تربية الطفل على حب الوطن والانتماء إليه

وغرس حُبّ الوطن في قلوب الأطفال منذ نعومة أظفارهم يربطهم بجُذوره بقُوَّة، ويُعزِّز شُعورهم بالانتماء والمسؤولية تجاه المساهمة في تنميته وتطويره، ويتجلّى ذلك في ترجمة حُبّهم وانتمائهم الحقيقي للوطن إلى أفعال وسلوكات تُسهم في رفعة الوطن، وتقدُّم الأُمَّة. 

ويمكن تربية الأطفال على حُبّ الوطن وتعزيز انتمائهم إليه عبر مجموعة من الممارسات البسيطة التي تحمل في طيّاتها عُمقاً معنوياً، وتُناسب أعمارهم وإدراكهم النفسي والعقلي، ومن أبرزها ما يأتي:

القُدوة الحَسَنة للأطفال في حُبّ الوطن والانتماء إليه

عندما يشاهد الأطفال والِديهم يُمارِسون القِيَم والمبادئ الوطنية التي تعكس حُبَّهم وانتماءهم إلى أوطانهم، مثل: الاحترام، والعطاء، والمسؤولية المجتمعية، فإنَّهم يستلهمون منهم هذه القِيَم بالقُدوة؛ فالأطفال يتعلَّمون من المواقف اليومية التي يشاهدونها أمامهم بوصفها واقعاً عمليّاً أكثر من تعلُّمهم الكلام النظري والتوجيهات التي تُلقى إليهم. 

فمثلاً، يمكن للوالِدَين المشاركة في المبادرات المجتمعية والأنشطة الخيرية التي تفيد الوطن، مُجسِّدين لأطفالهما أنموذجاً واقعيّاً يُعزِّز ارتباطهم بوطنهم وحُبِّهم له.

تعريف الأطفال بأبرز الرموز الوطنية

يُعَدّ تعريف الأطفال بأبرز الرموز الوطنية، مثل: العلم، والنشيد الوطني، وخريطة الوطن، وغيرها، من الأساليب الفعّالة لتعزيز حُبِّه والانتماء إليه؛ لأنّ هذه الرموز تحمل دلالات عميقة تُمثِّل تاريخ الوطن وقِيَمه. 

ويمكن للوالِدَين -مثلاً- شَرح معاني العَلَم، بما فيها ألوانه ورموزه، وبيان ارتباطها بتاريخ الوطن وثقافته، ويمكن تعليمهم النشيد الوطني وترديده معهم، مع مناقشة معاني كلماته ودلالاتها، والوقوف باحترام عند الاستماع إليه؛ ممّا يُشعِر الأطفال بأنَّهم جزء من مجتمع أكبر، ويُعزِّز انتماءهم وارتباطهم بالوطن. 

تعليم الأطفال تاريخ وطنهم 

يُعَدّ تعليم الأطفال تاريخ وطنهم من أهمّ الأُسُس اللازمة لغَرس حُبِّه في نفوسهم، وتعزيز الانتماء إليه؛ بتعريفهم بأبرز الأحداث التاريخية، والشخصيات الوطنية التي ساهمت في رفعة الوطن وتقدُّمه، والتحدِّيات والعَقبات التي واجهها الوطن على مرّ السنين، وتعريفهم بقادة الوطن وإنجازاتهم؛ ممّا يُنشِئ شُعوراً بالفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية.

ولا يقتصر هذا التعليم على سَرد المعلومات النظرية فحسب، وإنَّما يتضمَّن أيضاً مناقشة المفاهيم الأساسية، مثل: التضحية، والعطاء، والشجاعة، والولاء، وغيرها، ولتعزيز تعلُّمهم، يمكن استخدام أفلام وثائقية مناسبة لأعمارهم، بالإضافة إلى القصص التاريخية، وزيارة المتاحف والمَعالِم الوطنية؛ ممّا يُعمِّق فهم الأطفال تاريخ الوطن وتراثه العريق، ويُعزِّز حُبَّهم له.

الاحتفال بالمناسبات والأعياد الوطنية مع الأطفال 

يُعَدّ الاحتفال بالمناسبات والأعياد الوطنية من الأساليب الفعالة لتعزيز حُبّ الوطن والانتماء إليه لدى الأطفال؛ من خلال المشاركة باحتفالات اليوم الوطني، ومشاهدة العروض العسكرية، والمسيرات الوطنية، وحضور الأنشطة الثقافية الوطنية، وغيرها؛ ممّا يُعزِّز شُعور الأطفال بأنَّهم جزء من هذا الوطن الكبير، ويدعم مشاعر الفخر والاعتزاز بهويتهم الوطنية.

ويمكن للعائلة أيضاً تنظيم فعاليات خاصَّة في المنزل لتعزيز حُبّ الوطن في نفوس الأطفال، مثل: إعداد الأطباق التقليدية التي يشتهر بها الوطن، أو مشاهدة أفلام وثائقية تُبرز تاريخ الوطن وثقافته وتراثه؛ ممّا يخلق ذكريات إيجابية مرتبطة بالوطن في أذهان الأطفال. 

رواية قصص للأطفال عن حب الوطن 

من الأساليب الفعالة التي يمكن اعتمادها أيضاً سرد القصص والحكايا التي تُعزِّز حُبّ الوطن في نفوس الأطفال، ويمكن أن يكون أبطالها من الشخصيات الوطنية المشهورة؛ سواء كانت قصصاً حقيقية، أو خيالية.

وتُسهِم هذه القصص في تعريف الأطفال بالتضحيات التي يبذلها الآخرون من أجل الوطن، وتُتيح لهم فهم القِيَم الوطنية، مثل: الشجاعة، والولاء، والإخلاص، والتضحية، وتُساعدهم على رؤية كيف يمكن أن يُترجَم حُبّ الوطن إلى أفعال إيجابية، مع الحرص على أن تتناسب هذه القصص مع الفئة العُمرية للأطفال، ومع مستوى إدراكهم.   

 المراجع 

[1] messyfamilyproject.org, Raising Patriotic Kids
[2] indiaparenting.com, Teaching Patriotism to Kids
[3] maypatterson.com, Why You Should Teach Your Kids to Love Their Country
[4] asjp.cerist.dz, أساليب تربية الطفل على المواطنة