جار التحميل...
والفصل الدراسيّ أيضاً مكان للتفاعل الاجتماعيّ بين الطلّاب وتبادل الأفكار، وهو المكان الذي يقضي فيه الطالب وقتاً طويلاً من يومه.
ويكمُن دور المدرسة، التي تتبنّى بيئة تعليمية متكاملة، وتُقدِّم خدمات وبرامج تساعد على بناء شخصية الطالب، في تعزيز قدرته على ما يأتي:
تُعَدّ الفصول الدراسية الصحِّية مكاناً آمِناً يُمكِن للطلّاب فيه التعلُّم عن طريق التجربة والخطأ؛ إذ يُساعدهم المُعلِّم الجيِّد على تجنُّب النظر إلى الفشل نظرة سلبية، أو رؤيته عيباً شخصيّاً يُؤثِّر سلباً في احترامهم لذواتهم، وثقتهم بأنفسهم، وإنَّما استغلاله للتعلُّم بوصفه فرصة للنُّمُوّ والتطوُّر، وخطوة نحو النجاح القادم.
وإدراك الأخطاء على هذا النحو يُساعد الطالب في تخطّي الخوف من الفشل، ومن ثَمَّ الإقدام دائماً على تجربة أشياء جديدة.
يضمّ الفصل الدراسيّ طلّاباً من الفئة العُمرية نفسها تقريباً، وتتطوَّر شخصيّاتهم في الوقت نفسه عادةً؛ لذا، فإنَّهم يتفاعلون معاً بفاعلية أكبر، ويُنمَّون شخصيّاتهم بصورة أفضل، مُقارنةً بالبيئات التي تضمّ فئات عُمرية مُتباعِدة؛ إذ يصعب فيها عادةً إنشاء روابط اجتماعية، أو صداقات قويَّة.
ويتعلَّم الطلّاب في المدرسة مهارات وقِيَماً اجتماعية وأخلاقية عديدة تُعزِّز قدراتهم في تكوين علاقات اجتماعية داخل المدرسة وخارجها، مثل: التواصل والاستماع الفعّال، والمرونة، والتفاعل مع العالَم الخارجيّ، والتمييز بين الصواب والخطأ، والتعاطف، والرحمة، والتسامح، والاحترام، والصدق، والامتنان، وغيرها، إضافةً إلى التخلُّص من الخجل، أو الخوف، أو الرُّهاب الاجتماعيّ.
وتعتمد المدرسة أنشطة عِدَّة تُسهِم في تعزيز مثل هذه المهارات والقِيَم، مثل التطوُّع؛ إذ تُوضِّح للطلّاب أوّلاً معناه، وفضائله، وأهمِّيته، ثمّ تُوفِّر الأماكن التي يُمكنهم تطبيقه فيها، مثل: المساعدة في مختبر الحاسوب، أو تعليم القراءة للطلّاب الأصغر سنّاً، أو تقديم الدَّعم للطلبة المُحتاجين؛ عبر المساهمة في جمع التبرُّعات، إلى جانب إنشاء أنشطة أخرى جماعية؛ كأنشطة المشي، أو ركوب الدرّاجات، أو أنشطة إعادة التدوير، وغيرها.
بالإضافة إلى مساهمة المدرسة في تكوين كلّ طالب شخصيَّته المُستقِلّة التي تتمتَّع بأفكارها، وتوجُّهاتها، وقدراتها الخاصَّة على إتمام المَهامّ، فإنَّها تُوفِّر في الوقت نفسه موارد عِدَّة يُمكن استخدامها -عند الحاجة- من قِبَل الجميع؛ سواء أكانت موارد مادِّية، مثل: مختبرات الحاسوب، والعلوم، واللوازم الفنِّية، أم موارد بشريّة مُمثَّلة بالمُعلِّمين، والمُرشِدين التربويين.
ومن ثَمَّ سيكون بمقدور الطالب اللجوء إلى أيٍّ منها؛ للحصول على المساعدة، وهذا يُعلِّمه بأنّ طلب المساعدة ليس أمراً سيِّئاً ولا مُحرِجاً، ولا يدلّ على الضعف، وإنَّما هو وسيلة جيِّدة لتحقيق الأهداف بالتعاون مع الآخرين.
ويُعَدّ طلب المساعدة فعّالاً أيضاً في الحَدّ من التوتُّر، أو الضغط النفسيّ، أو القلق الناتج عن عدم المعرفة، والذي يُمكن أن يُواجِهه الطالب في رحلته المدرسية، أو في مراحل لاحقة من حياته.
تُسهِم المدرسة في تعزيز ثقة الطلّاب بأنفسهم؛ بتركيزها على ما يمتلكونه من نقاط قوَّة وضعف، والعمل عليها بدلاً من إجراء المقارنات، إلى جانب الاحتفال بإنجازاتهم؛ عبر الإشادة بنجاحهم، وتكريمهم بوضع أسمائهم على لوحة الشَّرَف -مثلاً-، إلى جانب مساعدتهم في تطوير مهاراتهم؛ ممّا يُعزِّز احترامهم لذواتهم، ويزيد ثقتهم بقدراتهم.
وعلاوةً على ذلك، تمنح المدرسة الطلّاب فرصة تولّي أدوار قيادية؛ عبر إنشاء مشاريع، أو أنشطة طلّابية، تعتمد على جُهودهم في التخطيط، والتنظيم، والتنفيذ، إلى جانب المشاركة في الأنشطة التي تُعزّز الثقة، مثل: العروض التقديمية، والمناسبات المدرسية، والمسابقات.
تُساعد المدرسة الطلّاب في تحديد أهدافهم؛ عبر تحديد المُعلِّم الأهداف التي يُريد تحقيقها مع نهاية الدرس، أو تحديد الهدف من تعلُّم موضوع دراسيّ مُعيَّن -مثلاَ-، وتمكين الطالب في المقابل من تحديد أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها خلال اليوم الدراسيّ ضمن النَّسق ذاته.
فمثلاً، يمكن للطالب أن يُحدِّد أهدافاً، مثل: "سأحضر درساً في المسرح؛ لأتمكَّن من تنمية مهاراتي الفنِّية"، أو "سأتطوَّع للعمل في المكتبة المدرسية خلال فترة الاستراحة؛ لتحسين خدمة الوصول إلى الكتب المختلفة"، أو "سأكتب الملاحظات الخاصَّة بموضوع العلوم؛ لأُعزِّز فهمي له"، وغيرها.
ويُشار هنا إلى أنّ قدرة الطالب على تحديد الأهداف المدرسية يُمكِّنه من تحديد أهدافه الحياتية والشخصية؛ الآن، ومُستقبَلاً؛ بحيث تكون مُحدَّدة، وواضحة، ودقيقة، وقابلة للتطبيق والتقييم، وهو ما يُعزِّز فُرص نجاحه، ويُحقِّق طموحاته.
المراجع
[1] successbydesign.com, How to Build Character in School
[2] northcentralcollege.edu, How to Incorporate Character Development in the Classroom
[3] resilienteducator.com, 7 Tips for Building Character in Schools and Students
[4] vega.edu.in, Role of School Education in Character Building
[5] pbacademic.com, Role of A School in a Child’s Personality Development