جار التحميل...
وهذه العلاقة تمنحهم أصدقاء أوفياء يقفون إلى جانبهم في مراحل حياتهم جميعها، ولمساعدة الوالِدَين في تربية أبنائهم على حُبّ بعضهم بعضاً، وتقوية العلاقات بينهم، يُمكن اتِّباع النصائح الآتية:
يتعلَّق تعليم الأبناء أُسُس المَحبَّة والتفاهم بمنحهم فُرَصاً مثالية لبناء علاقات قوية طوال حياتهم؛ فالأطفال الصِّغار يمثِّلون صفحات بيضاء نقيَّة، ممّا يعني أنّ غَرس مبادئ المَحبَّة والاحترام والمودَّة بين الإخوة في سنواتهم الأولى، يُقوّي قدرتهم في التعامل معاً بإيجابية.
يُشكِّل تعليم الأبناء أهمِّية علاقة الإخوة أساساً ثابتاً لبناء رابطة قوية تدوم مدى الحياة؛ لأنّ غرس أهمِّية هذه العلاقة في نفوسهم بوصفها نعمة ينبغي الحفاظ عليها ومشاركتها، يُقوّي شُعورهم بالانتماء لبعضهم البعض، ويُعزِّز التواصل والمَحبَّة والتآخي بينهم.
ويمكن ممارسة ذلك بتوثيق اللحظات الجميلة التي قَضَوها معاً في طفولتهم، مثل: اللَّعِب، والتنزُّه، والمواقف المُشترَكة؛ ممّا يُسهِم في تقوية مشاعر المَودَّة والمَحبَّة، وعندما يسترجِعون هذه الذكريات، تزداد مشاعر التقدير والامتنان في قلوبهم، فتزداد قوَّة العلاقة بينهم، ومن ثَمَّ تتقوّى روابط الأسرة كُلِّها.
يُشكِّل إظهار الوالِدَين الحُبّ والاحترام والتعاون قدوة حَسَنة يحتذي بها الأطفال، ويتَّبِعون نهجها في علاقاتهم وتعاملاتهم مع إخوتهم، فيستمِدّون منها ما يُعزِّز روح الأخوة والمَودَّة بينهم؛ فالأطفال يتعلَّمون ممّا يرونه من أفعال وسلوكات أكثر ممّا يتعلَّمونه من التوجيهات والأوامر التي تُلقى على مَسامِعهم؛ ممّا يعني أنّ تصرُّفات الوالِدَين ينبغي أن تُشكِّل أنموذجاً قويّاً يُسهِم في تربية الأطفال تربية سليمة.
يؤدّي مدح السلوكات الإيجابية التي يمارسها الأبناء عند تعاملهم مع إخوتهم وتعزيزها دوراً مُهِمّاً في بناء علاقة قوية بين الإخوة؛ فالسُّلوك الإيجابي -مهما كان بسيطاً- يحتاج إلى تقدير فوري من قِبَل الوالِدَين؛ لدَعم قِيَم التعاون والمَحبَّة والاحترام عند الأبناء وتعزيزها؛ فعندما يتشارك الإخوة ألعابهم، أو يتعاملون معاً بلُطف، يصبح هذا التصرُّف أنموذجاً يمكن تعزيز استمراريته عبر مدحه والثناء عليه.
لا بُدّ من منع السلوكات السلبية بين الأبناء؛ كالعنف؛ سواء كان جسديّاً؛ بالضرب، والرَّكل، وغيرها، أو نفسيّاً؛ بالصُّراخ، والشَّتم، والاستهزاء، وغيرها؛ بمعنى أنّ التصرُّفات غير اللطيفة بين الإخوة ينبغي إيقافها فوراً، وتعليم الأطفال عواقبها؛ فمنع هذه السلوكات من الجذور يمنع نشوء مشاعر سلبية منعكسة عنها بين الإخوة، ويضمن بناء علاقة قوية وإيجابية بينهم، ويزيد مَحبَّة بعضهم لبعض.
العدل بين الأبناء هو الأساس المتين الذي يُبنى عليه الحُبّ داخل الأسرة؛ فعندما يشعر كلّ طفل بأنّه محبوب ويُعامَل بالتساوي وبالأسلوب ذاته الذي يُعامَل به إخوته الآخرين دون تمييز، فإنّ مشاعر الغيرة والتنافُس غير الصحِّي ستزول من نفسه، وسينغرس بدلاً منها الإحساس بالعدل، والثقة والطمأنينة بالنفس؛ ممّا سيُقوّي قدرته على إظهار الحُبّ والدعم لإخوته.
يُعزِّز تشجيع الأبناء على قضاء الوقت معاً المَحبَّة والمَودَّة بينهم؛ إذ تُسهِم اللحظات المشتركة في تشكيل مشاعر إيجابية تربطهم معاً، وتُقوّي علاقاتهم؛ فاللعب والأنشطة المشتركة تخلق بيئة تفاعُلية تُشعِر الأطفال بالسعادة والانتماء؛ ممّا يُسهِّل عليهم بناء علاقات قوية.
بالإضافة إلى أنّ تخصيص أوقات مُعيَّنة خلال عطلات نهاية الأسبوع تقضيها الأسرة معاً، يُعزِّز الذكريات الجميلة التي تبقى عالقة في عقول الأطفال أيضاً، وهذه اللحظات لا تقتصر على الترفيه فقط، وإنَّما تُعَدّ أيضاً فرصة لتقوية الروابط الأُسَرية، وتحسين علاقة الأبناء بعضهم ببعض.
وختاماً، هناك أمور أخرى عِدَّة يمكن ممارستها لتربية الأبناء على حُبّ بعضهم بعضاً، وتقوية علاقاتهم، مثل: تعليمهم كيفية التعبير عن مشاعرهم لإخوتهم تعبيراً إيجابياً صحيحاً، وإشعارهم بأنَّهم فريق واحد، وبأنّ تصرُّفات الفرد منهم تُؤثِّر في الفريق كُلِّه، وتعليمهم ثقافة الاعتذار والتراجُع عن الخطأ، واحترام أحدهم المساحة الشخصية للآخر، وحَثِّهم على تقديم الهدايا لإخوتهم، ومساعدة بعضهم بعضاً عند الحاجة، مع التحلّي بالصبر؛ للحصول على نتيجة مُرضِية في نهاية المَطاف.
المراجع
[1] marriage.com, 14 Smart Ways to Raise Kids Who Love Each Other
[2] huffpost.com, How To Raise Kids Who Actually Like Each Other
[3] lifehack.org, 13 Ways To Raise Kids Who Love And Care For Each Other
[4] kidscookrealfood.com, 184: How to Raise Siblings Who Love Each Other
[5] understood.org, 7 ways to help your kids build a strong relationship