أهمية توحيد الوالدين لأسلوب تربية الأبناء

وفي ما يأتي توضيح أهمّية توحيد أسلوب الوالدين في تربية الأبناء، وتأثير ذلك في نُمُوّ الأطفال: 

تعزيز الاستقرار النفسي للطفل

يساعد توحيد الوالدين لأسلوب التربية في خلق بيئة أسرية تربوية مستقرة نفسياً للطفل؛ فعندما يُربّى الطفل باستراتيجيات وطرق متناسقة لا تحمل أيّ نوع من التناقض والاختلاف، فإنّه يشعر بالأمان والاستقرار؛ ممّا يُعزّز نُمُوّه العاطفي السليم، ويُحسِّن قدرته على مواجهة المشكلات في مراحل حياته المختلفة بثقة وثبات. 

أمّا الاختلاف في أساليب التربية؛ كاتِّباع الأب أسلوب تربية مُتسلِّط، بينما تتَّبع الأمّ أسلوباً أكثر تسامُحاً، فإنّه يُشعر الطفل بالتشتُّت والضياع، ويجعله غير قادر على التفريق بين السلوكات الصحيحة والمقبولة، والسلوكات الخاطئة أو غير المقبولة، وهذا بدوره يزيد شُعوره بالقلق والارتباك في المواقف الحياتية اليومية المختلفة.

زيادة ثقة الطفل بنفسه وتعزيز مهاراته الاجتماعية

يسهم وضوح القواعد والمبادئ والاستراتيجيات التربوية للوالدين وثباتها في إكساب الطفل شُعوراً بقدرته على الاعتماد على نفسه، واتِّخاذ قراراته الشخصية بثقة، والتعبير عن نفسه بوضوح دون ارتباك أو تردُّد أو خوف من العواقب المُتبايِنة؛ ممّا يُنشئ طفلاً يتمتَّع بثقة عالية بنفسه، وهذا يُعزّز أيضاً مهاراته الاجتماعية، ويقوّي قدرته على التفاعل مع الآخرين، وتكوين علاقات صِحِّية معهم. 

تقليل المشكلات السلوكية لدى الطفل وتعزيز الانضباط الذاتي

تكمُن أهمية توحيد الوالِدَين أسلوب تربية الأبناء أيضاً في تقليل المشكلات السلوكية لديهم، وتشجيعهم على الانضباط والالتزام بالقواعد والتوجيهات من تلقاء أنفسهم؛ لأنّ التعامل مع قواعد ومبادئ ثابتة عند كلا الوالدين يجعل الحدود أكثر وضوحاً للأطفال، ويُسهِّل عليهم الالتزام بها.

وفي المقابل يؤدّي الاختلاف والتناقض في أساليب التربية إلى ظهور تأثيرات ونتائج سلبية في سلوك الطفل، مثل: التمرُّد، ومحاولة استغلال نقطة الاختلاف والتناقض؛ لتحقيق أهدافه الخاصّة. 

تحسين الأداء الأكاديمي والمهارات الحياتية

عندما يحصل الطفل على التشجيع الكافي والدعم المشترك بأسلوب تربوي مُوحَّد من كلا الوالِدَين، يصبح أكثر مَيلاً إلى تحقيق النجاح الأكاديمي والتفوُّق، ويتعلَّم كيفية أداء المَهامّ المُتنوِّعة، وتنظيمها بتركيز وانضباط أكبر؛ ممّا يُسهم عموماً في تحسين أدائه الأكاديمي، وتطوير مهاراته الحياتية المختلفة.

وختاماً، لا يُعَدّ تبنّي الوالدين أسلوباً مُوحَّداً في تربية أبنائهم مُجرَّد اتِّفاق مشترك على القواعد أو التعليمات، وإنَّما هو تجسيد للعمل الجماعي بينهما؛ لتربية الأبناء تربية حَسَنة، وهو يُشكِّل أنموذجاً إيجابيّاً للأطفال في التعاون والعمل ضمن فريق؛ ممّا يُؤثّر إيجاباً في مهاراتهم الشخصية والاجتماعية على المدى القريب والبعيد.

المراجع
[1] brparents.com, The Importance of Parental Unity and Teamwork
[2] raisingchildren.net.au, Raising children as a team: why it’s important
[3] verywellmind.com, Why Parenting Styles Matter When Raising Children
[4] magnifymind.com, The Big Impact: The Influence of Parenting Styles on Child Behavior
[5] ablog.heartmanity.com, Are Different Parenting Styles Ruining Your Marriage? Here's What to Do!