جار التحميل...
وتشمل حقوق المرأة الحقوق المُتعلِّقة بالمُواطنة، والمشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية، والحقوق المُترتِّبة على الزواج، والأُمومة، والأسرة، وغيرها، وحصول المرأة على حقوقها كاملة من شأنه أن يعود بالنفع على المجتمع كلِّه، على النحو الآتي:
إنّ تمتُّع المرأة بحقوقها يُمكِّنها من عيش حياة آمِنة وصِحِّية ومُنتِجة في الوقت نفسه، وهو ما ينعكس على صِحَّتها النفسية، ويتمثَّل ذلك بالشُّعور بالرضا عن الذات، والثقة بالنفس، والسعادة، وهذا يرتبط ارتباطاً مباشراً باستغلالها إمكاناتها وقدراتها كلِّها في تعزيز ازدهار أسرتها، وتربية أطفال أكثر سعادةً وصِحَّةً حاضراً، وشباباً أكثر إنتاجيةً ومُساهمةً في بناء المجتمع مستقبلاً.
يُعَدّ الحقّ في العمل واحداً من حقوق المرأة الأساسية، ويتضمَّن حَقّها في الوصول إلى مختلف الأعمال والمناصب، وفي المجالات كافَّة؛ بما فيها الاجتماعية، والثقافية، والتعليمية، والإدارية، والقيادية، والسياسية، وغيرها، وتُشكِّل مشاركة النّساء في هذه القطاعات عاملاً أساسياً لازدهارها؛ لتنوُّع الأفكار، ووجهات النظر، والحلول المطروحة، الناتجة عن مشاركتها في اتِّخاذ القرارات في بيئة العمل.
وكانت التجارب النسائية في القطاع الصحِّي -مثلاً- قد أفادت بأنّ المرأة تُسهم في تحسين الصحَّة العامَّة، وتعزيز الرفاهية والرعاية الصحِّية لفئات المجتمع كلِّها، وهي تُعَدّ مُقدِّمة الرعاية الصحِّية الأساسية لفئتَي الأطفال وكبار السِّنّ في أنحاء العالم أجمع.
أمّا في القطاع التعليميّ، فتُسهم المرأة، وخاصَّةً المُتعلِّمة، أو تلك التي تعمل مُعلِّمةً في المدارس أيضاً، في مساعدة الأطفال الذكور والإناث على السَّواء في إكمال تعليمهم أُسوةً بها؛ ممّا يعني تمتُّع المجتمع بمُستَوىً معرفيّ وثقافيّ وإدراكيّ أعلى، وجَهل أقلّ.
وتُركِّز النساء اللواتي يحصلن على حقوقهنّ في المشاركة في الأحزاب السياسية، وتولّي مناصب سياسية وقيادية، على القضايا المُعاصِرة المُهِمَّة؛ كالفقر، والرعاية الصحِّية، ويجعلن العملية السياسية أكثر شموليةً؛ فهنّ يُمثِّلنَ شريحة واسعة من المجتمع، وتُؤدّي المرأة تبعاً لحَقِّها في العمل دوراً في الوظائف الحقوقية التي تُعنى بالعدالة الاجتماعية؛ فتسعى عبرها إلى تمكين النساء من التمتُّع بالمساواة، والعدل، واكتساب الحقوق، وتُشارك في معالجة قضايا العُنصرية والتمييز في المجتمعات.
تُعَدّ الديمقراطية شكلاً من أشكال الحُكم التي تنصّ على مشاركة الشَّعب في اتِّخاذ القرارات التي تخصّ مصيره السياسيّ مباشرة، أو عبر مُمثِّلين عنه، وعند تطبيق الخيار الأخير، سيكون التطبيق الأمثل والأكثر موضوعية وشمولية وعدلاً هو اختيار نُوّاب من الرجال والنساء على السَّواء؛ فالمجتمع مُكوَّن من كلا الجنسَين، وتطبيق حقوق المرأة في المجتمعات هو الضامن الأفضل لوجود مثل هذا التنوُّع في العملية الديمقراطية.
من شأن حصول المرأة على حَقّها في امتلاك وظيفة أن يُسهِم في تنمية سوق العمل، وزيادة الإنتاجية، وما يرتبط بها من تحسين الاقتصاد المحلّي، والمساواة في الأجور بين المرأة والرجل تُسهِم في تعزيز الرفاهية المالية للمرأة، والتي ترتبط برفاهية أسرتها من جهة، والمجتمع كلِّه من جهة أخرى، أمّا مشاريع العمل النسائية، فتزيد الحاجة إلى الأيدي العاملة، ومن ثَمَّ الإسهام في تقليل البطالة والفقر.
يُعَدّ العنف ضدّ المرأة من أنواع العُنف القائمة على النوع الاجتماعيّ، ويترتَّب عليه إلحاق الضرر الجسديّ أو النفسيّ بالمرأة، ويشمل ارتكاب مثل هذه الأفعال، أو التهديد بها، أو الإكراه عليها، أو الحرمان القهريّ من الحُرِّية بأشكالها كافَّة.
وتهتمّ القوانين والتشريعات الداعمة لحقوق المرأة بالقضاء على العنف المُوجَّه ضِدَّها؛ عبر تجريمه، والعقاب عليه، وهو ما يضمن حياة آمِنة للنّساء؛ سواء في المنزل، أو في المراكز التعليمية، أو في العمل، ومن ثَمَّ إشاعة أجواء أكثر أماناً في المجتمعات، ومُعدَّلات أقلّ من الجرائم، والمرأة بحصولها على حُقوقها كافَّة تُصبح أقوى في الدفاع عن نفسها، والمُطالَبة بحقوقها في الأمان والحماية.
وختاماً، أكَّدَت قوانين دولة الإمارات على حقوق المرأة؛ كحَقِّها في التعليم، وشَغل المناصب العُليا، والوظائف، مثل الوظائف الحكومية، وفي المجالات والقطاعات كافَّة، إلى جانب حقِّها في الحصول على المساعدات والامتيازات الصحِّية والاجتماعية، وكانت الدولة قد شرَّعت السياسات اللازمة؛ لضمان تطبيق هذه القوانين، وأنشأت مُبادَرات وبرامج عِدَّة؛ لحماية المرأة، وتعزيز المساواة بين الجنسَين في الأجور، والرواتب، وفي الحقوق الأخرى كلِّها.
المراجع
[1] politicalyouthnetwork.org, WOMEN’S RIGHTS: Why are women’s rights important?
[2] medicamondiale.org, Women’s rights are human rights!
[3] undp.org, Why it is important for women to be equal in society
[4] globalvolunteers.org, The Global Role of Women – Caregivers, Conscience, Farmers, Educators and Entrepreneurs
[5] worldvision.com.au, Understanding Women’s Empowerment