جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
لمجتمع متكاتف

أهمية دمج ذوي الإعاقة في المجتمع

13 ديسمبر 2024 / 1:55 AM
أهمية دمج ذوي الإعاقة في المجتمع
download-img
يُشير مفهوم دمج ذوي الإعاقة إلى تمكينهم من الوصول إلى الخدمات والفرص المجتمعية كافَّة على قدم المساواة مع أفراد المجتمع كافَّة، والمشاركة الكاملة في جوانب الحياة وفي الأنشطة اليومية كلِّها، والحضور الكامل في الأماكن التي يُمكن لبقيَّة الأفراد غير ذوي الإعاقة التواجد فيها.

ويتضمَّن المفهوم الاعتراف بكفاءاتهم وقدراتهم ومهاراتهم، مع التنويه إلى أنّ مصطلح ذوي الإعاقة يشمل أيّ إعاقة جسدية، أو عقلية، أو فكرية، تحول دون قدرة الفرد على المشاركة في أنشطة مُعيَّنة، أو التفاعل مع العالم المحيط به، أو تحُدّ منها.


وتنعكس أهمّية دمج ذوي الإعاقة على المستويَين؛ الفرديّ (ما يتعلَّق بالشخص ذي الإعاقة)، والمجتمعيّ (ما يتعلّق بالمجتمع كلّه)، وذلك على النحو الآتي:

إشاعة قِيَم القبول والرحمة

التواجد والتفاعل مع أشخاص يُعانون من الإعاقة بأنواعها المختلفة -وفقاً لما يسعى إليه مفهوم الدمج- يساعد على التعرُّف إلى الصراعات والتحدِّيات التي يواجهونها عن قُرب، وهو ما يساعد على قَبولهم في المجتمع، وفهمهم فهماً أفضل، ويُعزِّز مشاعر التعاطف والرحمة تجاههم، فضلاً عن أنّ برامج دمج ذوي الإعاقة تُركِّز في جزء أساسيّ منها على تثقيف الأفراد من الفئات كافَّة في ما يتعلق بأنواع الإعاقات، وطرق التعامل معهم باحترام وودّ وتسامح.


وجدير بالذكر أنّ انتشار مثل هذه القِيَم الأخلاقية يُقلِّل الإساءة التي يُمكن أن يتعرَّض لها الأشخاص ذوو الإعاقة، والمُتمثِّلة عادةً باستغلالهم لارتكاب جرائم؛ كالاحتيال.

إثراء المجتمع بوجهات نظر ومساهمات جديدة

من شأن منح الأشخاص ذوي الإعاقة الاحترامَ والاعترافَ بكفاءتهم أن يُنمّي لديهم مشاعر الثقة بالنفس والانتماء، ويُعزِّز قدرتهم على السعي والاجتهاد؛ لوضع الأهداف، وتحقيقها، والمساهمة في نُمُوّ المجتمع وازدهاره، إلى جانب أنّ الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون كغيرهم من الأفراد مواهب وقدرات ووجهات نظر وأفكار فريدة وخاصَّة؛ ممّا يعني أنّ إشراكهم في المجتمع يُساعد على الاستفادة منها على النحو الأمثل.


ومن جهة أخرى، يمتلك بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة مميّزات خاصَّة تفوق تلك التي يمتلكها الشخص العاديّ، مثل بعض مُصابي التوحُّد الذين يتميّزون بمواهب خاصَّة؛ كالدِّقَّة في مجالات مُعيَّنة؛ طبِّية، أو صناعية، أو غيرها، وبهذا يُمكن الاستفادة من مساهماتهم وابتكاراتهم في هذه المجالات تحديداً.

تعزيز استقلالية ذوي الإعاقة

يُسهم دمج ذوي الإعاقة بالمجتمع في تعزيز استقلاليّتهم، وتسهيل وصولهم ومشاركتهم في مختلف الأنشطة والخدمات المجتمعية؛ عبر الاستعانة بمجموعة من التقنيات ذات الصِّلة، مثل: استخدام الأراجيح المُخصَّصة لذوي الإعاقة في المُنتزَهات وأماكن لَعِب الأطفال، وتضمين لغة الإشارة للأفراد الصُمّ في المسارح المحلّية، وغيرها من الأفكار.

تعزيز المساواة بين أفراد المجتمع

يُعَدّ دمج ذوي الإعاقة وما يتضمَّنه من تمكين وصولهم إلى الخدمات والفرص المجتمعية كافَّة تطبيقاً فعليّاً لمبدأ المساواة بين أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم دون تمييز، ويترتَّب على تطبيق هذا المبدأ معرفة ذوي الإعاقة بحقوقهم، وبالطرق القانونية التي يُمكن أن يتِّبعوها للحصول عليها، بما فيها حقَّهم بالمشاركة في صُنع القرار -على سبيل المثال-.

تعزيز الاقتصاد المحليّ

من شأن إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في مجال التوظيف والأعمال أن يُنمّي شعوراً كبيراً لديهم بالولاء والإخلاص للمُنظَّمة التي يعملون لصالحها، فيميلون للبقاء والاستقرار في وظائفهم، والمساهمة في تعزيز الإنتاج فيها كلٌّ حسب دوره.


والمستهلك -في بعض الأحيان- يُفضِّل الحصول على خدمة من أشخاص يُشبهونه أو يمتلكون مزاياه وصفاته ذاتها، ولأنّ المجتمعات تضمّ أعداداً جيّدة من الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي تُشكِّل نسبة لا بأس بها من حِصَّة السوق، فإنّ مشاركتهم في العمل بوصفهم مُوظَّفين من شأنها جذب المزيد من المُستهلِكين والمُنفِقين من ذوي الإعاقة، وغيرهم أيضاً، ومن ثَمَّ تحسين الاقتصاد.

تعزيز صِحَّة الأشخاص ذوي الإعاقة

تُسهِم عملية دمج ذوي الإعاقة في تمكينهم من الوصول إلى الخدمات الطبّية اللازمة، وضمان استفادتهم من برامج التعليم والإرشاد المختلفة التي تُعزّز بدورها النشاط البدنيّ، والتغذية الصحِّية، وتُقلِّل العادات الضارَّة؛ كالتدخين، وغيره.


وتضمن خضوعهم لتقييمات وفحوصات دورية، مثل: مُعدّلات ضغط الدم، والكوليسترول، وفحوصات الكشف عن أمراض السكّري، والسرطان، وأمراض القلب، وغيرها؛ إذ يُعَدّ البالغون من ذوي الإعاقة أكثر عُرضة للإصابة ببعض الأمراض المزمنة؛ كمرض السكّري، أو أمراض القلب، أو السكتة الدماغية؛ لقِلّة نشاطهم البدنيّ عادةً.


ويهدف هذا جميعه إلى تعزيز الرفاهية الصحِّية بما يُتيح لذوي الإعاقة العيش بأمن وسلامة، وتعزيز قدرتهم على تنمية المجتمع في الوقت نفسه.


وختاماً، تحرص دولة الإمارات على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمعات، وتمكينهم من عيش حياة كريمة ومُستقِلَّة على قدم المساواة مع بقيّة أفراد الشعب؛ عبر ضمان وصولهم إلى التعليم، والعمل، والرعاية الصحِّية، والسكَن، والتنقُّل، وفي هذا السِّياق، أطلقت الدولة العديد من المبادرات والسياسات الداعمة، ومنها: السياسة الوطنية لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، والتي أُطلِقت عام 2017، تحت إدارة وزارة تنمية المجتمع وتنظيمها.   

 

 المراجع


[1] udservices.org, The Importance of Community Integration for People with Disabilities
[2] outreach-international.org, Disability Inclusion in Community-Led Development
[3] alsoweb.org, The Positive Impact of People with Disabilities on Communities
[4] cdc.gov, Disability Inclusion
[5] enableme.ke, 10 Reasons Why We Need to Empower Persons with Disabilities

 
December 13, 2024 / 1:55 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.