جار التحميل...
ومن مهارات الذكاء الاجتماعي: مهارة الطلاقة اللفظية التي تُمكِّن الفرد من التواصل بسلاسة وبفاعليَّة مع الآخرين، ومهارة الطلاقة غير اللفظية؛ أي استخدام لغة الجسد استخداماً مناسباً، ومهارة الاستماع النَّشِط، ومهارة فهم مشاعر الآخرين، والقدرة على التصرُّف بما يتناسب مع الأدوار الاجتماعية المختلفة.
ويُساعد امتلاك الذكاء الاجتماعي على التصرُّف بحكمة في العديد من المواقف الاجتماعية؛ سواء أكانت في بيئة العمل، أم في العلاقات الشخصيَّة، وتكمن أهمّية الذكاء الاجتماعي في ما يأتي:
يزيد تمتُّع الشخص بالذكاء الاجتماعي قدرته على بناء علاقات صِحِّيَّة وهادفة، والحفاظ على العلاقات الحالية؛ إذ يُمكِّنه من التواصل بفاعليَّة مع الآخرين، وفهمهم فهماً سليماً؛ وغالباً ما يعود ذلك إلى قدرته على التعاطف، وفهم أفكار الآخرين، وعواطفهم، ووجهات نظرهم المختلفة، وهي من السِّمات المُميِّزة للأشخاص الأذكياء اجتماعياً.
غالباً ما يتمتَّع الأذكياء اجتماعياً بالقدرة على التكيُّف مع التغيُّرات في البيئة الاجتماعية، والتفاعل معها تفاعُلاً مناسباً؛ كالتغيُّرات في ثقافة العمل، أو اختلاف طرق التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
ويتطلَّب التكيُّف مع التغيُّرات الاجتماعية مجموعة من المهارات التي ترتبط بالذكاء الاجتماعي، مثل: فهم مشاعر الآخرين وتوقُّعاتهم في السياقات الاجتماعية المختلفة، والقدرة على التعبير عن النفس، وتعديل أساليب التفاعل والتواصل؛ تبعاً للظروف الجديدة.
يميل الشخص الذكي اجتماعياً إلى أن يكون أكثر تفاؤلاً وإيجابية؛ فامتلاكه القدرة على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين يُعزِّز قدرته على التواصل الإيجابي، وإدارة الضغوط والتوتُّر، وبناء علاقات إيجابية، وهذا ما يؤدّي إلى تمتُّع الأشخاص الأذكياء اجتماعياً عادةً بصحّة نفسية أفضل، ويُشعرهم بالرضا عن حياتهم بصورة عامَّة.
يتميَّز الشخص الذكي اجتماعياً بالكفاءة الذاتية، وتُشير هذه الخاصِّيّة إلى تمكُّنه من تقييم قدراته عند أداء مَهامّ مُعيَّنة، وهو يمتلك أيضاً ثقة قوية بقدرته على تَولّي الأدوار الاجتماعية المختلفة، والتكيُّف مع البيئة المُحيطة؛ ممّا يزيد ثقته بنفسه، ويُقلِّل مستوى التوتُّر والقلق بشأن التفاعل مع الآخرين.
يمتلك الشخص الذكي اجتماعياً القدرة على تقييم مهاراته وإنجازاته الشخصيّة والمهنيَّة؛ ممّا يسمح له بمعرفة أدائه الحقيقي، واكتشاف نقاط قوّته وضعفه؛ بهدف تطويرها وتقويتها باستمرار، ومن ثَمَّ تحقيق الأهداف المَرجُوَّة.
يساعد الذكاء الاجتماعي الشخص على تحسين أدائه في بيئة العمل بأفضل صورة مُمكِنة؛ ممّا يُعزِّز فرص نجاحه مهنياً؛ لامتلاكه القدرة على التكيُّف بسرعة مع ظروف العمل، وإدارة عواطفه جيِّداً؛ فهو لا يسمح بأن تُؤثِّر عواطفه الشخصيّة في العمل.
ولدى الشخص الذكي اجتماعياً أيضاً القدرة على فهم الآخرين، وبناء علاقات مُثمِرة في العمل، والقدرة على العمل الجماعي، إلى جانب أنّه يمتلك عادةً العديد من المهارات التي تساعده في زيادة الإنتاجية، مثل: التنظيم الذاتي، وإدارة الوقت.
يساعد الذكاء الاجتماعي على تطوير المهارات القيادية في البيئات المختلفة؛ ففي الحياة المهنية مثلاً، يمكن للشخص الذكي اجتماعياً توزيع المَهامّ، وإدارة الفِرَق، وتحفيز الموظفين؛ لتحقيق أهداف العمل، بالإضافة إلى أنّ فهمه الشخصيات المختلفة يساعده في تحديد مهارات مَن حوله، ومدى مناسبتهم للعمل.
للذكاء الاجتماعي أهمية كبيرة في حَلّ النزاعات؛ سواء في الحياة الشخصية، أو في بيئة العمل؛ إذ يُظهر الشخص الذكي اجتماعياً القدرة على التوصُّل إلى حلول دبلوماسية تُرضي الأطراف جميعهم؛ لحلّ النزاعات بينهم؛ نتيجة فهمه العميق لمشاعرهم، واستيعابه آراءهم المختلفة.
يسهم الذكاء الاجتماعي في تحسين القدرة على التعامل مع الأشخاص مهما اختلفت ثقافاتهم؛ كالتعامل مع العملاء الأجانب في العمل، أو التعرُّف إلى أصدقاء جُدد من مختلف الجنسيّات؛ من خلال قدرته على التعرُّف إلى وجهات النظر المختلفة، وفهم الثقافات فهماً أفضل؛ ممّا يُؤدّي إلى المزيد من التعاون بين الأشخاص من الخلفيات المختلفة ثقافياً.
وختاماً، يظهر الذكاء الاجتماعي بوصفه عنصراً أساسيّاً في النجاح الشخصي والمهني؛ إذ يُمكِّن الفرد من فهم العلاقات الاجتماعية وإدارتها، وتحسين مهارات التواصل، وتعزيز التعاطف، وإدارة العواطف، والقدرة على التكيُّف مع الظروف والتحدّيات المختلفة.
المراجع
[1] indeed.com, Why Is Social Intelligence Important in the Workplace?
[2] iliyanastareva.com, Navigating Success: The Power of Social Intelligence in Life & Business
[3] intelligentchange.com, What Is Social Intelligence and Why Should I Develop It?
[4] unacademy.com, Social Intelligence
[5] ileadexploration.org, THE IMPORTANCE OF SOCIAL INTELLIGENCE