جار التحميل...
تُواجه المرأة العاملة تحدِّيات في الموازنة بين مسؤوليات العمل والمنزل؛ إذ تقع على عاتقها العديد من المسؤوليات المهنيّة في عملها، مثل: تسليم المهامّ في المواعيد المُحدَّدة، وحضور الاجتماعات، وإدارة المشاريع، والسَّعي للتقدُّم في حياتها المهنيّة، وتزداد هذه المسؤولية عندما تتسلَّم المرأة أدواراً قيادية، فتصبح مسؤولياتها المهنيّة أكبر، ممّا يستدعي قضاء وقت أطول في العمل، وعلى الصعيد الآخر، يتطلَّب منها الأمر تحمُّل مسؤوليات المنزل والأسرة حين تعود إليه بعد يوم طويل ومرهق في العمل، وتشمل هذه المسؤوليات الاعتناء بالأطفال، أو رعاية الآباء المُسِنّين، وغيرها، بالإضافة إلى واجباتها المنزلية من تنظيف، وتحضير طعام، ونحو ذلك.
وفي سَعي المرأة العاملة إلى الموازنة بين دورها المهني ومسؤولياتها المنزلية، قد تجد وقتاً محدوداً للاعتناء بنفسها أو الترفيه عنها، فتضطر أحياناً إلى رفض الترقيات، أو تقليص ساعات العمل؛ لتحقيق التوازن المطلوب.
ويمكن للمرأة العاملة تخطّي هذا التحدّي؛ بالتخطيط الجيّد، وإنشاء جدول زمني يساعدها على تحقيق أهدافها وإدارة وقتها بكفاءة، كما يمكنها طلب المساعدة من الآخرين أو تفويض المهامّ لهم؛ سواء في العمل، أو المنزل، ممّا يُخفِّف الضغوط المتراكمة عليها، وهنا يُشار إلى أنّ على المرأة أن تختار وظيفة تناسب مسؤولياتها، بحيث تكون ذات ساعات عمل مَرِنة.
تُواجه المرأة تحدّيات تتعلّق بالتمييز بين الجنسين في بعض المجتمعات، وقد يشمل ذلك معاملة غير عادلة في بيئة العمل بناءً على الجنس، ممّا يؤثّر في فرص التوظيف، وظروف العمل، ومن الأمثلة على ذلك رفض ترقية المرأة رغم امتلاكها المُؤهّلات المطلوبة، وفجوة الأجور؛ إذ يتلقّى الرجل أجراً مختلفاً عن المرأة للوظيفة نفسها.
من التحدّيات الشائعة التي قد تؤثّر على المرأة العاملة في فترات مُعيَّنة، وبنِسَب مُتفاوتة، التحدّيات التي تتعلّق بصحّتها البدنية؛ كتعرُّضها لآلام العضلات، أو التهابات المفاصل، أو مشكلات في وضعية الجسم، مثل انحناء الظهر، وغيرها، ممّا قد يؤثّر سلباً في قدرتها على ممارسة أنشطتها اليومية بكفاءة.
كما قد تواجه المرأة العاملة مشكلات نفسية؛ كالقلق، والاكتئاب، وفقدان الحماس للحياة، واضطرابات النوم، مثل: الأرق، أو زيادة عدد ساعات النوم، وتزداد هذه التحدّيات الصحّية عادةً مع زيادة المسؤوليات.
ويمكن للمرأة مواجهة هذا التحدّي من خلال إعطاء الأولوية لصحّتها؛ بالتركيز على تناول الطعام الصحّي، مثل: تحضير الطعام الصحّي مُسبَقاً، وبناء روتين ثابت للنوم بالحصول على نوم جيّد لنحو 8 ساعات يومياًَ، ويتضمَّن ذلك الحصول على حمّام دافئ، والذهاب إلى الفراش للنوم كلّ يوم في الموعد نفسه، كما أنّه من المهم ممارسة التمارين الرياضية التي من شأنها تحسين الصحّة البدنية والنفسية.
في بعض الأحيان، تواجه المرأة العاملة مشكلة عدم الاعتراف بجهودها المبذولة، ونقص الدعم النفسي والعاطفي من الأشخاص المُحيطين بها ومن المجتمع، ممّا يؤثّر سلباً على شعورها بالتقدير والاهتمام، وقدرتها في التغلُّب على التحدّيات اليومية، وإدارة الضغوطات بفعاليّة.
لذا من المهمّ تعزيز الوعي بأهمية تقديم الدعم الاجتماعي للمرأة العاملة؛ من خلال بناء شبكات قوية داعمة من العائلة، والأصدقاء، والزملاء، ممّا يساعد المرأة العاملة على مواجهة التحدّيات بثقة، وتخفيف التوتُّر عند الشعور بالإحباط والضغط، بالإضافة إلى الحصول على الإرشادات والنصائح المفيدة منهم.
وفي الختام، تواجه المرأة العاملة العديد من التحدّيات على الصعيدَين؛ الشخصي، والمهني، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ التغلُّب على هذه التحدِّيات أمر مستحيل؛ فاتِّباع استراتيجيات فعّالة، مثل: تنظيم الوقت، والتخطيط الجيِّد، والاستفادة من الدعم الكافي ممَّن حولها، يُمكِّن المرأة العاملة من تحقيق التوازن بين جوانب حياتها جميعها، وتحقيق أهدافها الشخصية والمهنية، ممّا يُعزّز مساهمتها الإيجابية في المجتمع.
[1] familycaregiversonline.net, Unique Challenges Faced by Working Women Who Are Family Caregivers
[2] paycheck.pk, Challenges Faced by Women Workers
[3] .peoplemanagement.co.uk, What are the biggest challenges women face at work – and how can employers tackle them?
[4] timesofindia.indiatimes.com, Common challenges faced by working mothers and ways to overcome them
[5] moneylion.com, 10 work life balance tips for women