جار التحميل...
وفي ما يأتي توضيح أهمّ الأسباب التي تجعل الطفل يلجأ إلى ضرب نفسه، مع مجموعة من الطرق المناسبة؛ لعلاج هذه المشكلة، ومساعدة الطفل.
تتعدَّد أسباب ضرب الطفل نفسَه؛ لذا، يتطلَّب الأمر من الأهل البحث عن الأسباب العميقة وراء هذا السلوك؛ للتعامل معه تعاملاُ صحيحاً، وفي ما يأتي أبرز هذه الأسباب:
يمكن أن يلجأ الأطفال إلى ضرب أنفسهم؛ نتيجة إحساسهم بمشاعر عميقة وقويَّة يعجزون عن التعبير عنها بالكلمات، أو بطرق صحيحة؛ كشُعورهم بالإحباط، أو بالخوف، أو بالقلق، أو بالارتباك، وقد يكون نقص مهارات التواصل لدى الأطفال من العوامل الرئيسة التي تؤدّي إلى ظهور هذه السلوكات الغريبة المُؤذِية.
لذا، يلجأ الطفل إلى ضرب نفسه؛ للتنفيس عمّا يشعر به داخليّاً؛ ممّا يعني أنّ هذا السلوك السلبي هو مُجرَّد محاولة غير واعية للتعامل مع الضغوطات العاطفية التي يمُرّ بها.
قد يظهر هذا السلوك غير المُتوقَّع لدى الطفل؛ نتيجة التحميل الحِسِّي الزائد؛ إذ يُصبح جهازه العصبي مُثقَلاً بكَمّ كبير من المُحفِّزات البيئية؛ كالأصوات، أو الحركات، أو الروائح، فيلجأ إلى ضرب نفسه؛ لتخفيف التحفيز، وتنظيم حَواسِّه.
فعلى سبيل المثال، عندما يزور طفل عُمره ثلاث سنوات مدينة الألعاب للمَرَّة الأولى، فإنَّه سيتلقّى كمّاً هائلاً من المُحفِّزات، مثل: الأصوات المرتفعة، والأضواء الساطعة، والعدد الكبير من الناس، وحركاتهم الكثيرة من حوله، والتي تُشكِّل عوامل ضغط كبيرة للطفل، وعندها، قد يشعر بالقلق والإحباط، فيضرب نفسه؛ لتخفيف هذه المشاعر.
قد يُحاول بعض الأطفال لَفت انتباه الوالِدَين عبر هذه السلوكات؛ للحصول على ردود أفعال إيجابيَّة أو سلبيَّة منهم؛ فشُعور الأطفال أنّ ذلك يُمكِّنهم من الحصول على اهتمام إضافي من الأهل، يدفعهم إلى تكرار هذا السلوك مرّات عِدَّة أحياناً.
قد لا يكون السبب وراء هذا السلوكات نفسيّاً وعاطفيّاً فقط، وإنَّما يمكن أن يكون الدافع جسديّاً أيضاً؛ فشُعور الطفل الصغير بالألم الجسدي قد يدفعه إلى ضرب نفسه في أحيان كثيرة؛ لأنّ الطفل الذي يُعاني ألم التسنين، أو التهابات الأذن، قد يضرب نفسه؛ تعبيراً عن ألمه وانزعاجه.
عندما يحاول الطفل إيذاء نفسه بالضرب، أو بالعَضّ، أو برَكل الحائط، أو بأيّ طريقة أخرى، فلا بُدّ بدايةً من توفير بيئة خالية من المَخاطر حوله قدر الإمكان بوصفها خُطوة وقائية؛ إذ يمكن للأهل -مثلاً- إبعاد الأجسام الحادَّة من أمامه، أو نقل الطفل إلى مكان آمِن، ويُمكن أيضاً اتِّباع الخطوات الفعالة الآتية لعلاج هذه الظاهرة:
قد يكون الدافع الرئيس لضَرب الطفل نفسَه مُرتبِطاً -أحياناً- باحتياجات جسدية غير مُلبّاة؛ كشُعوره بالجوع، أو العطش، أو البرد، أو الألم، مثل ألم التسنين، أو الانزعاج من الملابس التي يرتديها؛ لذا، لا بُدّ أوّلاً من مراقبة الطفل وتلبية احتياجاته الجسدية جميعها قبل التفكير في أيّ مُعالجة أخرى للسلوك؛ فعندما يشعر الطفل بالراحة الجسدية، يكون أكثر استعداداً للتفاعل الإيجابيّ.
لا يُعَدّ عقاب الطفل عندما يحاول إيذاء نفسه بالضرب أمراً جيّداً؛ فالعقاب لن يجدي نفعاً في هذه الحالة، وبدلاً من ذلك، يمكن مُعانقة الطفل بلُطف في هذه اللحظة؛ لتهدئته، وإشعاره بالراحة والأمان.
على الأهل مراقبة الطفل جيِّداً عن كَثب، وتحديد الأمور المُحفِّزة التي تسبق ضرب الطفل نفسَه، والانتباه إلى المواقف أو الظروف التي تُؤدّي إلى مروره بنوبات الغضب أو الإحباط، وبتحديد المواقف والأمور التي تُسبِّب له الضيق والتوتُّر والغضب، يمكن خلق روتين يومي أفضل، وبيئة أكثر استقراراً وأماناً له؛ ممّا يُسهِم في الحَدّ من تكراره هذا السلوك.
لا بُدّ من تعليم الطفل كيفية التعامل مع مشاعره المختلفة تعاملاً إيجابيّاً وسليماً، وتعليمه أيضاً عدداً من مهارات تهدئة الذات، ومن أبرزها تمارين التنفُّس العميق التي تساعد في تخفيف شُعوره بالتوتُّر والضغط، بالإضافة إلى تشجيعه على ممارسة الأنشطة البدنية والحركية المختلفة، مثل: الجري، أو اللَّعِب في الهواء الطلق، أو ركوب الدرّاجة، وغيرها.
ويُمكن تشجيع الطفل على ممارسة الحِرَف اليدوية المُمتِعة، مثل: الرَّسم، أو التلوين، أو فنّ قَصّ الورق؛ للتعبير عن مشاعره؛ إذ تُعَدّ هذه الأنشطة من الطرق الرائعة لتفريغ الطاقة الزائدة لدى الطفل، وتحسين حالته النفسية.
ينبغي أن يحرص الوالِدان على الاستماع للطفل، وتحسين التواصل المفتوح معه؛ فالحديث معه بلُطف وهدوء، وبلغة عاطفية وودِّية، يعكس مدى فهمهم مشاعِرَه؛ ممّا يُسهِم في تهدئة الموقف، ومنع تكرار سلوكات إيذاء النفس بالضرب وغيره؛ كتوجيه الطفل إلى شرح ما يشعر به بكلمات بسيطة؛ الأمر الذي يُطوِّر مهاراته في التعبير عن مشاعره تدريجيّاً.
يمكن طلب المساعدة من أحد المُختَصّين؛ لمعرفة كيفية التعامل مع ظاهرة ضرب الطفل نفسَه، والاستفادة من نصائحه، ومعرفة الإرشادات اللازمة منه، عند استمرار المخاوف، أو عندما تتزايد خطورة هذا السلوك لدى الطفل دون أن تُجديَ المحاولات السابقة نفعاً معه.
المراجع
[1] parents.app, Understanding Why Kids Hit Themselves: Techniques to Stop the Behavior
[2] healthline.com, Why Do Toddlers Hit Themselves in the Head?
[3] naitreetgrandir.com, When a child hits themself
[4] parents.com, Why Do Toddlers Hit Themselves?
[5] rileychildrens.org, Head Banging, Punching, Biting: Handling Self-Harm Behaviors in Kids