ما أهمية التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة؟ وكيف يكون؟

أمّا تمكين المرأة اجتماعياً، فيتضمّن قدرتها على المشاركة في الحياة الاجتماعية والثقافية بشكلٍ كاملٍ وآمن، ومنها: القدرة على الوصول إلى التعليم، والرعاية الصحّية، والخدمات القانونية، وممارسة الحقوق والحريّات بما فيها المساواة بين الجنسين.

أهمية التمكين الاقتصاديّ والاجتماعيّ للمرأة

عن طريق التمكين الاقتصادي تستطيع المرأة أن تُعيل نفسها دون الحاجة لأحد من جهة، وأن تُلبّي احتياجات أبنائها وأسرتها من جهةٍ أخرى.

كما أنّ تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً يحدّ من العنف الموجه ضدّها بكافة أشكاله، والذي يُمكن أن يكون ناتجاً عن الفقر، والصراع على الموارد، وما يرتبط بهما من ضغوط نفسية، أو قد يكون ناتجاً عن انتشار العنف كثقافة مجتمعية، أو أسرية، أو قد يكون قائماً على النوع الاجتماعيّ، وهنا ستكون قادرة غالباً على الدفاع عن نفسها عند التعرّض له.

من جهةٍ أخرى يُمكن للتمكين الاقتصاديّ والاجتماعيّ تعزيز قوّة المرأة في سعيها للحصول على حقوقها كاملة، حتّى تلك التي لا ترتبط بالمجال الاقتصاديّ والاجتماعيّ بشكلٍ مباشر، مثل: المشاركة في الحياة السياسية، والقدرة على اتخاذ القرارات التي تخصّ حياتها الشخصية، والقدرة على التنقّل، وغيرها.

أمّا على المستوى المجتمعيّ، فتكمن أهمية التمكين الاقتصاديّ والاجتماعيّ للمرأة في تنمية اقتصاد المجتمع، عن طريق انخراط النساء في العمل في الوظائف المختلفة، وما يرتبط به من تعزيز الإنتاجية، إلى جانب إمكانية إنشائهنّ المزيد من الأعمال التجارية، والاستثمارية التي تدرّ دخلاً، وتُنعش الأسواق، وإنّ زيادة الأعمال التجارية، تعني في المقابل زيادة فرص العمل، وتقليل البطالة.

علاوةً على ذلك فإنّ تمكين المرأة يُعزز ازدهار المجتمع؛ إذ يُصبح بمقدورها المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، وما يرتبط بها من معالجة المشكلات البيئية، والتقليل من الفقر، ونشر العدالة الاجتماعية.

طرق تحقيق التمكين الاقتصاديّ والاجتماعيّ للمرأة

إنّ الخطوة الأولى لتحقيق التمكين للمرأة هي الإيمان بضرورة مشاركتها في كافّة المجالات، للوصول إلى مجتمع متقدّم، ويُمكن تمكين المرأة عن طريق:

زيادة التحصيل التعليمي

إنّ حصول المرأة على التعليم المناسب، وما يرتبط به من التمتّع بالمزيد من المهارات الشخصية، والاجتماعية، والمهنية، وخصوصاً تلك المتعلّقة بالتكنولوجيا، التي تواكب النموّ والتطوّر على المستوى الدوليّ والعالميّ، من شأنه أن يزيد من فرصتها في الحصول على وظيفة تُولِّد منها دخلاً، كما يُزوّدها التعليم بالمعرفة والثقافة اللازمتين لتحقيق أهدافها من جهة، ولاتخاذ قرارات شخصية واجتماعية أكثر حكمة من جهةٍ أخرى.

تقديم الدعم القانونيّ والسياسيّ

يتمثّل دور الدولة في هذا السياق في سَنّ التشريعات والقوانين التي من شأنها دعم النساء وتمكينهنّ، أبرزها: توفير أماكن عمل لائقة وآمنة للمرأة، بحيث تلتزم بكافّة معايير السلامة والصحّة، مع المساواة في الأجور بين الرجال والنساء، إلى جانب تمكين المرأة من الوصول إلى كافّة المناصب الإدارية، والسياسية، والقيادية.

علاوةً على ذلك تلتزم الدولة التي تسعى لتمكين المرأة بفرض المزيد من السياسات والأنظمة، التي من شأنها تقديم الحماية الاجتماعية للنساء، ومنها: إعانات البطالة، والمعاش التقاعدي، وإجازة الأمومة ورعاية الأطفال مدفوعة الأجر، التي تُمكّن المرأة من الاهتمام بطفلها دون الاضطرار للتخلّي عن العمل، إلى جانب فرض القوانين التي تمنع التمييز والعنف ضدّ المرأة وتُعاقب عليه، مع سنّ سياسات لخدمتها في كافّة مناحي الحياة سواء في بيئة العمل، أو المجتمع، أو الأسرة.

ويقع على عاتق الدولة تقديم الحماية والدعم بكافّة أشكاله، بما فيه الدعم الماليّ للمنظمات والشركات النسائية، خصوصاً الشركات الناشئة، أو الشركات الصغيرة، ومتوسطة الحجم، وذلك لتحسين جودة الخدمات التي تُقدّمها تلك الشركات للمجتمع، ولدعمها على المستوى التسويقيّ، والوصول إلى الجمهور.

دولة الإمارات: رائدة في تمكين المرأة في جميع المجالات

تعد دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في تمكين المرأة، وتعزيز دورها في المجتمع، فقد أولت الدولة عبر مؤسساتها المعنية اهتماماً كبيراً في تمكين المرأة، وتوفير الفرص المتكافئة لها في كافة المجالات، وذلك من خلال سَن التشريعات الداعمة لحقوق المرأة، وتعزيز برامج دعم المرأة لتمكينها اقتصادياً واجتماعياً.

وتسير إمارة الشارقة على نهج الدولة في تعزيز تمكين المرأة، من خلال تبنّي العديد من السياسات والبرامج والمبادرات لتحقيق تمكين المرأة، منها: برنامج "انطلاقة" المُعَدّ لتمكين المرأة اجتماعياً، واقتصادياً، ونفسياً، وقانونياً، ومن ثمّ القدرة على عيش حياتها باستقلالية وكرامة، ويستهدف البرنامج النساء بمركز حماية المرأة التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية.

إلى جانب اعتماد سمو الشيخة جواهر القاسمي، قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة مؤسسات مجتمعية رائدة تدعم المرأة في مختلف جوانب حياتها؛ الفكرية، والعلمية، والثقافية، والترفيهية، مثل: نادي سيدات الشارقة، ومؤسسة الشارقة لرياضة المرأة، ومركز ريادة، ومؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، والتي تضمّ: مجلس سيدات أعمال الشارقة، ومجلس إرثي للحرف المعاصرة. 

 المراجع

 [1] unwomen.org, Facts and figures: Economic empowerment
 [2] hheo.ae, تمكين المرأة 
 [3] prevention-collaborative.org, WOMEN’S ECONOMIC AND SOCIAL EMPOWERMENT
 [4] unwomen.org, Five things to accelerate women’s economic empowerment