أسلوب المينيماليزم في حياتنا يخرجنا من فخ الاستهلاك

كما يُؤمن معظم الأشخاص الذين يتبعون هذا الأسلوب بمقولة "القليل هو الأكثر Less is more"؛ أيّ إنّ تقليل الأشياء المادية والمعنوية في الحياة قد يؤدي إلى سعادة أكبر وإنتاجية أفضل. 

التعريف بأسلوب المينيماليزم

المينيماليزم هو أسلوب حياة قائم على البساطة والتركيز على الجوهر والقيمة الحقيقة للأشياء والعناصر التي يمتلكها الشخص بغض النظر عن قيمتها المادية، فيلجأ للاستهلاك الأقل، والاستغناء عن الأشياء الثانوية التي لا قيمة لها في نفسه وفائضة عن حاجته.

ويتطلب اتباع هذا الأسلوب الكثير من الحزم والشجاعة التي تساعد الشخص المينيماليزمي على تكريس وقته ومجهوده للأمور الهامّة، وتجريد حياته من كلّ ما يصرف انتباهه دون جدوى.

كيف يُخرجنا أسلوب المينيماليزم من فخ الاستهلاك؟

يوفر أسلوب المينيماليزم العديد من المزايا الإيجابية التي تساعد الشخص على تجنب الاستهلاك المفرط، ويقوده للاستخدام الصحيح والاقتصادي، وذلك كما يأتي:

توفير المال 

عندما تقل رغبة الشخص بامتلاك الكثير ويرغب في العيش ببساطة وضمن أدنى الممتلكات، فهذا يعني أن نفقاته ستقل لتشمل الاحتياجات الأساسية والضروريات فقط، فيتجنب التبذير والإسراف ليُصبح مع مرور الوقت اقتصادياً أكثر، بالتالي يُمكنه توفير المال واستثماره في أمور أكثر نفعاً وفائدة؛ كإنشاء مشروع مُربح وإن كان بسيطاً.

لكن يجدر التنويه إلى أن التوفير والاقتصاد في أسلوب المينيماليزم لا يعني الحرمان من الاحتياجات الأساسية من طعام ولباس وغيره، بل الامتناع عن الإسراف، وشرائها عند الحاجة فقط، مع الابتعاد كلياً عن الزهو والمفاخرة.

إفساح المجال للتفكير الإبداعي

عندما يكتفي الشخص بما لديه ويتجنّب الحصول على المزيد من الأشياء والمقتنيات كلما استدعت الضرورة، فإنّه سيُحفز عقله ويُشجعه على التفكير في كيفية الاستفادة من الأشياء من حوله بأفضل الطرق، وهذا يدفعه إلى استخدام مخيلته الواسعة لقضاء احتياجاته ضمن ما هو موجود، فقد يُعيد تدوير بعض المخلفات، أو يُعدل بعض الأدوات ليحصل على أداة جديدة تغنيه عن شراء غيرها. 

الحدّ من الفوضى

إن تقليل عدد الممتلكات الشخصية؛ مثل الأثاث، والأجهزة الكهربائية وغيرها من الأدوات غير الأساسية التي يمتلكها الناس بدافع الرفاهية والحداثة، تجعل المنزل أكثر تنظيماً وأقل فوضى، كما يوفر ذلك مساحات واسعة يُمكن استغلالها بطرقٍ ذكية؛ كتخصيص ركن للقراءة أو الزراعة بدلاً من اقتناء أجهزة تأخذ مساحة كبيرة ومحدود الاستخدام.

التركيز على الأولويات التي تجلب السعادة الحقيقة

لا يقتصر أسلوب المينيماليزم على تقليل المشتريات وامتلاك الكثير، بل يشمل إعادة ترتيب الأولويات، وخَلق الفرص من العدم، وإلغاء المهام والأعمال غير الضرورية التي تتطلب وقتاً وجهداً، فعلى سبيل المثال، يُمكن الاستغناء عن الخروج في الإجازات الأسبوعية باستمرار لتوفير الوقت لقضائه مع الأسرة، أو للتفرّغ والاسترخاء فقط، أو للقيام بممارسات وهوايات خاصّة، أو لدعوة الأصدقاء وزيارتهم، فكلما قلت الأولويات تحرر الشخص من القيود الزمنية واتسعت مساحته الشخصية.

بالتالي تساهم هذه البساطة في خلق ذكريات ثمينة ومواقف طريفة مع الأسرة والأصدقاء، خاصةً عندما يتوفر لديه المزيد من الوقت ويضعهم ضمن أولوياته.

زيادة الوعي والحِس بالمسؤولية

يُدرك الشخص البسيط قيمة الأشياء من حوله، ويسعى للاستمتاع بها واستخدامها بأفضل الطرق، ولا يميل للإهمال الذي قد يؤدي إلى إفساد ما لديه، فهو لا يريد خسارته واقتناء غيره، وتتسع فائدة هذا النمط من التفكير لتشمل الأشياء الأخرى من حوله، كالحفاظ على الطبيعة التي يراها بعض المينيماليزميين ملاذاً آمناً بعيداً عن ضجيج المدن، كما أنّ تقليل المقتنيات يساهم في تقليل النفايات وبالتالي حماية البيئة.

تقليل التوتر والشعور بالضغط النفسي

إنّ حاجة الشخص لامتلاك المزيد من الأشياء والرغبة في شرائها وتوفيرها قد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والضغط النفسي، خاصةً في ظل عدم توافر الإمكانات المادية، بينما الاستمتاع بالموجود وعدم التفكير بالمفقود يُشعِره بالرضا والسعادة، ويقلل من التوتر والقلق المفرط.

ومن جهةٍ أخرى فإنّ جميع الصعوبات التي يواجهها الشخص الذي يسعى لتبسيط حياته ستجعله أقوى وأكثر قدرة على تخطي العقبات بأقل الإمكانيات، وهذه اللحظات الصعبة ستبقى في الذاكرة وتجعل الشخص فخوراً بنفسه وبطريقة إدارته للحياة وتنظيم شؤونها ببساطة.

ختاماً، على الرغم من المزايا والفوائد التي يُوفرها أسلوب المينيماليزم، إلّا أنّ الالتزام به وتحقيق أهدافه قد يكون تحدياً صعباً للكثيرين، فهو ممارسات تشمل مختلف جوانب الحياة وليس مجرد قرار يُمكن تغييره والتغاضي عنه، كما أنّه من الصعب التخلي عن الممتلكات الشخصية والمادية الثمينة للعيش بطريقة بسيطة، خاصة عندما يكون الأصدقاء والمجتمع المحيط يميلون إلى اقتناء الأشياء المميزة التي تواكب التكنولوجيا الحديثة؛ كالأجهزة الإلكترونية، والمقتنيات الشخصية وغير ذلك. 

المراجع 

[1] medicinenet.com, What Is the Minimalist Lifestyle?
[2] forbes.com, Take A Minimalist Mindset Into 2024
[3] climate.selectra.com, Minimalism: the new lifestyle changing our daily lives
[4] theminimalistvegan.com, What is a Minimalist Lifestyle? (And What It’s No
[5] authenticbeautyconcept.us, theminimalistvegan.com