جار التحميل...

mosque
partly-cloudy
°C,
مواجهة رهاب الإبر بثقة

نصائح للتعامل مع رهاب الحقن والخوف من الإبر

10 ديسمبر 2024 / 7:34 PM
نصائح للتعامل مع رهاب الحقن والخوف من الإبر
download-img
يشعر بعض الأشخاص بالخوف عند أخذ الإبر، إلّا أنّ هذا الخوف قد يتحوَّل إلى مصدر للتوتُّر والقلق الذي يعوق الحصول على الرعاية الطبِّية الضرورية، ويُعرف حينها بـ "رُهاب الحقن"، أو "Trypanophobia"؛ إذ يُشير هذا المصطلح إلى خوف مُفرِط وغير مُبرَّر من الإجراءات الطبِّية التي تتضمَّن الحقن أو استخدام الإبر.

ومن أبرز أعراض هذا الرُّهاب: الشُّعور بالدُّوار، والتعرُّق، وتسارُع نبضات القلب عند رؤية الحقن، وقد يصل الأمر إلى الإغماء، أو فقدان النوم لأسابيع قبل موعد الحُقنة، وفي ما يلي أهمّ النصائح للتعامل مع الخوف من الإبر:

التحدّث مع الطبيب أو الممرض

يُعَدّ التواصل المفتوح مع مُقدِّمي الرعاية الصحِّية، ومصارحتهم بمشاعر الخوف من الإبر، وسيلة فعّالة لتقليل القلق والتوتُّر؛ إذ يُمكن لمُقدِّم الرعاية أن يُوضِّح خطوات عملية الحقن، ويشرح كيفية حدوثها ببساطة، أو يلجأ إلى استخدام إبر أصغر حجماً؛ ممّا يُخفِّف الشُّعور بالرَّهبة منها.


بالإضافة إلى أنّ الطبيب أو المُمرِّض يمكنهما توفير خيارات عِدَّة؛ لتخفيف الإحساس بالألم أثناء أخذ المريض الحُقنة، مثل استخدام المُخدِّر المَوضعيّ أو الأجهزة التي تُبرِّد الجلد؛ ممّا يُحوِّل التركيز إلى الإحساس بالبرودة بدلاً من الإحساس بالحُقنة نفسها.


ومن الضروري أيضاً إبلاغ مُقدِّم الرعاية بأيّ تجارب سابقة للإغماء؛ إذ يُمكن اتِّخاذ تدابير إضافية؛ كإعطاء الإبرة بوضعية الاستلقاء؛ ممّا يضمن الحصول على أكبر قدر من الأمان والراحة.

محاولة تشتيت الانتباه أثناء أخذ الحقن

عند التعرُّض لموقف يتطلَّب أخذ حُقنة طبِّية، يُمكن أن يُسهِم الانشغال بأنشطة مختلفة في تحويل التركيز بعيداً عن الحُقنة؛ ممّا يُقلِّل الخوف المُرتبِط بها؛ كوضع سمّاعات الرأس، أو مشاهدة مقاطع فيديو، أو التركيز على صورة مُعيَّنة في الغرفة، ويُمكن اللَّعِب بالهاتف لتشتيت الانتباه.


ويُمكن أيضاً اصطحاب أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة للتحدُّث معه أثناء أخذ الحقنة، وللحصول على الدعم المعنوي؛ ممّا يجعل التجربة أسهل وأكثر راحة.

ممارسة تمارين الاسترخاء قبل أخذ الحقنة وأثناءها

تُعَدّ تمارين الاسترخاء، مثل التنفُّس العميق، من الطرق الفعّالة للتعامل مع رُهاب الحُقَن وتقليل الخوف منها؛ إذ تُساعد على التحكُّم في استجابات الجسم التلقائية عند مواجهة مواقف مُحفِّزة للخوف، وتُقلِّل مشاعر القلق والتوتُّر، أمّا ممارستها، فيُنصَح بها قبل أخذ الحُقنة، وأثناءها أيضاً.


ومن أبسط تقنيات التنفُّس العميق أخذ شهيق لأربع ثوانٍ، ثمّ حَبس النَّفَس لأربع ثوانٍ أخرى يليها زفير مُدَّته أربع ثوانٍ، ويمكن تكرار هذه العملية مرّات عِدَّة؛ لتهدئة العقل والجسد.

طلب المساعدة من أخصائي نفسي

عندما يبلغ الخوف من الحقن مرحلة مُتقدِّمة تُؤثِّر سلباً وكثيراً في حياة الشخص، يُصبح اللجوء ضروريّاً إلى مُتخصِّصي العلاج النفسي الذين يقترحون العلاج بالأدوية وبالطرق الأخرى، على النحو الآتي:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يعتمد مبدأ العلاج السلوكي المعرفي على تحليل الأفكار السلبية التي تُؤدّي إلى الشُّعور بالخوف والقلق، وتحويلها إلى أفكار أكثر واقعية وإيجابية؛ ممّا يجعله وسيلة فعّالة للتعامل مع الأنماط السلبية المُرتبِطة بالخوف من الحقن، ويُسهِم هذا العلاج أيضاً في تدريب العقل على التحكُّم في الاستجابات الجسدية والنفسية التي تظهر عند التعرُّض لمُحفِّزات الخوف من الحقن؛ ممّا يُخفِّف حِدَّتها تدريجيّاً.

العلاج بالتعرُّض (Exposure Therapy)

يعتمد العلاج بالتعرُّض على مواجهة الشخص مُسبِّبات الخوف تدريجياً في بيئة آمِنة، وتحت إشراف مُتخصِّص؛ بهدف تغيير الاستجابات العقلية والجسدية تجاه هذا الخوف، أمّا رُهاب الحقن، فيتضمَّن علاجه بالتعرُّض التعامل مع الإبر تدريجيّاً عبر سيناريوهات افتراضية؛ كمشاهدة صور الإبر، أو التفكير فيها، أو سيناريوهات حقيقية؛ كالجلوس في غرفة طبِّية، ثمّ التقدُّم تدريجياً للإمساك بالإبرة، أو مشاهدة كيفية حقن شخص آخر بها؛ لمواجهة الخوف، والتعامل معه شيئاً فشيئاً.


ويُمكن تطبيق تقنية التوتُّر التطبيقي (Applied Tension) ضمن العلاج بالتعرُّض؛ لتقليل احتمالية الإغماء عند رؤية الإبرة، أو أخذها؛ فهي وسيلة لزيادة ضغط الدم -علماً بأنّ انخفاضه هو ما يُسبِّب الإغماء-؛ إذ يجري شَدّ عَضَلات الذراعَين والساقَين والجُزء العُلوي من الجسم لمُدَّة تتراوح بين 10-15 ثانية، ثمّ الاسترخاء لمُدَّة 20 ثانية، وتكرار هذه العملية من أربع إلى خمس مرّات، ويُنصَح بتطبيق التقنية لمُدَّة أسبوع أو أسبوعَين قبل موعد تلقّي الحُقنة، أو العلاج بالتعرُّض؛ لتقليل فرص الإغماء.


وختاماً، قد يترتَّب على رُهاب الحقن مُضاعَفات تُؤثِّر في صِحَّة الفرد على المدى الطويل إن لم يجرِ علاجه والتخلُّص منه؛ فقد يُؤدّي -مثلاً- إلى تفاقُم أعراض مرض السكّري عند الامتناع عن أخذ إبر الأنسولين لضبط مستويات السكَّر في الدم.


وقد يُؤدّي أيضاً إلى الامتناع عن أخذ التطعيمات المُهِمَّة؛ ممّا يزيد خطر الإصابة بالأمراض المُعدِية، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ التطوُّرات الحديثة في مجال الطب ساهمت في ظهور علاجات بديلة لا تعتمد على الإبر؛ ممّا يُوفِّر خيارات بديلة أكثر راحة وأماناً لمَن يُعاني هذا الرُّهاب.

 

المراجع 


[1]  verywellmind.com, What to Know About Trypanophobia   
[2] medicalnewstoday.com, Trypanophobia: Definition, symptoms, causes 
[3] webmd.com, What to know about the fear of needles (trypanophobia)  
[4] healthline.com, Trypanophobia: Test, Definition, and Causes  
[5] psychcentral.com, Trypanophobia: Symptoms, Causes, Treatments, and Coping   


December 10, 2024 / 7:34 PM

مواضيع ذات صلة

أخبار ذات صلة

Rotate For an optimal experience, please
rotate your device to portrait mode.