جار التحميل...
وتُوفِّر الصداقات الدَّعمَ العاطفي المُهِمّ في المرحلة الدراسية، وتزيد الشعور بالسعادة؛ نتيجة الانفتاح على الآخرين، وتُعزِّز القدرة على مواجهة التحدِّيات الحياتية المختلفة.
وعلى الرغم من أنّ بعض الطلّاب يجدون تحدِّيات في تكوين الصداقات؛ نتيجة عوامل مختلفة، مثل: الخجل المُفرِط، أو الشخصية الانطوائية، أو قلَّة المهارات الاجتماعية، فإنَّ بإمكانهم اكتساب المهارات الاجتماعية اللازمة، وبناء علاقات إيجابية؛ باتِّباع بعض الاستراتيجيات؛ سواء في المرحلة الدراسية المُبكِّرة، أو المُتقدِّمة.
يمكن للأطفال الأكبر سِنّاً تكوين صداقات قوية في المدرسة؛ باتِّباع الاستراتيجيات الآتية:
لتكوين صداقات جديدة، ينبغي الخروج من منطقة الراحة، والبدء بالتفاعل مع الآخرين، ويمكن التدرُّب على ذلك؛ عبر البدء بمُحادثات بسيطة مع الأشخاص المُحيطين الذين يكون اللقاء بهم يومياً، مثل: الباعة، أو الجيران؛ ممّا يُسهِم في اكتساب الثقة اللازمة لبَدء محادثات أطول وأعمق.
ويمكن بدء المحادثة مع الآخرين أيضاً لتعزيز فُرَص التفاعل معهم؛ بطَرح أسئلة حول الاهتمامات المشتركة، أو طلب النصيحة حول أمر ما.
ويُنصَح أيضاً بالمشاركة في مُحادَثات جماعية مع زملاء الدراسة؛ ممّا يُقلِّل الضغط، ويمنح المزيد من الفُرَص للتعرُّف إليهم، ومن المُهِمّ أيضاً التركيز على المشاركة في المحادثة، والاستفادة منها في تطوير المهارات، وإدراك أنّ الحديث إلى أحد زملاء الدراسة قد لا يتحوَّل بالضرورة إلى صداقة عميقة.
وعلى الرغم من أنّ تجاوز الخجل وبدء الحديث إلى الآخرين قد يراه بعض الأشخاص صعباً في البداية، فإنّه يُعَدّ خُطوة مُهِمَّة لبناء علاقات اجتماعية قوية.
لا تُعَدّ المشاركة في الأنشطة المدرسية مُجرَّد وسيلة لقضاء وقت ممتع، بل هي طريقة جيِّدة لتكوين الصداقات؛ فالانضمام إلى الفِرَق الرياضية، أو الأندية الطلّابية، أو المشاركة في الأعمال التطوُّعية، يُساعد الطالب على التعرُّف إلى طلّاب يُماثلونه في القِيَم والاهتمامات، ويُمثِّل له فرصة مناسبة لتطوير المهارات الاجتماعية، واكتساب ثقة أكبر بالنفس، ومن ثَمَّ بناء علاقات قوية.
ومن الشائع أيضاً إيجاد أصدقاء جُدد من دائرة الأصدقاء الحاليين؛ إذ يتشارك هؤلاء الأفراد الاهتمامات نفسها، أو يمتلكون شخصيات مُتوافِقة؛ لذا، قد يكون من المفيد توسيع شبكة الأصدقاء؛ عبر قضاء وقت أطول مع مجموعة أكبر من الأصدقاء.
ويمكن تحقيق ذلك أيضاً بالذهاب إلى المدرسة معاً، أو المشاركة في الأنشطة اللامنهجية؛ ممّا يُتيح فرصة التفاعل، وتكوين صداقات جديدة.
مهما كان السبب في صعوبة تكوين الصداقات بالنسبة إلى الأطفال الصغار، فإنّ دعم الوالدين يُعَدّ العامل الأكثر أهمّية؛ لمساعدته في التغلُّب على هذه الصعوبة، على النحو الآتي:
يُعَدّ التواصل المفتوح مع الطفل ومُعلِّميه المفتاح الذي يقود إلى حَلّ مشكلة العُزلة؛ فبالحديث إلى الطفل، يمكن فهم مشاعره وأفكاره حول فكرة تكوين الصداقات، ومعرفة ما إذا كان هناك أيّ سبب مُحدَّد يمنعه من ذلك، ويمكن التعاون مع مُعلِّميه؛ لوضع خُطَّة عمل مُشترَكة، مثل: اتِّباع أسلوب المجموعات في الفصل، أو تشجيعه على المشاركة في الأنشطة الصفِّية، أو استشارة المُرشِد الطلّابي -إن لَزِم الأمر-.
يمكن مساعدة الطفل على البدء؛ باتِّباع خُطوات بسيطة، مثل تشجيعه على تحيَّة الغرباء، مع التركيز على أهمّية وجود الوالِدَين بجانبه؛ ليشعرَ بالأمان والثقة، ويمكن الاستعانة أيضاً بقصص الأطفال؛ لمساعدته في إدراك مفاهيم الصداقة والتواصل بأسلوب مُمتِع ومفيد.
ولأنَّ الأطفال يتعلَّمون بالمُلاحظة والتقليد، فإنَّ على الوالِدَين أن يكونا قُدوة حَسَنة في التعامل الاجتماعي؛ عبر دعوة الأصدقاء إلى المنزل -مثلاً-، وإشراك الأطفال في هذه التجمُّعات.
لتعزيز المهارات الاجتماعية لدى الطفل، لا بُدّ من التركيز على تطوير قدراته في التواصل والتفاعل مع الآخرين يوميّاً؛ بمساعدته في تحديد اهتماماته، والبحث عن أطفال يشاركونه الاهتمامات ذاتها، وتشجيعه على تعلُّم لغة الجسد، والتعبير عن مشاعره تعبيراً مناسباً، بالإضافة إلى تدريبه على الاستماع إلى الآخرين، وتبادل الأدوار أثناء الحديث، وتعليمه المشاركة والتعاون، وأهمّية رفع الصوت أو خفضه، والتحكُّم في نبرته؛ تبعاً للبيئة المُحيطة.
المراجع
[1] verywellmind.com, I Have No Friends: Here's What to Do
[2] wikihow.com, How to Make New Friends at School
[3] bronsonhealth.com, Making Friends at School
[4] elc.co.uk, 5 Simple Tips to Help Children Make New Friends at School
[5] uopeople.edu, How To Step Out Of Your Shyness and Make New Friends at School