جار التحميل...
وفهم الزوج لهذه التغيُّرات التي تمر بها زوجته، وتقديمه الدعم اللازم لها، يُعَدّ أمراً بالغ الأهمية؛ لضمان صِحَّتها، ورفاهيتها، وتعزيز قدرتها على تقديم الرعاية المُثلى لطفلهما، وعلى الرغم من أنّ احتياجات كلّ امرأة تختلف عن الأخرى، فإنّ هناك أموراً عامَّة تجب مراعاتها، ومنها:
غالباً ما تكون الأمّ الجديدة غارقة في أفكار ومشاعر متضاربة؛ ممّا يجعل تحديدها لاحتياجاتها بدِقَّة من الأمور الصعبة عليها في هذه الفترة؛ لذا، فإنّ سؤال الزوج زوجته مباشرة عمّا تحتاج إليه، مثل: المزيد من الراحة، أو المساعدة في رعاية الطفل، يُعبِّر عن اهتمامه بها، ودعمه لها؛ ممّا يمنحها شُعوراً بالأمان والثقة، ويُسهِم في تحسين حالتها النفسية.
تُعَدّ مساعدة الزوجة في أعمال المنزل، مثل: تجهيز الطعام، أو تقاسُم المَهامّ اليومية، من المُبادرات الأساسية الواجب تقديمها دون انتظار طلبها، إضافة إلى إنجاز بعض الأعمال المُتعلِّقة بالطفل، مثل: تغيير الحفاضات، وإعداد الحليب، وتنظيف الرضاعات، وغيرها؛ ممّا يعكس الدعم والوعي العاطفي، ويُخفِّف الضغوط التي تُواجهها الأمّ الجديدة.
غالباً ما تشعر الأم بعد الولادة بضغط كبير وقلق بشأن قدرتها على تلبية احتياجات طفلها، وهذا الشعور قد يؤدّي إلى شعورها بالإحباط والكآبة، أو لوم ذاتها على ما تعتقد أنّه تقصير؛ لذا، فإنّ لتقديم الدعم المعنوي، وتشجيع الزوج لها باستمرار، دور كبير في تحسين حالتها النفسية، وتعزيز ثقتها بقدراتها، ورضاها عن أدائها؛ فالكلمات الإيجابية، والاعتراف بجُهودها مهما كانت بسيطة، يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في حياتها.
وتُواجه الأمّ الجديدة في هذه المرحلة تحدِّيات كبيرة؛ إذ غالباً ما تشغل تفكيرها تفاصيل صغيرة تتعلَّق برعاية طفلها؛ من حيث رضاعته، ونومه، وصِحَّته، وغيرها؛ ممّا قد يُسبِّب لها التوتُّر والقلق؛ لذا، يجب على الزوج الإنصات لحديثها، فهي بحاجة إلى الشعور بأنّ أفكارها ومشاعرها مُهِمَّة، وبأنّ هناك مَن يستمع لها.
ويمكن أيضاً إظهار الاهتمام واللُّطف عبر تقديم هدية صغيرة، مثل: وردة، أو وجبة طعام مُفضَّلة، أو التركيز على الاطمئنان عليها باستمرار من خلال اتِّصال الزوج بها خلال عمله، أو إرسال رسالة إليها.
رغم أهمّية الدور الذي يؤدّيه الزوج في دعم زوجته بعد الولادة، فإنّ الأُمَّهات الجُدد غالباً ما يشعُرن بالحاجة إلى التواصل مع نساء لديهنّ التجربة نفسها الآن؛ لذا، فإنّ مساعدتها في البحث عن مجموعات دعم للأُمَّهات يساعدها في الشُّعور بأنَّها ليست وحدها في هذه الرحلة، إضافة إلى أنّها تستطيع تبادل الخبرات والقصص بينها وبين الأُمَّهات الجُدد؛ ممّا يُوفِّر لها شُعوراً بالانتماء، والدعم العاطفي.
وفي الختام، بالرغم من أنّ الاضطرابات المزاجية ومشاعر القلق والتوتُّر غالباً ما تكون طبيعية ومُؤقَّتة عند الأُمَّهات الجُدد، فإنّ الزوج إن لاحظ أعراضاً شديدة على الزوجة بعد ولادتها؛ كالحزن الشديد، أو القلق المُفرِط، أو الشعور بالعُزلة، مع وجود صعوبة في التعامل مع هذه الأعراض، والحَدّ منها، فلا بُدّ له من أخذ هذه العلامات على مَحمَل الجدّ؛ إذ قد تكون إشارة على حاجتها إلى الاستشارة المُتخصِّصة من الطبيب النفسي، أو مُختَصّي الصحَّة النفسية.
المراجع
[1] lancastergeneralhealth.org, The Best Ways to Emotionally Support a New Mom
[2] boramcare.com, How to be a Supportive Postpartum Partner
[3] tommys.org, Looking after your partner’s mental health after they give birth
[4] todaysparent.com, How to Support Your Partner After Birth
[5] whattoexpect.com, A Partner’s Guide to Life After Childbirth