جار التحميل...
وعندما يُظهِر الطفل سلوكات نكدية، فإنَّه غالباً ما يحاول بطريقته الخاصَّة أن يُخبر والِدَيه بشيء ما يزعجه؛ لذا، فإنّ البحث عن الأسباب الكامِنة وراء هذه السلوكات، يُسهِم في التعامل مع المشكلة تعامُلاً صحيحاً، وتقديم الدعم الذي يساعد الطفل في تجاوز التحدِّيات التي يُواجِهها.
قد يكون شعور الطفل بالجوع سبباً وراء بكائه، أو حِدَّة سلوكاته، بالإضافة إلى أنّ طبيعة الأطعمة التي يتناولها تُؤثِّر كثيراً في سلوكاته وانفعالاته.
وعلى سبيل المثال، قد يؤدّي الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالسكَّر والكربوهيدرات إلى ظهور مشكلات سلوكيَّة وعاطفية، مثل: النَّكَد، والانفعال؛ لذا، لا بُدّ من توفير نظام غذائي متوازن غنيّ بالفواكه، والخضروات، والحُبوب الكاملة، والبروتينات، مع الالتزام بوجبات مُنتظَمة؛ للحفاظ على استقرار مستوى السكَّر في الدم، وتحسين مزاج الطفل.
تُؤثِّر البيئة المُحيطة كثيراً في مشاعر الأطفال، وسلوكاتهم؛ فعوامل، مثل: الضغوط الدراسية، والضوضاء في المنزل، والأجواء المتوتِّرة، يمكن أن تزيد شعور الطفل بالضغط والإحباط، وخاصَّة إن لم يمتلكوا المهارات اللازمة للتعامل مع هذه المواقف.
لذا، يمكن تقديم الدعم اللازم عبر توفير بيئة داعمة، وتعليم الطفل مهارات جديدة تساعده على التعامل مع هذه التحدِّيات بأفضل صورة ممكنة.
تُؤثِّر قِلَّة النوم، أو عدم حصول الطفل على قسط كافٍ من الراحة، سلباً في الحالة المزاجية للطفل وسلوكاته بصورة عامَّة؛ لذا، لا بُدّ من ضمان حُصول الطفل على ما يكفيه من النوم المُريح.
ولا بُدّ أيضاً من إنشاء روتين ثابت ومُستمِرّ للطفل في الأوقات جميعها؛ لضمان الحصول على القدر الكافي من الراحة والاسترخاء، وهذا الروتين سيُسهِم كثيراً في تحسين السلوكات المزعجة، وتقليل المشكلات العاطفية والانفعالية التي قد يواجهها.
سَعي الوالِدان إلى حماية أطفالهم من المخاطر جميعها أمر طبيعيّ، إلّا أنّ الحماية الزائدة قد تحول دون تطويرهم مهارات مُهِمَّة، مثل: الاستقلالية، والمُرونة؛ للتعامل مع المشاعر غير المُريحة أو المُسبِّبة للإحباط؛ ممّا يعني أنّ السَّماح للأطفال بمُواجَهة التحدِّيات، وتجربة الفشل، يساعدهم في تعلُّم كيفية التعامل مع المشاعر السلبية، وبناء ثقتهم بأنفسهم؛ ممّا يدعم نُمُوَّهم الصِّحِّي والمُتوازِن، وتقليل احتمالية الانفعال عند التعرُّض لمواقف صعبة.
عندما يُعاني الطفل آلاماً غير مُلاحظة، أو مرضاً غير ظاهر للوالِدَين، قد يظهر النَّكد عليه بوصفه أحد الأعراض التي تُشير إلى شُعوره بعدم الراحة؛ لعدم قدرة الأطفال الصغار على التعبير عن آلامهم، فيكون البكاء والنَّكد طريقتهم في التعبير.
وهنا، يأتي دور الوالِدَين في أن يكونا يَقِظين لملاحظة أيّ تغيُّرات في سلوكات أبنائهم، وعند الشكّ في وجود أعراض مَرَضية، فلا بُدّ من الذهاب إلى الطبيب المُختَصّ.
في أحيان كثيرة، يكون سبب نكد الطفل هو سَعيه إلى لَفت أنظار مَن حوله، وخاصَّة الوالِدَين؛ لعدم حصوله على الاهتمام الكافي، أو لشُعوره بعدم الأهمِّية، أو شُعوره بالقلق أو التوتُّر بسبب أحداث مُعيَّنة، مثل: قدوم مولود جديد إلى الأسرة، أو دخوله إلى الروضة، أو غيرها.
ولأنّ نكد الطفل غالباً ما يعكس حاجته إلى الاهتمام والحُبّ، فمن الضروريّ أن يكون الوالِدان واعِيَين باحتياجات أطفالهم العاطفية، وعليهما توفير الدعم والتواصل اللازِمَين؛ لتعزيز شُعور الطفل بالأمان والانتماء.
يُمكننا فهم سبب بكاء الطفل ونَكده بملاحظة سلوكه؛ فمن علامات الشُّعور بالجوع عَضّ الشِّفاه، أو محاولة وضع الأشياء في الفم، أمّا عند وجود الغازات، فغالباً ما يبدأ البكاء بعد الرضاعة مباشرة؛ لذا، يساعد توفير الوجبة المناسبة والتجشُّؤ بعد الرضاعة في تهدئة الطفل، وتلبية حاجته الأساسية إلى الراحة والطعام.
وتُعَدّ كلٌّ من الحفّاضات المُتَّسِخة، وقِلَّة النوم، من العوامل الشائعة لبكاء الطفل؛ فالحفّاضة المُتَّسِخة تتسبَّب في عدم راحته، أمّا قِلَّة النوم، فقد تُؤثِّر في حِدَّة مزاجه؛ لذا، لا بُدّ من الاهتمام بنظافة الطفل، وتوفير جدول نوم مُنتظَم؛ لمساعدته في الشُّعور بالراحة والهدوء.
المراجع
[1] medlineplus.gov, Fussy or irritable child
[2] drroseann.com, 17 Reasons A Child Has Mood Swings
[3] healtreatmentcenters.comm Understanding Irritability in Children Beyond Bad Moods
[4] momjunction.com, 7 Helpful Tips For Dealing With Moody Children
[5] vinmec.com, 12 reasons why babies cry and how to calm them down?