جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
كيف تُغرس فيه قيمة الإيثار؟

التعامل مع المراهق الأناني، ليتعلم أهمية الإيثار

11 ديسمبر 2024 / 5:12 AM
التعامل مع المراهق الأناني، ليتعلم أهمية الإيثار
download-img
يمرّ المراهق في هذه الفترة الحسّاسة بتغيُّرات كبيرة تجعل التركيز على الذات أمراً طبيعياً خلال رحلته لتكوين هويته الذاتية، إلّا أنّ هذا قد يؤدّي إلى اتِّباعه سلوكات أنانية، مثل: عدم تقدير الآخرين، وتجاهل مشاعرهم، وتقليل قيمة عطائهم؛ ممّا يتطلَّب تعاملاً خاصّاً لفَهم احتياجاته، ودعمه في هذه المرحلة.

لذا، بدلاً من الشعور بالإحباط تجاه سلوك المراهق، يمكن للوالِدَين اتِّباع استراتيجيات فعالة؛ لمساعدته في تنمية روح الإيثار لديه، وتطبيقها في المواقف اليومية، مع إدراك أنّ التعامل مع المراهق الأناني يتطلَّب وقتاً، وصبراً، وتفهُّماً أكثر، وقد يتطلَّب أحياناً التجاهل، وتحديداً في المواقف غير المُؤذِية للآخرين. 


ومن أبرز النصائح التي تساعد في تعليم المراهق الإيثار ما يأتي:

توفير القدوة الجيدة

يحتاج المراهق إلى القدوة الحَسَنة في والِدَيه؛ ليتعلَّم منهما القِيَم الإيجابية من الإيثار، والعطف، والرحمة؛ فما يراه من تعاطُف وتعاوُن في الآخرين ينعكس إيجاباً على سلوكه، وبدلاً من توجيه النقد المباشر له دائماً، يمكن للوالِدَين أن يُمثِّلا القدوة الحَسَنة للمراهق؛ عبر ممارسة أعمال الخير والتطوُّع؛ ممّا يُشجِّعه على تقليد سلوكاتهم. 

تعزيز الاستقلالية 

من الطبيعي أن يواجه المراهق بعض الصعوبات؛ نتيجة سلوكه الأناني، مثل: فقدان الأصدقاء، أو تدهور علاقاته الأُسَرية، وبدلاً من التدخُّل المباشر لحلّ مشكلاته، يمكن مساعدته على فهم العلاقة بين أفعاله ونتائجها؛ ممّا يساعده في تصحيح سلوكه بنفسه؛ فعلى الرغم من أهمّية تقديم الدعم المباشر في كثير من الأحيان، فإنّ ترك المراهق ليتعلَّم من تجاربه ذاتيّاً مُهِمّ أيضاً؛ لتعزيز شعوره بالاستقلالية، وتنمية مهاراته في حلّ المشكلات. 

بناء المسؤولية لدى المراهق

يمكن تشجيع المراهق على تحمُّل تبعات السلوكات بدلاً من استخدام العقوبات؛ فبدلاً من توجيه العقاب فور ممارسة المراهق سلوكاً غير مرغوب فيه، يمكن تركه يتحمَّل تَبِعات ما فعله. 


وعلى سبيل المثال، إذا ترك المراهق ملابسه غير النظيفة مُتناثِرة، فلا بُدّ من الحرص على عدم غسلها بدلاً منه؛ ممّا سيعلِّمه أهمّية وضعها في سلّة الغسيل عندما لا يجِد ملابس نظيفة ليرتديها، وبهذه الطريقة، يُغرَس فيه الشعور بالمسؤولية عن أفعاله ونتائجها، وهنا، تتجلّى أيضاً أهمّية الجلوس مع المراهق، ومناقشة نتائج الأفعال غير المقبولة نقاشاً هادئاً وبنّاءً. 

تعزيز السلوكات الإيجابية

عندما يُظهِر المراهق سلوكاً يتضمَّن الإيثار، لا بُدّ من تشجيعه، والثناء عليه ثناءً مُحدَّداً؛ كشُكره على مساعدته أحد أفراد الأسرة، أو التطوُّع في نشاط ما؛ فالتعزيز الإيجابي يزيد ثقته بنفسه، ويُشجِّعه على تكرار هذا السلوك في المستقبل. 

وضع الحدود الواضحة

عندما تُؤثِّر سلوكات المراهق سلباً في الأسرة أو في الآخرين من حوله، لا بُدّ للآباء من تحديد السلوكات غير المقبولة، وتوضيح عواقبها؛ عبر التواصل الواضح، والتحدُّث بهدوء؛ ممّا سيُشعِر المراهق بالمسؤولية، وأهمية الانضباط الذاتي؛ كالتحدُّث مع المراهق عن أهمّية إنجازه الأعمال المنزلية المُوكَلة إليه، وكيف أنّ هذا يعكس الجُهود التي يبذلها الجميع؛ من أجل حياة أُسَرية أفضل. 


ومن المُهِمّ أيضاً توضيح العواقب عند تجاوز هذه الحدود، مع تحقيق التوازن والمرونة بين الدَّعم والصرامة؛ بحيث يشعر المراهق بالدعم، ويتلقّى التوجيه، والتحفيز الإيجابي من والِدَيه، حتى مع وجود الحدود والعواقب.

تشجيعه على التطوُّع 

تشجيع المراهق على التطوُّع يساعده في التعرُّف إلى معاناة الآخرين، وتقدير النِّعَم التي يتمتَّع بها، وتتطوَّر لديه مهارات التعاطف والفهم العميق لاحتياجات الآخرين أيضاً؛ ممّا يزيد شُعوره بالسعادة والإنجاز؛ لما يتركه من تأثير إيجابي في حياة الآخرين. 

طلب المساعدة من المُتخصِّصين

إن استمرَّت مشكلة الأنانية لدى المراهق، وتأثَّرت بها العلاقات الأُسَرية كثيراً، فقد يكون من المفيد استشارة مُتخصِّص في الصحَّة النفسية؛ لتحديد الأسباب الكامِنة وراء هذا السلوك، وتقديم استراتيجيات فردية وعائلية؛ لتعديله. 

 

 المراجع


[1] middleearthnj.org, How to Deal with a Self-Absorbed Teen
[2] grouporttherapy.com, Understanding and Addressing Selfishness in Adult Children
[3] recparenting.com, Why Are Teenagers So Selfish?
[4] wikihow.com, How to Deal with Selfish Adult Children
[5] howtoadult.com, Selfishness In Teenagers

December 11, 2024 / 5:12 AM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.