جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
رحلة فهم النفس العميقة

هرم احتياجات الإنسان أو هرم ماسلو لفهم النفس البشرية

10 ديسمبر 2024 / 10:10 PM
هرم احتياجات الإنسان أو هرم ماسلو لفهم النفس البشرية
download-img
يُمثِّل هرم ماسلو لاحتياجات الإنسان نظرية نفسية صاغها عالم النفس الأميركي أبراهام ماسلو (Abraham Maslow) عام 1943؛ بهدف توضيح احتياجات الإنسان، ودورها في تحفيز سلوكاته، وترتيبها ترتيباً هرميّاً مُتدرِّجاً.

مستويات هرم ماسلو

يتكوَّن هرم ماسلو من خمسة مستويات للاحتياجات النفسية والفسيولوجية، مُرتَّبة ضمن تسلسُل هَرَميّ على النحو الآتي:

الاحتياجات الفسيولوجية

تُشكِّل الاحتياجات الفسيولوجية أو الجسدية قاعدة هرم ماسلو؛ إذ تُمثِّل المُتطلَّبات الحيوية التي يحتاج إليها الإنسان للبقاء على قَيد الحياة، مثل: الغذاء، والماء، والهواء، بالإضافة إلى احتياجات المأوى، والملبس، والنوم، وعدم تلبية هذه الاحتياجات يُؤدّي إلى عدم القدرة على أداء وظائف الجسم بصورة صحيحة؛ ممّا يُؤثِّر في الصحَّة العامَّة، ولا يُمكن الانتقال إلى مستويات أعلى في الهرم إلّا بعد إشباع احتياجات هذا المستوى.

احتياجات الأمن والسلامة

تُشكِّل احتياجات الأمان المستوى الثاني في هرم ماسلو؛ فبعد أن يُشبع الإنسان احتياجاته الفسيولوجية، يسعى إلى توفير بيئة آمِنة ومُستقِرَّة، وتشمل احتياجات الأمان؛ الشعور بالأمان الجسدي من المخاطر والإساءة والإصابات، بالإضافة إلى الأمان الاقتصادي من خلال العمل والدخل الثابت، والأمان الأُسَريّ والمجتمعي من خلال توفير بيئة آمِنة في المنزل، والمدرسة، والمجتمع بصورة عامَّة، بالإضافة إلى الأمان الصحِّي من خلال التمتُّع بصِحَّة جيِّدة وجَسَد خالٍ من الأمراض.

وإشباع احتياجات الأمان يُوفِّر للفرد الشعور بالاستقرار والطمأنينة في حياته، وغيابها قد يُسبِّب القلق والصدمات النفسية.

احتياجات الحُبّ والانتماء

عندما يشعر الإنسان بالأمان، يبدأ بالسعي إلى بناء روابط اجتماعية؛ لتلبية حاجته إلى الحُبّ والشعور بالانتماء، وهذا ما يتضمَّنه المستوى الثالث من هرم ماسلو، ويشمل الروابط التي تُغذِّي احتياج الحُبّ والانتماء؛ من خلال العلاقات الأسرية، وعلاقات الصداقة، والعلاقات العاطفية بصورة عامَّة، والانتماء إلى المجموعات الثقافية، والدينية، والاجتماعية.

وتُحقَّق هذه الاحتياجات عبر الشعور بالقبول والانتماء إلى هذه العلاقات والمجموعات، أمّا عدم تحقيقها، فقد يُعرِّض الفرد لمشاعر العُزلة، والوحدة، والاكتئاب. 

احتياجات التقدير

تُشكِّل احتياجات التقدير المستوى الرابع في هرم ماسلو، ويُقسم هذا المستوى إلى نوعَين، وهما: التقدير الذاتي، والتقدير من الآخرين، وينشأ تقدير الذات من الإحساس بالكفاءة، والاستقلالية، والقدرة على تحقيق الإنجازات، أمّا التقدير من الآخرين، فيرتبط باحترام الآخرين، واعترافهم بهذه الإنجازات، وتحقيق هذه الاحتياجات يُعزِّز الثقة بالنفس، أمّا غيابها، فيؤدّي إلى الشعور بالنقص، وعدم الأهمية.


ويمكن إشباع احتياجات التقدير بالإنجازات الشخصية والمهنية، والمشاركة في الأنشطة التي تُبرز القدرات والمهارات الفردية؛ كالأنشطة الرياضية، والإنجازات الأكاديمية، والهوايات الشخصية.

احتياجات تحقيق الذات

تُمثِّل الحاجة إلى تحقيق الذات قمَّة هرم ماسلو، وتُشكِّل المستوى الخامس من الاحتياجات، وتُشير إلى الرغبة في الوصول إلى أقصى قدر من الإمكانات والقدرات وتحقيق التطوُّر الشخصي؛ إذ يسعى الإنسان في هذه المرحلة إلى الابتكار والإبداع والتفكير بصورة حُرَّة ومُستقِلَّة، وتحقيق الرضا الذاتي، بالإضافة إلى الرغبة في تطوير الذات، واكتشاف المعاني العميقة للحياة.


ولكن، تختلف تجارب تحقيق الذات من شخص إلى آخر؛ فبعض الأشخاص يسعى إلى تحقيق الذات عبر النجاح في الأدوار الأُسَرية، بينما يُعبِّر آخرون عنها بالإنجازات الرياضية، أو الفنون، وعلى الرغم من أنّ هذا المستوى لا يسهُل الوصول إليه أو تحقيقه دائماً، فإنَّه يرتبط بالأحداث المُهِمَّة، والإنجازات الشخصية، أو التغييرات الكُبرى في الحياة، مثل: تحقيق إنجاز علميّ، أو افتتاح مشروع خاصّ، أو الزواج وولادة طفل جديد، أو غيرها. 

كيف يساعد هرم ماسلو في فهم النفس البشرية؟

ينصّ مبدأ هرم ماسلو على أنّ للبشر دوافع نفسية وفسيولوجية، وهي التي تُحفِّز سلوكاتهم وأفعالهم، وفهم هذه الاحتياجات، ومعرفة طريقة تدرُّجها، يساعد في فهم النفس البشرية، ووفقاً لهرم ماسلو، يمتلك الأفراد رغبة فطرية في الوصول إلى مرحلة تحقيق الذات؛ أي استغلال إمكاناتهم الكاملة.


ولتحقيق هذا الهدف النهائي، لا بُدّ من تلبية الاحتياجات الأساسية أوّلاً، مثل: الطعام، والأمان، ثمّ يمكن للفرد أن ينتقل إلى المُستوَيات الأعلى التي تُصبح فيها الاحتياجات ذات طابع نفسي واجتماعي أكبر، مثل الحاجة إلى التقدير وتحقيق الذات، وفهم هذا التسلسُل يُحقِّق الرضا والتوازن النفسي؛ ممّا يزيد فُرَص الشعور بالنجاح في الحياة.

تطبيقات هرم ماسلو لفهم سلوك الإنسان والتأثير فيه

تتعدَّد تطبيقات هرم ماسلو للاحتياجات في مجالات مُتنوِّعة؛ ممّا يعكس أهمّية هذه النظرية في فهم السلوك الإنساني، والتأثير فيه، وتعزيز الرفاهية النفسية.


ففي مجال التعليم -مثلاً-، يُسهم تطبيق النظرية في توفير بيئة تعلُّم مثالية للطلّاب؛ عبر تلبية احتياجاتهم الأساسية في المُستوَيات الدُّنيا من الهرم، مثل: الغذاء، والراحة، والأمان، والانتماء؛ لتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم التعليمية الكاملة التي تُشبع حاجاتهم إلى التقدير، وتحقيق الذات؛ عبر توفير الأنشطة والهوايات التي تكشف نقاط قوَّتهم، وتُحفِّزهم على الإبداع.


أمّا في المجال الصحِّي، فيُعَدّ تطبيق نظرية ماسلو مُهِمّاً في رعاية المرضى، وخاصَّة في وحدات العناية المُركَّزة؛ إذ يُمكن أن يؤدّي إشباع الاحتياجات النفسية والاجتماعية للمرضى إلى تحسين نوعية حياتهم، وتعزيز تعافيهم، بدلاً من التركيز فقط على الشفاء الجسدي؛ عبر توفير بيئة صِحِّية أكثر راحةً ودعماً؛ نفسيّاً، واجتماعيّاً، دون الاقتصار على الجانب الدوائي فقط.    

 

المراجع 


[1] medicalnewstoday.com, Maslow’s hierarchy of needs pyramid: Uses and criticism 
[2] verywellmind.com, Maslow's Hierarchy of Needs 
[3] webmd.com, Maslow’s Hierarchy Of Needs: What Is It? 
[4] simplypsychology, Maslow's Hierarchy of Needs 
[5] positivepsychology.com, Hierarchy of Needs: A 2024 Take on Maslow's Findings  


December 10, 2024 / 10:10 PM

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.