جار التحميل...
لذا، لا بُدّ من فهم كيفية التعامل مع المراهق الحسّاس بحَذر وتفهُّم، وتجنُّب الضغط عليه، ولتحقيق ذلك، يمكن للوالِدَين تقديم الدعم له من خلال ما يأتي:
يمكن تمييز المُراهق الحسّاس عبر مجموعة من السلوكات، مثل: مَيله إلى العُزلة، والانفعال السريع، والحساسية المُفرِطة للانتقادات أو المواقف المُحرِجة، وصعوبة التعامل مع المشكلات اليومية، والمَيل إلى تفسير مشاعر الآخرين تفسيراً مُبالَغاً فيه.
وبسبب هذه الحساسية، غالباً ما يُواجه المُراهق الحسّاس صعوبة في التكيُّف مع المواقف الاجتماعية، مثل: التحدُّث أمام الجمهور، أو الاستجابة العاطفية للمواقف المُحفِّزة؛ كالبكاء.
ولتقديم الدعم المناسب للمراهق الحسّاس، على الوالِدَين بَذل جُهد حقيقيّ لفَهم عالَمه الداخلي المُعقَّد؛ فمن خلال اكتشاف نقاط قُوَّته وضعفه، يمكنهم مساعدته في تطوير مهارات التعامل مع نفسه بلُطف وتقدير، وتشجيعه على التعبير عن مشاعره تعبيراً بنّاءً يُعزِّز ثقته بنفسه.
يتطلَّب المراهق الحسّاس دعماً عاطفياً مُستمِرّاً، ويبدأ هذا الدعم بطمـأنته أنّ شُعوره بالتوتُّر أو الحزن أحياناً أمر طبيعي، إضافة إلى تشجيعه على رؤية هذه المشاعر من جانب إيجابي؛ لمساعدته في تهدئتها، وبلوغ التوازن العاطفي، وإخباره دائماً بعدم التردُّد في طلب المساعدة عند الحاجة إليها.
بالرغم من سَعي المراهق إلى الاستقلالية في الغالب، فإنَّه ما يزال بحاجة إلى قُدوة حَسَنة لتوجيهه في فترة المراهقة، وفي هذا السِّياق، يؤدّي الوالِدان دوراً أساسيّاً؛ فهما يُمثِّلان النموذج الذي يتعلَّم منه المراهق كيفية التعامل مع التحدِّيات النفسية، وحماية نفسه.
وبممارسة سلوكات صِحِّية، مثل: إدارة التوتُّر، والاهتمام بالذات، وتشجيع التواصل المفتوح، وتعليم مهارات الحياة الأساسية، يمكن للوالِدَين مساعدة أبنائهم على النُّمُوّ والتطوُّر الصِّحِّيَّين والمُتوازِنَين.
نظراً لتأثرُّه الكبير بآراء الآخرين، يحتاج المراهق الحسّاس إلى بيئة آمِنة ومُشجِّعة يمكن من خلالها السَّعي بخطوات صغيرة وإيجابية نحو بناء ثقته بنفسه، مع تجنُّب الضغط عليه لتجاوز قدراته بأيّ شكل من الأشكال، وإنَّما التركيز على نقاط قوَّته، وتشجيعه على مواجهة التحدِّيات بثقة؛ فهذا يزيد شُعوره بالرضا عن نفسه.
على الرغم من الحاجة إلى الحذر في التعامل مع المراهق الحسّاس، فإنّ من المُهِمّ أيضاً وضع حدود واضحة عند توجيهه وتربيته؛ فهذه الحدود تساعده في تعلُّم كيفية التعامل مع مواقف الحياة اليومية بثقة، وفي المقابل، ينبغي أن تكون هذه الحدود مَرِنة وقائمة على التفهُّم؛ ممّا يُشعِر المراهق بالأمان دون أن يكون مضغوطاً.
لا بُدّ من تعلُّم المراهق الحسّاس كيفية تحديد أولوياته، وتخصيص وقت كافٍ للراحة والاسترخاء بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية، ويُنصَح بتشجيع المراهق الحسّاس على ممارسة الرياضة بانتظام، أو الأنشطة التي تساعده على الاسترخاء، مثل: ممارسة تمارين التنفُّس العميق، أو الهوايات؛ كالكتابة، والرسم، وغيرها، إضافة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول وجبات غذائية مُتوازِنة؛ لتعزيز شُعوره بالراحة النفسية، وتقليل حِدَّة مشاعره السلبية.
وختاماً، عند مواجهة المراهق الحسّاس صعوبات كبيرة مُتعلِّقة بحساسيَّته الزائدة، مثل: الشُّعور بالحزن الشديد، أو القلق المُستمِرّ، أو الرغبة الدائمة في العُزلة، فمن المُهِمّ طلب المساعدة من مُحترِفِين، مثل: الأخصّائيين النفسيّين، أو المُرشِدين المدرسيّين.
المراجع
[1] personalexcellence.org, How to Support Your Highly Sensitive Teen
[2] paradigmtreatment.com, Is Your Teen a Highly Sensitive Person? Here's What You Should Know
[3] discoveryranch.net, Understanding the Unique Needs of Highly Sensitive Teens: A Comprehensive Guide for Parents
[4] thewaveclinic.com, A Guide to Helping Your Highly Sensitive Child, Teen, or Young Person
[5] mindconnectionsnyc.com, How To Help Your Highly Sensitive Teen To Manage Stress