جار التحميل...
ويظهر تأثير البيئة الصفية الإيجابية أيضاً في شُعور المُعلِّمين بالدافع والرضا الوظيفي؛ ممّا يدفعهم إلى بَذل المزيد من الجُهد؛ لتطوير مهاراتهم، وتنويع أساليبهم التدريسيَّة؛ إذ تُمكِّنهم من تطبيق أساليب تدريس مُبتكَرة تُلبّي احتياجات الطلاب جميعهم، وتضمن مشاركتهم الفعّالة في العملية التعليمية.
وفي ما يأتي توضيح كيفية تأثير البيئة الصفية بعناصرها المختلفة في التحصيل الدراسي للطلّاب:
تُسهم الأجواء الصفّية الملائمة في إيجاد بيئة تعليمية مُحفِّزة يشعر فيها الطلّاب بالراحة والأمان؛ ممّا يدفعهم إلى المشاركة الفعالة في الحوار، والتعاون مع زملائهم، ويزيد تركيزهم وحماسهم للتعلُّم، وهذه الأجواء الإيجابية في الغرفة الصفية تزيد التحصيل الدراسي، وتُنمّي مهارات الطلّاب أيضاً.
ويُعَدّ اختيار الأثاث وتنظيمه تنظيماً مناسباً في الفصل الدراسي من أبرز العوامل التي تُسهِم في خلق بيئة تعليمية مُريحة؛ إذ يُسهِم في تعزيز تركيز الطلاب على المعلومات المُقدَّمة؛ ممّا يُؤدّي إلى تحسين أدائهم الأكاديمي.
وعلى سبيل المثال، يمكن تعزيز التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب عبر تنظيم المقاعد بطريقة تُشجِّعهم على التفاعل، كما أنَّ للألوان المستخدمة في الغرفة الصفّية دور كبير يؤثَّر في نفسيات الطلاب وسلوكاتهم؛ لذا، ينبغي اختيار الألوان بعناية؛ لخلق بيئة تعليمية إيجابية.
وتُعَدّ الإضاءة الطبيعية أيضاً عنصراً أساسياً في إيجاد بيئة تعليمية مُحفِّزة؛ إذ تُسهِم في تحسين الحالة المزاجية للطلّاب، وتقليل شعورهم بالتعب والإرهاق؛ ممّا يزيد تركيزهم وانتباههم للمعلومات المُقدَّمة؛ لذا، ينبغي الحرص على توفير أكبر قدر من الضوء الطبيعي في الفصول الدراسية؛ بوضع المقاعد قُرب النوافذ، واختيار الغُرَف التي تتلقّى ضوء الشمس مباشرة.
أمّا الضوضاء الزائدة، فتُؤدّي إلى تشتُّت انتباه الطلّاب، وتُؤثِّر سلباً في قدرتهم على الاستيعاب والفهم؛ لذا، لا بُدّ من توفير بيئة هادئة وخالية من المُشتِّتات؛ كإيقاف تشغيل الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى، ويمكن استخدام أنواع مُعيَّنة من الأرضيات التي تتميَّز بقدرتها على امتصاص الأصوات العالية.
بالإضافة إلى أنّ لدرجة حرارة الغرفة الصفّية دوراً حيوياً في خلق بيئة تعليمية مريحة؛ إذ تُعَدّ درجات الحرارة المعتدلة الأفضل لتعزيز التركيز والانتباه لدى الطلاب.
لا تقتصر البيئة التعليمية على العناصر المادِّية فقط، بل تشمل أيضاً العلاقات الاجتماعية التي يبنيها الطالب مع زملائه ومُعلِّميه؛ إذ تؤدّي هذه العلاقات دوراً حيوياً في الشُّعور بالأمان، والانتماء، والاحترام المتبادل؛ ممّا يُشجِّع الطلاب على المشاركة الفاعلة في عملية التعلُّم، ويدفعهم إلى بذل المزيد من الجُهد وتحمُّل المسؤولية، ويُقلِّل السلوكات التي تُعيق عملية التعلُّم، مثل: التنمُّر، والعُدوانية، ومن ثَمَّ تحسين الأداء الأكاديمي.
ويمكن أن يُسهِم المُعلِّمون في توفير الدعم النفسي اللازم، وتقليل الضغوط التي يُواجهها الطلاب؛ ممّا يُعزِّز ثقتهم بأنفسهم، ويُحسِّن أداءهم الدراسي؛ فتوفير بيئة مدرسية داعمة ومُهتَمّة بالجانب النفسي للطلاب يُسهِم في إيجاد جَوّ من الأمان والطمأنينة؛ ممّا يساعد الطلاب في التغلُّب على الصعوبات التي يواجهونها، وتحقيق نتائج أفضل.
وختاماً، من شأن فهم المُعلِّمين والإداريين وإدراكهم العلاقةَ بين البيئة الصفّية وأداء الطلاب أن يُمكِّنهم من اتِّخاذ قرارات مدروسة لإجراء التعديلات اللازمة؛ لتحسين بيئات التعلُّم؛ فمثلاً، يمكن الاهتمام بتوفير بيئة مُحفِّزة على الابتكار، والتفكير النقدي، وتنظيم الأنشطة الخارجية (الرحلات التعليمية والفعاليات الاجتماعية) التي تربط بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.
المراجع
[1] eric.ed.gov, Effect of Classroom Learning Environment on Students' Academic Achievement in Mathematics at Secondary Level
[2] scirp.org, School Physical Environment and Student Academic Performance
[3] learningliftoff.com, How a School’s Learning Environment Affects Student Achievement