جار التحميل...
وغالباً ما تكون مخاوف المرأة من الأمومة أمراً طبيعيّاً، إلّا أنّه لا بُدّ من التعامل مع هذه المخاوف تعامُلاً صِحِّيّاً؛ لتفادي تأثيراتها السلبية في صِحَّتها النفسية، والعاطفية، والجسدية، والاستعداد لتكوين رابطة صِحِّية مع طفلها، وفي ما يأتي أبرز النصائح التي تساعد في تحقيق ذلك:
قد تكون المخاوف المُتولِّدة لدى المرأة الحامل مُتعلِّقة بتجارب حَملها السابقة، أو بتأثير المُعتقَدات الاجتماعية الراسخة، أو المُقارَنات والتوقُّعات غير الواقعية، وهذه المخاوف قد تُؤدّي إلى تحدِّيات وصِراعات داخلية كثيرة لديها؛ لذا، فإنّ زيادة الوعي الذاتي، واكتشاف الأسباب الكامِنة وراء هذه المشاعر، والعمل بجدّ لمُعالَجتها، يضمن تجاوز الأمر بفاعليَّة.
فمثلاً، من الطبيعيّ أن تشعر الأمّ بالقلق حيال قدرتها على تقديم الرعاية الجيِّدة لطفلها، ولكن لا بُدّ لها من قبول النقص، وإدراك أنّه لا وجود لحالة مثالية يمكنها توجيه التركيز نحو كيفية تحسين رعايتها لطفلها؛ للاقتداء بها.
عادة ما يكون التحدُّث مع الأشخاص المُقرَّبين بشأن هذه المخاوف مفيداً، إلّا أنّ المرأة الحامل يمكنها أن تجِد الدعم والراحة النفسية عبر التواصل مع أُمَّهات أُخرَيات لديهنّ الخبرة الكافية، أو نساء حوامل يشعُرن بالمخاوف ذاتها؛ فمشاركة المخاوف والتجارب مع اللواتي مَرَرن بتجارب مُشابِهة يساعد على تقليل الشُّعور بالوحدة والعُزلة، ويُقدِّم النصائح والدعم العملي الذي تحتاج إليه المرأة؛ لتجاوُز مَخاوفها، والاستمتاع بفترة الحمل.
تُعَدّ الرعاية الذاتية عنصراً أساسيّاً في رحلة الأمومة؛ فمن خلال الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول غذاء صِحِّي، وممارسة الأنشطة المُفضَّلة، تستطيع المرأة الحامل الحفاظ على صِحَّتها النفسية والجسدية، واستكشاف عواطفها واحتياجاتها؛ ممّا يُساعِدها في زيادة ثقتها بنفسها ومن ثَمَّ التعامل مع مسؤوليات الأُمومة.
تُعَدّ قراءة الكتب، ومشاهدة مقاطع الفيديو، من أهمّ الوسائل التي تساعد المرأة الحامل على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للأُمومة؛ فهذه المصادر لا تُوفِّر لها المعلومات النظرية فحسب، وإنَّما تزيد ثقتها بنفسها أيضاً؛ فمن خلال التعلُّم المُستمِرّ في فترة الحمل، تستطيع المرأة الحامل أن تُجهِّز نفسها لتكون أُمّاً قادرة على تلبية احتياجات طفلها بعد الولادة.
من الطبيعيّ أن تشهد العلاقة الزوجية بعض التغيُّرات بعد ولادة الطفل؛ فقد يشعر الزوجان ببعض الإرهاق، والبُعد بعضهما عن بعض، إلّا أنّ التواصل المفتوح بشأن المشاعر والاحتياجات والتوقُّعات، وتوفير المزيد من الوقت الخاصّ، يُسهِم في الحفاظ على قُوَّة العلاقة، وتعزيز الروابط العائلية.
لا بُدّ من وضع أهداف قابلة للتحقيق وواقعية حول ما تعنيه الأمومة بدلاً من توقُّع الكَمال، ويمكن أن يساعد تحديد أولويات مُعيَّنة، والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة الجديدة للأُمّ، ولا بُدّ أيضاً من تقبُّل أنّ الأُمومة ليست رحلة مثالية، وأنّ هناك تحدِّيات وصعوبات ستُواجهها، مع تعلُّم كيفية التكيُّف مع هذه التغيُّرات، واكتساب المرونة النفسية التي تساعد في التكيُّف مع التحدِّيات الجديدة.
لأنّ الأمومة رحلة مليئة بالتحدِّيات والمسؤوليات، لا بُدّ من التخطيط لطلب المساعدة والدَّعم من الأشخاص المُقرَّبين في بعض المسؤوليات، وخاصَّة في المواقف التي يصعب إدارتها بصورة مُنفرِدة؛ سواء كان ذلك مُتعلِّقاً برعاية الطفل، أو بتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأُسَرية، مع التأكيد على أنّ طلب المساعدة لا يُقلِّل قيمة المرأة بوصفها أُمّاً، بل يُعزِّز دورها العائلي.
وختاماً، تجدر الإشارة إلى أنّ حالات الخوف والقلق المُفرِط من الأمومة تستدعي التحدُّث إلى مُختَصّ نفسي، أو استشاريّ؛ لتوفير الدعم والإرشاد اللازِمَين للتعامل مع التحدِّيات النفسية والعاطفية التي قد تُواجِهها الأُمَّهات.
المراجع
[1] babycenter.com, Top 5 parenting fears and what you can do about them
[2] mentesabiertaspsicologia.com, Fear of Being a Mother: Causes and How to Overcome It
[3] simplymidori.com, 7 Common Motherhood Fears and How to Conquer Them | Simply Midori