جار التحميل...
لا تقتصر العملية التعليمية على دور المُعلِّم داخل الغرفة الصفِّية فحسب، وإنَّما تتعلَّق بإشراك الطالب فيها أيضاً، وجعله جزءاً لا يتجزَّأ منها، والنَّظَر إليه بوصفه محور العملية التعليمية، والحرص على شغله ودَمجه بها طوال الوقت.
ومن ناحية أخرى، يُسهِم إشراك الطلّاب في العملية التعليمية في خلق بيئة تعليمية إيجابية؛ إذ يشعر الطلّاب بالراحة والحُرّية في طرح الأسئلة، أو المشاركة في نشاط جماعي، فيتعاونون مع المُعلِّم في تحقيق الأهداف التعليمية، ويتحمَّلون مسؤولية التعلُّم، ويشعرون بالعمل الجماعي؛ الأمر الذي يُشعِل شغفهم، ويكون مفيداً لهم لعَرض إبداعاتهم.
لا بُدّ للمُعلِّم من بناء علاقة جيِّدة مع الطلّاب؛ إذ تُمثِّل هذه العلاقة جزءاً لا يتجزَّأ من العملية التعليمية إن كانت مَبنيَّة على الحُبّ والاحترام؛ فبناء علاقات طيِّبة مع الطلاب خارج المنهج الدراسي يُؤدِّي إلى التفاعل الإيجابي معهم، ومعرفة شخصياتهم الفريدة، والأمور التي يُفضِّلونها أو يكرهونها، ونقاط قُوَّتهم وضعفهم، ومن ثَمَّ استغلال هذه المعلومات؛ لتحسين أدائهم، وتحسين سَير العملية التعليمية، وتعزيز شغفهم، ونجاحهم.
ويُمكن للمُعلِّم التحدُّث مع الطلّاب أثناء حصص النشاط، أو مشاركتهم النشاطات الرياضية، مثل: لعبة الشطرنج، وكرة القدم، وغيرها؛ بهدف توطيد علاقته بهم، وهنا، لا بُدّ له من استغلال هذه العلاقة الجيِّدة بهم؛ لتعزيز الاحتياجات العاطفية لديهم، وتعزيزها، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقديرهم لذواتهم؛ بهدف خلق بيئة تعليمية داعمة وجاذبة معنوياً للطلّاب.
لا بُدّ للمُعلِّم من التنويع في أساليب التدريس، ودمجها بتقنيات أخرى، مثل التعلُّم النَّشِط والتفاعُلي؛ لإضفاء جَوّ تعليمي مُمتِع وجاذب للطلّاب؛ كالسماح لهم بالتحرُّك من مقاعدهم أثناء الحِصَّة، والمشاركة في الأنشطة الصفِّية، والحِوارات الجماعية.
وعلى سبيل المثال، يُمكن تقسيم الطلّاب إلى مجموعات؛ للعمل على المشاريع المُشترَكة، وتشجيعهم على تبادل الأفكار والآراء المُتعلِّقة بموضوع مُعيَّن، وتكليفهم بإعداد عُروض تقديمية، بالإضافة إلى استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، مثل: البرامج التفاعُلية، والألعاب التعليمية، وغيرها من الأمور التي تُثير اهتمامهم وفضولهم، وتُنمّي جوانب التفكير لديهم، وتُذكي روح التحدِّي بينهم.
حين يُنظِّم المُعلِّم الوقت ويُديرُه جيّداً ويُقلِّل الوقت الضائع، فإنَّه سيخلق بيئة صفِّية مُنظَّمة تزيد تماسُك الفصل الدراسي؛ بوضع خُطَّة مناسبة لتسهيل سَير العملية التعليمية، وتحديد المعايير والخطوات الواضحة لتحقيق ذلك، وتوجيه الطلّاب، واستغلال كلّ دقيقة؛ عبر فهم المُعلِّم والطلّاب أدوارهم التي ينبغي عليهم أداؤها؛ لضمان سَير العملية التعليمية بسَلاسة.
ولا بُدّ أيضاً من تخصيص وقت للمرح واللعب مع الطلّاب من وقت إلى آخر داخل الفصل الدراسي؛ لتقليل الملل والضغط الناجمَين عن دراسة الموادّ التعليمية، والاختبارات، وغيرها من الأمور التي تُؤدّي إلى إرهاق الطلاب، وتُفقِدهم التركيز أحياناً.
تُعَدّ الغرفة الصفِّية من الأمور المُهِمَّة والجاذبة والمُشجِّعة على التعلُّم، وهي تُعزِّز انتماء الطالب إليها، ومن ذلك استخدام الموادّ والأدوات اللازمة للعملية التعليمية حتى وإن كانت الإمكانات محدودة، وتهيئة الجوّ المناسب للتعلُّم بالتعاون مع الإدارة والطلبة؛ لخلق جوّ دراسيّ يُحفِّز الطلّاب على التعلُّم.
ويُمكن أيضاً تزيين الصفّ باللوحات التعليمية، أو اللوحات التعزيزية، والمُلصَقات الترحيبية للطلبة، أو ترتيب المقاعد ترتيباً مختلفاً؛ لكسر الروتين، وتنظيف الغرفة الصفِّية، أو توفير رُفوف للكُتب والمراجع، واستخدام السمّاعات والصُّور، بالإضافة إلى استخدام الألعاب والمعجون؛ ممّا يُضفي جوّاً من الحَماس والبهجة، ويجذب انتباه الطلّاب إلى الدرس.
ومن الأمور المُهِمَّة أيضاً تهيئة الصفّ لتلبية احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة وخدمتهم؛ فهم يُواجهون تحدِّيات كثيرة في التكيُّف مع الغُرَف الصفِّية، مثل: صعوبة التنقُّل، وعدم تفهُّم بعض الطلبة لوضعهم الصحِّي؛ الأمر الذي يُؤثِّر سلباً في تكيُّفهم واندماجهم بالبيئة الصفِّية؛ لذا، يمكن تجهيز مَمرّات مُخصَّصة لهم؛ لتسهيل تنقُّلهم من مكان إلى آخر، وتعزيز نُمُوِّ الاجتماعي والعاطفي، وتسهيل اندماجهم ببقيَّة الطلبة.
المراجع