جار التحميل...
في ما يأتي مجموعة من النصائح المُهِمَّة لتحقيق ذلك:
يحتاج الدماغ إلى تغذية مناسبة ليُؤدّي وظيفته بأفضل صورة ممكنة، ومن الأطعمة المفيدة لتعزيز ذاكرة الأطفال، وتحسين تركيزهم: الفواكه، والخضراوات، وخاصَّة الخضراوات الورقية الغنية بالفيتامينات ومُضادّات الأكسدة التي تدعم نشاط الدماغ، ويُنصَح أيضاً بتناول الأطعمة الغنية بالدُّهون الصحِّية، مثل: المُكسَّرات، والأفوكادو؛ لما لها من فوائد عِدَّة لصِحَّة الدماغ.
ولا بُدّ أيضاً من الحرص على تغذية الطفل بالأطعمة والمُكمِّلات الغذائية التي تحتوي على فيتامين B12 وفيتامين D الضروريَّين لتقوية الدماغ، وفي المُقابل، يُنصَح بالابتعاد عن السكَّر الأبيض والكربوهيدرات المُكرَّرة الموجودة في مخبوزات الدقيق الأبيض.
للنوم الكافي دور حيوي في تحسين الذاكرة والتركيز؛ لأنّه يساعد الدماغ في معالجة المعلومات المُكتسَبة خلال اليوم، ويحفظ الذكريات المُهِمَّة في الذاكرة طويلة الأمد؛ لذا، لا بُدّ من حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم بما يتناسب مع عُمره.
فعلى سبيل المثال، يحتاج الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة؛ أي الذين تتراوح أعمارهم بين 3-5 سنوات إلى ما لا يقِلّ عن 10-13 ساعة من النوم في اليوم الواحد، بما فيها فترة القيلولة، أمّا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6-13 عاماً، فيحتاجون إلى نحو 9-12 ساعة من النوم، بينما يحتاج المُراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين 14-17 سنة إلى نحو 8-10 ساعات.
يُعَدّ تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة والأنشطة البدنية بانتظام أمراً مُهِمّاً لصِحَّة عقولهم وأجسادهم؛ إذ يُحسِّن الدورة الدموية، ويزيد الأكسجين الواصل إلى الدماغ؛ ممّا يُعزِّز الوظائف الإدراكية لديهم.
والتمارين الرياضية، لا سِيَّما الهوائية منها، مثل: الجري، والمشي السريع، تُؤثِّر إيجاباً في صِحَّة الدماغ، وخاصَّة ما يُعرَف بمنطقة الحصين التي تُمثِّل الجُزء الحيوي من الدماغ والمسؤول عن الذاكرة، بالإضافة إلى دورها في تحفيز الدماغ؛ لإفراز نوع من البروتينات الحيوية الضروريَّة للذاكرة طويلة الأمد؛ لذا، يُنصَح بممارسة هذه التمارين قبل الدراسة لعشرين دقيقة؛ ممّا يساعد على الدراسة جيِّداً.
يُسهِّل تقسيم المعلومات المُعقَّدة إلى أجزاء أصغر عملية فهمها وحفظها، واسترجاعها فيما بعد؛ فبدلاً من حفظ رقم مُكوَّن من عشرة أرقام دفعة واحدة، يُمكن تقسيم الأرقام إلى ثلاث مجموعات، وحفظ كلٍّ منها على حِدَة.
وتقسيم المَهامّ إلى أجزاء أصغر، والتركيز على مَهمَّة واحدة فقط في كلّ مرَّة، يُعزِّز الفهم والقدرة على التركيز وقتاً أطول، إلى جانب تذكُّر المعلومات جيِّداً؛ فبدلاً من محاولة دراسة فصل كامل من الكتاب دفعة واحدة، يُمكن تقسيمه إلى أجزاء صغيرة، والتركيز على جزء واحد في كلّ جلسة دراسة، ويُمكن أيضاً تقسيم المسائل الحسابية الكبيرة إلى خطوات أصغر يجري حلّ كلٍّ منها على حِدَة.
تُعَدّ الوسائل البصرية وتقنيات تقوية الذاكرة من الطرق الفعّالة لترسيخ المعلومات لدى الأطفال وتعزيز قدرتهم على استرجاعها وتذكُّرها أكثر مُقارنة بالكلمات المقروءة، أو المسموعة فقط، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما يأتي:
تعتمد الخرائط الذهنية (Mind mapping) على كتابة الفكرة الرئيسة لموضوع مُعيَّن في منتصف الورقة، مثل الحيوانات، ثمّ رسم الأفكار الفرعية على شكل خُطوط مُتَّصِلة بالفكرة الرئيسة، مثل: الطيور، والزواحف، والحشرات، ولكلّ فكرة فرعية تُرسَم تفرُّعات أخرى خاصَّة بها، وتُعَدّ هذه الطريقة فعّالة في تقوية الذاكرة والتركيز لدى الأطفال، وخاصَّة إن استُخدِمَت فيها الألوان والأشكال الإبداعية الجذّابة التي تزيد اهتمام الطفل وتفاعله.
تشمل البطاقات التعليمية (Flashcards) مجموعة من الصور أو الكلمات المُصمَّمة خِصِّيصاً للأطفال بأسلوب جَذّاب ومُشوِّق للتعلُّم؛ ممّا يُسهِم في تحسين مستوى التركيز والحفظ لدى الأطفال، وترسيخ المعرفة بأفضل صورة ممكنة.
تُعَدّ تقنية قَصر الذاكرة "Memory palace" من الطُرق الممتعة للأطفال، وهي تعتمد على الخيال، إذ تُستخدَم لاستذكار المعلومات عبر رَبطها بمكان مألوف، وتخزين المعلومات داخل الأشياء في هذا المكان.
فإن كان الطفل يرغب في حفظ أسماء مجموعة من الحيوانات -مثلاً-، فيُمكنه أن يختار مكاناً مألوفاً لديه، مثل منزله، ثمّ يُحدِّد أماكن مُميَّزة فيه؛ كالسرير، والنافذة، والباب، ثمّ يتخيَّل الحيوانات في هذه الأماكن بطريقة ممتعة وتفاعُلية؛ كتخيُّل أسد يجلس على السرير، وزرافة تُطلّ من النافذة، وأرنب يختبئ وراء الباب، وفيل كبير يدفع المكتب بخرطومه، وهكذا.
وختاماً، هناك العديد من النصائح الأخرى المُهِمَّة لتحسين الذاكرة والتركيز عند الأطفال، ومنها: توفير المكان الهادئ والبعيد عن المُشتِّتات أثناء الدراسة، والسماح للطفل بشَرح ما تعلَّمه للآخرين، وهو أمر لا يزيد انتباهه ويُقوِّي ذاكرته فحسب، بل يمنحه أيضاً ثقة أكبر بنفسه، ومن ناحية أخرى، يُنصَح بتقليل وقت الجلوس أمام الشاشات، مثل: الأجهزة اللوحية، والتلفاز؛ لأنَّها تُؤثِّر سلباً في التركيز والانتباه.
المراجع
[1] jbcnschool.edu.in, How To Improve Memory And Concentration In Your Child
[2] tist.school, Effective Ways to Improve Memory & Concentration for Your Child
[3] thelearninglab.com.sg, 5 Tips to Help Boost Your Child’s Memory and Concentration
[4] pbs.org, Tips for Helping Your Child Focus and Concentrate
[5] oxfordlearning.com, 11 Ways To Improve Your Child's Memory Power