك الأسرة ويزعزع استقرارها.
المراجع
[1] health.harvard.edu, Sibling rivalry is normal — but is it helpful or harmful?
[2] longmontleader.com, OPINION: Sibling rivalry can lead to long-term negative impacts
[3] betterhelp.com, Is Sibling Rivalry Normal? How Conflict Between Siblings Works
[4] Jawaharlal Nehru Technological University, Telangana, India, Unequal parental treatment, narcissism and sibling relationships (2021)
[5] news.ku.edu, Parental differential treatment affects sibling, family bonds, research finds