تشجيع عادات الأكل الصحية عند الأطفال لدعم نموهم البدني والعقلي

وللأهل دور كبير في تشكيل عادات الأكل الصحية عند أطفالهم، بتقديم أنفسهم مثالاً إيجابياً، وتشجيعهم على تبني نمط غذائي صحي من سن مبكر، ليكوّنوا علاقة صحية مع الطعام مدى الحياة، وفيما يأتي أبرز العادات الغذائية الصحية التي يُنصح  بتشجيع الأطفال على اتّباعها.   

تناول وجبة الإفطار يومياً

يُعدّ تناول وجبة الإفطار من العادات البسيطة والفعّالة لتحسين جودة النظام الغذائي والصحة العامة، فهي تُحفّز عملية التمثيل الغذائي، وهي العملية التي يحول فيها الجسم الطعام إلى الطاقة التي يحتاج إليها الأطفال للبدء بيومهم بنشاط، بالإضافة إلى أنّ الأطفال الذين يتناولون وجبة إفطار صحيّة يوميّاً بانتظام، قد يحققون أداءً أكاديمياً أفضل، فالإفطار يُسهم في تعزيز مستويات الطاقة، وتحسين التركيز، وتعزيز الانتباه، وقد يؤدي تخطي تلك الوجبة إلى شعور الأطفال بالتعب والإرهاق.

وينبغي أن تكون وجبة الإفطار صحيّةً ومتكاملةً، ولتسهيل إعدادها في الصباح المزدحم، يُمكن تحضير بعض الخيارات الصحيّة مسبقاً؛ مثل: الفواكه الطازجة، أو الحبوب الكاملة، أو الزبادي، مع ضرورة تجنب الخيارات التي تفتقر إلى القيمة الغذائية.

شرب الماء باستمرار

يشكل الماء الجزء الأكبر من الجسم؛ لذا هو ضروري لتنفيذ أعضاء الجسم المختلفة وظائفها على نحو صحيح، ويُسهم شرب الطفل كمياتٍ كافيةً من الماء في ترطيب جسمه، وتنظيم درجة حرارته، وتحسين الدورة الدموية، بالإضافة إلى أهميته في عمليات الجهاز الهضمي، بما في ذلك هضم الطعام، والتخلص من الفضلات، وغيرها من الفوائد اللازمة لنمو الطفل وتطوره.

ويُمكن تشجيع الأطفال على عادة شرب الماء باستخدام أساليب ممتعة ومحفزة، وبتطبيق بعض الحيل البسيطة؛ فمثلاً يمكن تعزيز مذاق الماء بإضافة بعض النكهات الطبيعية المفضّلة لدى الأطفال؛ مثل: الفراولة، أو التوت، أو تجميد الفاكهة في مكعبات الثلج؛ وإضافتها إلى الماء، كذلك يمكن استخدام زجاجات أو أكواب مميزة وجميلة؛ لجعل شرب الماء أكثر جاذبيةً عند الأطفال وطلباً.

الأكل ببطء ومضغ الطعام جيداً

يُسهم تشجيع الأطفال على تناول الطعام ببطء في تقليل استهلاكهم للسعرات الحرارية دون الحاجة إلى تقييد الأطعمة المفضلة لديهم، أو التحكم الصارم بكميات الطعام، فالجسم يستغرق نحو 15 دقيقةً لإدراك الشبع، وإرسال إشارات إلى الدماغ للتوقف عن الأكل؛ لذا لا بدّ من منح الجسم الوقت الكافي للشعور بالشبع؛ لأن ذلك يقلل من الإفراط في تناول الطعام الزائد عن الحاجة. 

علاوة على ذلك يسهم المضغ الجيد للطعام أيضاً في تحسين عملية الهضم، ما يسهل عملية امتصاص العناصر الغذائية، ويعزز الاستفادة القصوى من الطعام، إلى جانب إنتاج مزيد من اللعاب الذي يُقلل حموضة بعض الأطعمة التي قد تضر بالطبقة الخارجية الحامية للأسنان، ويقلل المضغ الجيد من خطر تعرّض الأطفال إلى الاختناق، وهو أمر مهم لضمان سلامتهم أثناء تناول الطعام.

ويمكن تحقيق عادة الأكل ببطء عند الأطفال بتعليمهم أخذ أوقات راحة قصيرة بين اللقمة والأخرى، واختيار الأطعمة الغنية بالألياف التي تتطلب وقتاً أطول للمضغ؛ كالخضار والفواكة، إلى جانب مضغ كل لقمة 15-20 مرةً قبل البلع، ويُنصح بشرب الماء أثناء تناول الطعام أيضاً.

تناول الوجبات الصحية الخفيفة

تُعدّ الوجبات الخفيفة جزءاً من النظام الغذائي الصحي، لا سيما عند تناولها في أوقات محددة من اليوم، دون التأثير في شهية الأطفال للوجبات الرئيسة، ويُفضل أن تحتوي الوجبات على أصناف صحية قدر الإمكان؛ مثل: الفواكه، والخضار، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، والمخبوزات المصنوعة من الحبوب الكاملة، والمكسرات، وغيرها.

ولا بأس من السماح للأطفال بتناول بعض البطاطس المقلية، أو البسكويت من حين إلى آخر، وضمن كميات محددة، ولتجنّب تناول الأطفال كميات كبيرة من الوجبات الخفيفة غير الصحية، يُنصح بتخزينها بعيداً عن الأنظار، أو عدم إحضارها إلى المنزل أساساً، بينما توضع الأطعمة الصحية في متناول الأيدي، وأمام أعينهم.

قراءة ملصق الحقائق الغذائية

ينبغي تشجيع الأطفال على قراءة ملصق الحقائق الغذائية منذ الصغر؛ لتتكوّن لديهم عادة البحث عن الأطعمة الصحيّة، واتخاذ قرارات غذائية مدروسة، تساهم في تحسين صحتهم العامة؛ حيث توفر ملصقات الغذاء معلومات دقيقة عن السعرات الحرارية، والعناصر الغذائية المختلفة، وحجم حصة الفرد وعدد الحصص في العبوة الغذائية الواحدة، مما يساعد في ضبط السعرات الحرارية المستهلكة.

علاوة على ذلك، تُساعد قراءة تلك الملصقات في تجنب الأطعمة غير الصحيّة مرتفعة الدهون المشبعة، والكوليسترول، والصوديوم، والسكريات، واستبدال منتجات صحيّة تحتوي على عناصر مفيدة؛ كالكالسيوم، والبوتاسيوم، والحديد، والفيتامينات بها، ما يشجّع الأطفال على الاستهلاك المتوازن للأغذية الصحيّة.

المشاركة في تحضير الوجبات

يكتسب الأطفال أثناء مشاركتهم في تحضير وجبات الطعام بعض المهارات والعادات الغذائية السليمة، كاختيار المكونات الصحية، وتحضير وجبات متوازنة، إلى جانب التقليل من هدر الطعام، بالإضافة إلى أنهم يتشجعون على تجربة أطعمة صحيّة جديدة بالمشاركة في إعدادها، إضافةً إلى فهم الوالدين لتفضيلات أطفالهم الغذائية، ما يُساعدهم في إعداد الوجبات الصحيّة التي يحبونها فعلاً، ويرغبون في تناولها. 

تجنب الأكل عند الشاشات

مشاهدة الشاشات أثناء تناول الطعام له عدة آثار سلبية، لا سيما بالنسبة للأطفال الصغار، تؤثر في إدراكهم لإشارات الجوع والشبع في أجسامهم، ما يجعلهم يتناولون كميات طعام أكثر من حاجتهم أو أقل، وكلاهما يؤثر في صحتهم العامة، وفي نموهم العقلي والبدني، إضافةً إلى ذلك يؤدي الجلوس على الأريكة ومشاهدة التلفاز أثناء تناول الطعام إلى انخفاض معدلات التمثيل الغذائي، لا سيما عند الجلوس أوقات طويلة دون التحرّك.

ولإبعاد الأطفال عن الشاشات يمكن تبني استراتيجيات متنوعة، مثل: الحرص على تناول الطعام مع الأسرة فهو يعزز التفاعل، ويحول تركيز الطفل بعيداً عن الشاشة، كما يُمكن إعداد أطباق مُميّزة تجذب انتباهه وتشجعه على الأكل، وفي حال اعتماد الطفل على الشاشات بشكل كبير أثناء تناول الطعام، يُنصح بإخفاءها عنه تمامًا.

الحد من تناول الوجبات السريعة

تُعرف الوجبات السريعة بأنها أطعمة غنية بالدهون والسكريات والأملاح، لكنها منخفضة العناصر الغذائية المفيدة، ويُؤثر تناول الأطفال لتلك الوجبات باستمرار في نموهم وتطورهم، وقد يؤدي إلى إصابتهم ببعض المشكلات الصحيّة، كالسمنة، ونقص الفيتامينات والمعادن، وتسوس الأسنان، بالإضافة إلى أن الإدمان عليها من الطفولة قد يسبب صعوبات في تناول الطعام الصحي لاحقاً.

لذلك لا بدّ من تشجيع الأطفال من الصغر على البعد عن تلك الوجبات، وفي حال الاضطرار إلى تناولها، يُنصح بمحاولة البحث عن الوجبات الأقل ضرراً على صحتهم، التي تكون أقرب إلى الوجبات الصحيّة.

 المراجع

[1] food-guide.canada.ca, Involve kids in planning and preparing meals
[2] verywellhealth.com, Study Reveals The Nutritional Effects of Skipping Breakfast
[3] nationwidechildrens.org, Eat Slowly to Prevent Weight Gain in Kids
[4] cdc.gov, How to Have Healthier Meals and Snacks | Healthy Weight and Growth | CDC
[5] webmd.com, Healthy Eating Habits for Your Child