جار التحميل...
يعد الإعجاب بالشخص من حيث المظهر الخارجي، وقبوله جسدياً وشكليّاً من أهم الأسس لاختيار الشريك المناسب؛ إذ يجب توافر الصفات الشكلية المرغوبة دائماً بالحدّ الأدنى على الأقل؛ لضمان نجاح العلاقة، ومع ذلك، فإنّ توافر الصفات الأخلاقية والشخصية الأخرى مع عدم قبول الشكل، قد لا يزال يُسبّب الخلافات والمشاكل عند بعض الأشخاص.
من الصعب إيجاد الشخص الذي يُمكن الاتفاق معه بكلّ شيء، لكن، من الضروريّ اختيار شريك يمتلك ذات القيم الأساسية، أو الأكثر أهمية وأولوية على الأقلّ، والتي تختلف بطبيعة الحال من شخصٍ لآخر؛ وذلك للحفاظ على تماسك الأسرة ونظامها، وتجنباً للخلافات المستقبلية.
ويعد التديّن أحد القيم الشائعة بين أفراد المجتمع؛ مما يجعل من الضروري للأشخاص المتدينين اختيار شريكٍ مُلتزم دينياً؛ سواء من ناحية ممارسة العبادات، أو الممارسات الأخلاقية الدينية، أو طريقة اللباس، أو مدى تطبيق الأحكام الشرعية عموماً.
يُعتبر الاحترام من أبرز الصفات الأخلاقية التي يجب أن يتحلّى بها الشريك؛ كأن يحترم الحدود الشخصية للطرف الآخر، ويتحدّث بطريقةٍ محترمة حتّى عند الاختلاف في الرأي، وتكمن أهمية هذه الصفة في الحفاظ على احترام الذات ومعرفة قيمتها ومكانتها.
كما يجب اختيار شريك صادق تتطابق أفعاله مع أقواله؛ فيقول الحقيقة سواء فيما يتعلّق بمشاعره، أو ما يدور في ذهنه من أفكار، أو ما ينوي فعله، وتكمن أهمية الصدق في تعزيز الشعور بالثقة والأمان، مما يُعزز استقرار العلاقة.
إضافةً إلى ذلك، يُعدّ التسامح أيضاً أحد أبرز القيم الأخلاقية، إذ يتضمّن العفو عن الأخطاء التي قد تحدث بين الشريكين، وتجاوزها بعد مناقشتها، وعدم السماح لها بالتأثير طويلاً على العلاقة.
تختلف صفات الشريك الشخصية المفضّلة من شخص لآخر، لكنّ يُمكن الإشارة لأكثرها أهمية؛ كاللطف واللباقة في السلوك والحديث، والتي تعكس الاهتمام والود للشريك، وتتضمّن الاعتراف بالحب، والمديح، وتقديم الهدايا، وإظهار المودة كما يفضل الطرف الآخر.
كذلك يُقلّل الضحك من التوتر، ويُحسّن المزاج، ويُضفي مزيداً من البهجة والمتعة على الجلسات المشتركة بين الشريكين، كما يُبدّد الملل في العلاقة، لذا، يُنصح باختيار شريك خفيف الظل وصاحب حسّ فكاهيّ للاستمتاع برفقته، بدلاً من الشريك الذي يتصف بالجدّية أو الكآبة.
كما يتّصف الشريك الجيّد بالتعاطف المتمثّل بفهم ما يمرّ به الشريك من تحدّيات، وإبداء التعاطف مع لحظات ضعفه، مما يُعزّز شعوره بالأمان والاحترام والثقة، ومن صفات الشريك الجيد أيضاً إدراك عيوبه والسعي لتحسينها دون خجل، أو لوم الآخرين عليها، بدلاً من الاعتقاد بأنّه مثالي لا يُخطئ.
وبما أنّ المعظم يحبون الحصول على التقدير، لذا فإن اختيار الشريك الممتنّ لكلّ ما يفعله ويُقدّمه الآخر سيكون خياراً صائباً، مما ينعكس إيجاباً على بناء علاقة قوية ومترابطة.
عند اختيار الشريك، من المهم التأكد من وجود توافق في نمط الحياة وأهدافها الحالية والمستقبلية، وذلك بالاتفاق على المواضيع المفصلية؛ مثل إنجاب الأطفال، والعيش بالقرب من العائلة، وكيفية إدارة الأمور الماليّة، إلى جانب الاتفاق على نمط الحياة المتوقع؛ مثل معرفة وجهة النظر في السفر المتكرّر وغير ذلك.
لذا، يُنصح باختيار الشريك الطموح الذي يسعى للتطوّر والنمو في كافّة مجالات حياته سواء المهنية، أو الاجتماعية، أو العاطفية، والذي يُقدّم الدعم لشريكه لتحقيق طموحاته هو الآخر؛ لضمان مستقبل مشترك أفضل.
يعد التواصل عنصراً أساسياً لضمان استمرار العلاقة الزوجية، وتعزيز مشاعر الأُلفة والرضا بين الطرفين، بالإضافة إلى جعل الحياة أكثر وضوحاً، بعيداً عن سوء الفهم، ولضمان تمتّع الشريك المُحتمل بميّزة التواصل؛ يجب أن يكون قادراً على نقل المعلومات للطرف الآخر بكل وضوح وصراحة، وتوفير بيئةٍ متفهّمة ومنفتحة، والتعبير عن الذات من جهة، والإصغاء إلى احتياجات ومخاوف شريكه من جهةٍ أخرى.
ويُعرف الانفتاح الذهنيّ بأنه أحد ركائز التواصل الفعّال، ويعني القدرة على الاستماع لوجهات النظر المختلفة، وإجراء حوار حقيقيّ لمناقشتها وفهمها بدلاً من تجاهلها أو الرد بصورة انفعالية، مما يُشعر الشريك بأهمية رأيه واحترامه.
يتميزّ الشريك الناضج عاطفياً في قدرته على التفكير بموضوعية في الماضي، واستغلاله لصالح الحاضر، كما يتحلّى بالثبات الانفعاليّ، فلا يتسرّع في التصرف، ولا يسمح لمشاعره اللحظية بالسيطرة عليه، ويعرف بأنّه إنسانُ مستقلّ وواثق من نفسه، فلا يعتمد على شريكه لإصلاحه أو إكماله، مما يؤثر على استقرار العلاقة الزوجية لاحقاً.
ينبغي على الشخص اختيار شريك يحبّه ويقبله كما هو، بصفاته، وتجاربه، واحتياجاته، وسلوكياته، وبالتأكيد يمكن طلب بعض التغييرات البسيطة القابلة للتعديل من كلا الطرفين، لكنّ لا ينبغي طلب تغييرات جوهرية تمس بالهوية الذاتية مثلاً.
تعد العائلة ركناً أساسياً من أركان المجتمع، فمن الضروريّ التعرّف على عائلة الشريك؛ نظراً لتأثيرها على زرع القيم التربوية والأخلاقية في طفولته، ووعيه وسلوكه الحاليّ، إلى جانب حتمية إقامة جلسات عائلية مستمرة لاحقاً نظراً للعادات الاجتماعية التي تتطلّب بطبيعة الحال قبول الانضمام إلى هذه الأسرة بما تحمله من عادات وطباع وأفكار.
إنّ إيجاد الشريك المناسب قد يستغرق وقتاً، لذا يجب التأنّي في الاختيار، ومنح العلاقة القائمة فترة كافية لكشف صفات الشريك المُحتَمل، وتجنّب التسرّع الذي يُمكن أن يوقع الإنسان بعلاقةٍ مؤذية أو غير سعيدة لاحقاً.
وينطبق ذلك أيضاً حتّى بعد المرور بعلاقات زوجية غير ناجحة؛ إذ يجب أن يبقى الشخص منفتحاً على مقابلة آخر جديد، ومنحه وقتاً كافياً للقبول به كشريك حياة.
وأخيراً؛ رغم الأهمية التي تنطوي عليها عملية البحث عن شريك حياة مناسب، يجب إدراك أهمية تمتع الفرد أيضاً بالصفات التي تجذب ذلك الشريك؛ فالعلاقة الناجحة تعتمد على جهود مشتركة وتوافق بين الطرفين.
المراجع
[1] psychcentral.com, What Qualities Should I Look For in a Life Partner?
[2] betterhelp.com, Finding Authentic And Secure Love: How To Choose Your Relationships
[3] psychalive.org, What to Look For in a Partner
[4] mispec.co.uk, 11 Ways on How To Choose a Life Partner
[5] familylife.com, Choosing a Life Partner