جار التحميل...
ورغم استخدام "البيئة الصفّية" في أحيان كثيرة بالتبادل مع "البيئة التعليمية (Learning Environments)" بوصفهما مصطلحَين يحملان المعنى نفسه، فإنّ هناك بعض الاختلافات بينهما؛ إذ تُعَدّ البيئة الصفِّية جزءاً من البيئة التعليمية.
ويُشير مفهوم البيئة التعليمية إلى العوامل التي تؤثِّر في جودة التعليم تأثيراً واسعاً، مثل: البيئة الصفِّية المادِّية، إلى جانب التفاعل الاجتماعيّ بين المُعلِّم والطلّاب، وكفاءة المُعلِّمين، وجودة المنهج، وغيرها.
وتنبع أهمِّية دراسة البيئة الصفِّية من أنّ الفصل الدراسيّ يُمثِّل المكان الذي يقضي فيه الطالب جزءاً كبيراً من يومه بما يُؤثِّر في عاداته الدراسيَّة، فضلًا عن أنّ البيئة الصفِّية الداعمة والآمِنة والتي يشعر فيها الطالب بالانتماء يُمكن أن تُعزِّز اهتمامه بالتعلُّم، وتُساعده في تحقيق إنجازات أكاديمية أفضل، إلى جانب تعزيز احترامه لذاته، وتحسين سلوكاته داخل الصفّ وخارجه، وتعزيز مهاراته الاجتماعية والحياتية؛ كمهارات التواصل والقيادة.
ولتحقيق أكبر استفادة ممكنة من البيئة الصفِّية على النحو المُشار إليه، يجدر التنويه إلى عناصر البيئة الصفِّية، ومراعاتها، وهي:
تُؤثِّر جودة الإضاءة في مدى تركيز الطالب في الفصل الدراسيّ، والإضاءة الجيّدة هي التي تمنح إنارة ورؤية جيِّدتَين دون أن تُزعِج العين بسبب شِدَّتها، أو لونها، أو تغيُّر سطوعها من وقت إلى آخر.
ولا بُدّ من الإشارة إلى أنّ الضوء الصادر عن الشمس هو الأفضل؛ لذا، لا بُدّ من اختيار الفصول التي تضمّ نوافذ جيِّدة تُسهِم في إدخال أكبر قدر من الإضاءة الطبيعية، ويُمكن التبديل بين النوعَين؛ الإضاءة الاصطناعية، والإضاءة الطبيعية، حسب الحاجة.
ويجدر التنويه هنا إلى أهمِّية استخدام الستائر؛ للتحكُّم في كمّية أشعَّة الشمس المُراد الحصول عليها بما لا يُسبِّب التوهُّج على السبّورة مثلاً، أو عند الحاجة إلى تعتيم الغرفة؛ بهدف عرض مقطع أو فيلم تعليميّ.
يُمكن لدرجات الحرارة العالية أو المنخفضة أن تُشتِّت انتباه الطلّاب، وتُعيق تركيزهم؛ لشعورهم بالحَرّ الشديد، أو بالبرد؛ لذا، تُعَدّ درجة الحرارة من العناصر الأساسية في البيئة الصفِّية، ولا بُدّ من الحفاظ عليها ثابتة على مدار العام؛ باستخدام أجهزة التكييف والتبريد المناسبة.
تُسبِّب الأصوات المزعجة القادمة من داخل الفصل الدراسيّ أو خارجه تشتيتاً للتركيز، وهنا تكمُن أهمية استخدام أبواب ونوافذ مناسبة تعزل قدراً جيِّداً من الضوضاء القادمة من الخارج، بينما يؤدّي السجّاد دوراً أساسيّاً في امتصاص الأصوات العشوائية من الداخل؛ كتقليل الضوضاء أثناء تحريك الطلّاب مقاعدهم، ويشتمل الصوت في هذا السِّياق على نبرة صوت المُعلِّم أيضاً، بحيث تكون مسموعة وواضحة وغير مُزعجة في الوقت نفسه.
تُصمَّم الفصول الدراسية وفق أنماط مُحدَّدة تُساعد على عَرض الأنشطة وأساليب التعلُّم المختلفة بالطريقة الأمثل؛ كأن تُقسَّم بما يُراعي النشاطات الفردية التي تتطلَّب الهدوء، والنشاطات الأخرى الجماعية القائمة على التعاون، ومنطقة ثالثة للاستراحة واستعادة التركيز والانتباه.
ويمكن أن تُقسَّم أيضاً لتضمّ مساحات مُجهَّزة للقراءة، وأخرى لاستخدام التكنولوجيا مثلاً، ويضمن تصميم الصفّ اعتماد الأثاث سهل الحركة، مثل الأثاث ذي العجلات؛ لضمان التحرُّك بحُرِّية وسلاسة في الفصل الدراسيّ.
وعلاوةً على ذلك، يُعَدّ الجلوس المُريح مطلوباً؛ للمساعدة على التركيز في الفصل الدراسيّ، وفي المقابل، يمكن للجلوس الساكن فترات طويلة أن يُنهِك الطالب، أو يُشعِره بالملل، أو التشتُّت؛ لذا، تُعَدّ مراعاة اختيار المقاعد، أو المكاتب، أو غيرها، عنصراً أساسيّاً من عناصر البيئة الصفِّية؛ كاعتماد خيارات الجلوس المَرِنة والناعمة، أو تلك القابلة للحركة الطبيعية والتي تسمح بتغيير الوضعيات بسلاسة.
تتمثَّل أهمية الأدوات -بوصفها من عناصر البيئة الصفِّية- بتعزيز الإبداع عند الطالب؛ فمثلاً، تُسهِم الجدران التي يُمكن استخدامها للكتابة في تشجيع الطلّاب على تبادل الأفكار وتطويرها؛ باكتشاف طرق تفكير جديدة ومُبتكَرة، واستخدام مجموعات البناء للطلّاب الأصغر سنّاً يُمكن أن تُعزِّز لديهم مهارة حلّ المشكلات، ومن الأدوات الأخرى المُهمِّة: المَجاهر التي تضمن التعلُّم بالمُشاهدة، والتجربة.
وتُمكِّن أجهزة الحاسوب، والأجهزة اللوحية، والهواتف الذكيّة، وغيرها من المُعدّات التكنولوجيّة، الطالبَ من الوصول الفوريّ إلى المعلومات، والتعرُّف إلى التطبيقات التي تُعزِّز عمليَّة التعلُّم، فضلًا عن استخدام هذه الأدوات في سياق التعلُّم التفاعليّ الذي يعتمد على دمج التكنولوجيا بالفصل الدراسيّ.
المراجع
[1] knilt.arcc.albany.edu, What is a classroom Environment
[2] classroomdirect.co.uk, How The Classroom Environment Can Help Improve Behavior
[3] envisionexperience.com, Reimagining the Classroom for 21st-Century Learning
[4] hertzfurniture.com, Classroom Environment: Proper Lighting, Temperature & Acoustics
[5] wgu.edu, 3 Types of Learning Environments