جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
نصائح للأهل والمربين

كيفية التعامل مع طفلي المُتنمر وعلاج هذه المشكلة

11 ديسمبر 2024 / 11:39 PM
كيفية التعامل مع طفلي المُتنمر وعلاج هذه المشكلة
download-img
يُعَدّ التنمُّر من التحدِّيات الصعبة التي تُواجه الوالِدَين أثناء تربية أطفالهما وتنشئتهم، وخاصَّة عندما يكون أحدهم هو الطرف المُتنمِّر؛ إذ يتطلَّب التعامل مع هذه المشكلة فَهماً عميقاً لطبيعتها، وأسبابها، واتِّباع طرق وأساليب فعّالة للتخلُّص منها دون التأثير سلباً في شخصية الطفل أو نفسيَّته.

فهم الأسباب الخفية يساعد في حل المشكلة: لماذا يتنمَّر الأطفال؟ 

تتعدَّد الأسباب التي تجعل الأطفال يتنمَّرون على أصدقائهم أو زملائهم، وغالباً ما تعكس سلوكاتهم السلبية هذه مشاعر داخلية أو تجارب سابقة بدلاً من تعبيرها عن شخصيّاتهم الحقيقية؛ إذ إنّ الكثير من الأطفال الذين يظهرون سلوكات تنمُّر لا يكونون سيِّئين في الحقيقة، وإنَّما يحاولون التعامل مع الضغوطات الاجتماعية أو العاطفية التي يُواجهونها بهذا الأسلوب. 


وقد يسعى الطفل للانضمام إلى مجموعة مُعيَّنة من أقرانه؛ ممّا يدفعه إلى مشاركتهم في مضايقة أحد زملائه في المدرسة؛ للحصول على القبول المطلوب من قِبَل تلك المجموعة، وفي حالات أخرى، قد يدفع تعرُّض الطفل نفسه للتنمُّر في مكان ما، أو موقف مُعيَّن، إلى تكرار السُّلوك الخاطئ مع أشخاص آخرين؛ لتفريغ المشاعر السلبية التي يشعر بها على الآخرين؛ لاستعادة شُعوره بالقُوَّة.


ويُشار إلى أنّ بعض الأطفال يُحاولون لفت انتباه الأهل أو المُعلِّمين؛ للحصول على اهتمامهم، بطرق وأساليب قد تكون خاطئة أحياناً، وهذا يعني أنَّهم قد يلجؤون إلى التنمُّر؛ للَفت النَّظر إليهم فقط، وبعضهم قد لا يُدركون تأثير سلوكاتهم السلبية في مشاعر الآخرين؛ ممّا يُؤدّي إلى استمرارهم بها دون قَصد. 

استراتيجيات فعّالة للتعامل مع التنمُّر: كيف تساعد طفلك؟

التعامل مع المشكلة بجدِّية 

أوّل ما ينبغي فعله للتعامل مع الابن المُتنمِّر أخذ المسألة على مَحمل الجدّ، وعدم التهاون فيها، أو اعتبارها مُجرَّد موقف عابر أو مرحلة مُؤقَّتة في حياة الطفل؛ فقد تترك هذه السلوكات آثاراً سلبية طويلة الأمد في نفسيّة الطفل المُتنمِّر نفسه، وقد تكون عواقبها أكثر خطورة ممّا يتعرَّض له الطفل الآخر الذي يتعرَّض للأذى.


فالأطفال الذين يستمرّون في ممارسة التنمُّر أثناء مراحل نُمُوّهم يمكن أن يواجهوا العديد من المشكلات والتحدِّيات في المستقبل؛ لذا، لا بُدّ من التدخُّل والتعامل مع الأمر بجدِّية وحَزم، ووعي كبير بالعواقب.

المحافظة على الهدوء وتجنُّب الانفعال

لا بُدّ من المحافظة على الهدوء عند التعامل مع مشكلة التنمُّر، مع أخذ الوقت الكافي لفَهم الموقف من جوانبه جميعها قبل اتِّخاذ أيّ رَدّ فِعل؛ ممّا يُسهِم في التصرُّف بحكمة، واتِّخاذ قرارات مدروسة، ولا بُدّ أيضاً من الإنصات لما يقوله الآخرون بشأن سلوكات التنمُّر لدى الطفل، مع شُكرهم، والتأكيد على التزام الوالِدَين بحَلّ المشكلة، وإيقاف هذا السلوك السلبي، وعلى الوالِدَين أيضاً محاولة الاسترخاء، والتعامل مع مشاعرهم الخاصَّة حيال المشكلة قبل التحدُّث إلى الطفل. 

التحدُّث مع الطفل 

يُعَدّ التواصل الفعّال مع الطفل المفتاح الرئيس للتعامل مع مشكلة التنمُّر لديه؛ إذ لا بُدّ من الجلوس معه بهدوء في مكان وزمان مناسبَين، والتحدُّث إليه؛ لفهم الأسباب والدوافع التي أدَّت إلى ممارَسته مثل هذا السلوكات السلبية؛ فقد يكون السبب في ذلك شُعوره بالحزن، أو بالغضب، أو بالغيرة، أو بالانزعاج، أو بالوحدة الناتجة عن تغييرات مُعيَّنة في حياته.


وينبغي على الوالِدَين إخبار الطفل بلُطف أنَّهما على عِلم بالمشكلة ويريدان معرفة التفاصيل، ومن المُهِمّ طرح بعض الأسئلة عليه؛ لفهم الموقف من جوانبه كافَّة، مثل: ماذا حدث بالضبط؟ وهل حدث ذلك مراراً أم أنّها المَرّة الأولى التي تتصرَّف فيها هكذا؟، مع التأكيد على أنّ التنمُّر سلوك غير مقبول، ولا يمكن التغاضي عنه. 

بناء بيئة أُسَرية إيجابية خالية من التنمُّر

وللتخلُّص من مشكلة التنمُّر لدى الطفل، لا بُدّ أوّلاً من بناء بيئة منزلية أُسَرية يسودها اللُّطف والاحترام المُتبادَلان، مع الحرص على حُسن معاملة الطفل، وضمان عدم تعرُّضه لأيّ شكل من أشكال التنمُّر والأذى من قِبَل أيّ فرد من أفراد الأسرة نفسها، أو من قِبَل أيّ شخص بالغ آخر. 

وضع عقوبات مناسبة 

في بعض الأحيان، يكون وضع عقوبات لردع الطفل أمراً ضروريّاً، وخاصَّة إن استمرَّ سلوك التنمُّر لديه بعد إجراء حديث مُطوَّل معه؛ إذ يمكن أن تكون العقوبات وسيلة جيِّدة للتعامل مع هذا السلوك السلبي، مع الحرص على أن تكون مناسبة ومُحدَّدة، مثل منعه من استخدام الإنترنت أو الهاتف مُدَّة مُعيَّنة، ومن الضروري منح الطفل الفرصة ليستعيد امتيازاته بعد فترة زمنية قصيرة؛ ممّا يُشجِّعه على تحسين سلوكه.


وختاماً، لا يقتصر حلّ مشكلة التنمُّر لدى الطفل على بعض الخطوات العابرة فقط، وإنَّما ينبغي الاستمرار في مراقبة الوضع عن كَثب، والتواصل مع المُعلِّمين في المدرسة، والتعاون معهم؛ لمتابعة سلوكات الطفل، وتعزيز الإيجابي منها بالمُكافَآت المناسبة، وزيادة الاهتمام بالطفل، ومراعاة مشاعره الخاصَّة، وتعليمه كيفية التعبير عنها تعبيراً سليماً، إضافة إلى كيفية التعامل مع الآخرين والتعاطف معهم، وإن استمرَّت المشكلة، أو تفاقمت، فمن الحكمة استشارة مُختَصّ للحصول على الدَّعم اللازم. 

 

  المراجع 


[1] childmind.org, My Child Is Bullying Others: What Should I Do?
[2] stompoutbullying.org, What To Do If Your Child Is A Bully
[3] aifs.gov.au, Helping your child stop bullying: A guide for parents
[4] kidshealth.org, Teaching Kids Not to Bully
[5] bulliesout.com, Is my child displaying Bullying Behaviour to others?

December 11, 2024 / 11:39 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.