جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
دور فعّال ومسؤول

دور الطالب في المدرسة وكيف يكون مفتاحاً للتغيير فيها

12 ديسمبر 2024 / 12:29 AM
دور الطالب في المدرسة وكيف يكون مفتاحاً للتغيير فيها
download-img
يؤدّي الطالب دوراً محوريّاً في المدرسة، بما يتجاوز حدود الكتب والفصول الدراسية، ليصبح قوّة مُؤثِّرة تُسهم في تحقيق التغيير الإيجابي؛ فعندما يتحلّى بروح المسؤولية، ويكون فاعلاً في مدرسته، سيكون مصدر إلهام وتحفيز لزملائه، وداعِماً لقِيَم التعاون والاحترام؛ ممّا يُحوِّل المدرسة إلى مجتمع يسوده التفاهم والإبداع.

وفي السطور الآتية، نُلقي الضوء على الأدوار التي يمكن للطالب الاضطلاع بها؛ ليكون مفتاحاً حقيقياً للتغيير في مدرسته، ويترك بصمةً مُميَّزةً تُلهم زملاءه والمُعلِّمين على حَدٍّ سواء.

تقديم العون والمساعدة للزملاء

تُعَدّ مشكلة التنمُّر من المشكلات الشائعة بين الطلبة في المدارس، وهي تترك آثاراً نفسية كبيرة؛ لذا، لا بُدّ من التصرُّف بشيء من الحزم؛ للحَدّ منها، والوقوف في وجه المُتنمِّر بشجاعة دون غضب وافتعال للمشكلات؛ فالهدف يكمُن في كَفّ الأذى عن الطلبة الأضعف؛ بتقليل المشاحنات، أمّا عند عدم الرغبة في التدخُّل مباشرة، فيمكن إخبار المعلم؛ لاتِّخاذ الإجراء المناسب بهدف حماية الطلبة من هذه الظاهرة.


وتتضمَّن مساعدة الزملاء الإصلاح بينهم عند الخصومة والشجار، فإذا صادف الطالب بعض الزملاء المُتنازِعين، فإنّ بإمكانه التدخُّل على الفور لحلّ المشكلة، والسماح لكلٍّ منهم بعَرض فكرته وتصوُّره للأمور، ويمكن أن يكون الطالب مفتاحاً للتغيير في مدرسته من خلال أبسط السلوكات والأفعال؛ فقد تكون ابتسامته وحدها كافية لنشر الإيجابية بين أقرانه، وخاصَّة في الأوقات العصيبة؛ كفترة الاختبارات التي يكثر فيها التعبير عن عدم الرضا.

تدريس الطالب غيرَه من الطلاب 

يمكن إحداث التغيير في الجانب الأكاديمي؛ بمساعدة الطالب زملاءه في الفصل إن كان مستواه أفضل منهم، أو تدريس الطلبة الأكبر سِنّاً مَن يصغرونهم من الطلبة في المدرسة؛ فرديّاً، أو جماعيّاً، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا الأسلوب مفيد للطرفَين؛ إذ يُعزِّز فهم الطالب الذي يُمثِّل دور المُعلِّم، وحصول الآخر على المعلومات النافعة بعيداً عن الأجواء الصفِّية والروتين المُعتاد.

المشاركة الفاعلة في الأنشطة الطلابية

تُعَدّ المشاركة الفاعلة في الأنشطة الطلابية من الطرق الجيِّدة التي تسهِم في جعل البيئة المدرسية أكثر حيوية، وتجعل الطالب قادراً على إحداث تغييرات ملموسة في مدرسته بعيداً عن المناهج الدراسية، ويمكن ربط هذه الأنشطة بالدروس بطريقة ما؛ كالمشاركة في النشاط الزراعي؛ لتطوير حديقة المدرسة، وزيادة جماليتها؛ بتقليم أغصان الأشجار، وإزالة الأعشاب الضارَّة، وزراعة أنواع مختلفة من الزهور، وغيرها.


أما الطلبة الذين يتمتَّعون بمواهب فنّية، فيمكنهم إظهارها؛ من خلال رسم الجداريات، وتحسين المظهر العامّ للمدرسة، وفي هذا الصدد، يُنصَح أوّلاً بإجراء تصويت، والإعلان عن الخيارات المُتاحة؛ بهدف إشراك الطلاب جميعهم في صُنع القرار، واختيار التصميم؛ تبعاً لتفضيلات الغالبية؛ كالتصويت بين رَسم جداريات لصُور طبيعية، أو صور تتضمَّن انعكاسات لأفكار تاريخية وثقافية مُحدَّدة.

ويمكن أن يشارك الطلبة أيضاً في الحملات المحلّية التي تهدف إلى حصول المدرسة على الدعم المادي أو المعنوي لأغراض الصيانة والتجديد؛ كتنظيم فعاليات تعليمية للمجتمع المحلّي، ويجدر التنويه إلى أنّ هذا النوع من المشاركات يُسهِم في تنمية مهارات الطالب؛ الشخصية، والقيادية.


ويمكن أن يترشَّح الطالب أيضاً لتولّي منصب مُهِمّ في مجلس الطلبة؛ الأمر الذي يسمح له باتِّباع خُطَط واضحة لخدمة البيئة المدرسية بفاعلية، والمطالبة بتحسين مرافقها بما يخدم الجميع، ويُلبّي طموحاتهم.


وتُسهِم المشاركة في الأنشطة الطلّابية، وتولّي مناصب قيادية ظاهرة، في جعل الطالب قدوة حَسَنة، ومِثالًا يُحتذَى به من قِبَل الطلبة الآخرين؛ فهو إن استطاع إثبات سلوكه الحَسَن في معاملة الآخرين، واحترام المُعلِّمين، والمبادرة بالانخراط الفعّال في المشاريع التطوُّعية داخل المدرسة، فإنّ الطلّاب سيحاولون تقليده تلقائيّاً؛ ممّا يجعله مفتاحاً للتغيير، ونشر القِيَم والأفكار الإيجابية.

الحفاظ على الممتلكات المدرسية 

بما أنّ المدرسة هي المكان الذي يقضي فيه الطلبة وقتاً طويلاً، فإنّ تحمُّلهم مسؤولية الحفاظ على ممتلكاتها أمر مُهِمّ؛ لتحقيق راحتهم؛ بتجنُّب الكتابة على الجدران، أو المقاعد الدراسية، وتفادي العبث بأيٍّ من الممتلكات العامَّة فيها، أو تخريبها، ويُتوقَّع أيضاً من الطالب إصلاحها إن أفسدها أو كان سبباً في ذلك.


وعلى الطالب أيضاً الحفاظ على نظافة الصفوف، والساحات، والمَمرّات، وإلقاء النفايات في الأماكن المُخصَّصة لها، ويمكن تطبيق فكرة إعداد جداول تُعنى بتنظيم عمليات التنظيف الجماعية من قِبَل الطلّاب لمرافق المدرسة دوريّاً بعد انتهاء الدوام، بوصفهم المُتسبِّبين في اتِّساخها أساساً؛ ممّا يُسهِم في تنمية حِسّ المسؤولية لديهم، ويسمح لهم بالتواصل الفعال بعيداً عن الدراسة.


وفي الختام، لا بُدّ من التنويه إلى أنّ إحداث التغييرات الجذرية في المدارس يتطلَّب جُهوداً مشتركة من الطلبة وأصحاب القرار من الإداريِّين؛ ممّا يعني ضرورة إنجاز كلّ طرف دورَه على أكمل وجه، واستغلال الفرص المُتاحة جميعها في سبيل تحقيق ذلك.

 

 

المراجع
[1] hundred.org, Cleaning Tradition
[2] wikihow.com, How to Improve Your School
[3] schoolhouse.world, Get Free Tutoring from Students Like You
[4] gtscholars.org, 7 ways you can make your school a better place
[5] educationadvanced.com, 14 Tips To Improve Schools and Overall Student Performance

December 12, 2024 / 12:29 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.