جار التحميل...
وعلى الرغم من أنَّ بعض الأشخاص قد يستهينون بدورهم وتأثير مُمارساتهم اليوميَّة في البيئة، إلّا أنَّ هذه الخطوات نحو بيئة خضراء -وإن كانت تبدو صغيرة-، ستُسهم حَتماً في إحداث فرق كبير في حماية البيئة، والحفاظ على مواردها للأجيال القادمة.
لا بُدَّ أن تتَّسِم عملية التسوُّق بالوعي البيئيّ؛ أي أن يتذكَّر الفرد أثناء تسوُّقه أنَّ كلّ مُنتَج يترك أثراً سلبيّاً في البيئة، ويُسهم في زيادة تلوُّثها؛ بدءاً من مرحلة تصنيعه باستخدام الموادّ الخامّ والطاقة، مروراً بتغليفه وشَحنه واستهلاكه، وانتهاءً بالتخلُّص منه في مكبّات النفايات.
ومن هنا، يجدر بالجميع النَّظر في حاجتهم الفعليَّة إلى المُنتَج قبل شرائه، واتِّخاذ قرارات مدروسة بشأن المصادر التي يختارونها؛ باختيار المُنتَجات ذات التأثير البيئي المنخفض، مثل المُنتَجات المصنوعة من موادّ قابلة لإعادة التدوير، أو الحاصِلة على شهادات بيئيَّة.
يُعَدُّ البلاستيك جزءاً أساسيّاً من الحياة اليومية؛ إذ يُستخدَم في مختلف المجالات، مثل: التعبئة والتغليف، والصِّناعات الغذائيَّة والطِّبِّية، والصِّناعات الإلكترونية، وغيرها الكثير، ونظراً لحجم النفايات البلاستيكية الهائل على مُستَوى العالَم، والمسؤولة عن تلوُّث البيئة، وخاصَّة البحار والمُحيطات، فقد أصبح البحث عن طرق لتقليل استهلاكها أمراً مُهِمّاً، بدءاً من استهلاك الفرد الواحد لها.
وبخطوات بسيطة، يمكن تقليل استهلاك البلاستيك للحفاظ على البيئة من التلوُّث؛ باستخدام أكياس قابلة لإعادة الاستخدام عند التسوُّق، وتجنُّب المُنتَجات المصنوعة من البلاستيك -قدر الإمكان-؛ كالاعتماد على عبوّات المياه والأكواب المصنوعة من الزجاج، وغير ذلك الكثير.
تتمثَّل عملية إعادة التدوير بجمع الموادّ المُستَخدَمة، ومُعالَجتها؛ لتحويلها إلى مُنتَجات جديدة بدلاً من التخلُّص منها كنفايات، مثل: إعادة تدوير الكرتون، والزجاج، والموادّ البلاستيكيَّة، وغيرها، وبفعل عملية إعادة التدوير، تقِلّ كمية النفايات التي يجري التخلُّص منها في المدافن، ممّا يعني تقليل التلوُّث البيئي، والحفاظ على المساحات الطبيعيَّة.
ومن ناحية أخرى، تُسهم إعادة التدوير في تقليل الطاقة المُستَهلَكة في تصنيع مُنتَجات جديدة من الموادّ الخامّ، وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية المُسبِّبة لتلوُّث الهواء.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ للفرد هنا أدوار عديدة، مثل: فصل الموادّ القابلة لإعادة التدوير؛ ليَسهُل جمعُها وإعادة تدويرها، وإعادة استخدام الموادّ في المنزل بدلاً من التخلُّص منها؛ كاستخدام صناديق الخضار البلاستيكيّة للتخزين، إلى جانب توعية الفرد نفسه والآخرين بأهمِّية التدوير وأفضل طرقه، ودَعم مُبادَرات إعادة التدوير في المجتمع والمُشاركة فيها.
اختيار الزراعة العُضوية، والاعتماد على أساليب طبيعية؛ للتحكُّم في الآفات، وتحسين جودة التربة، من شأنه أن يُقلِّل الاعتماد على المُبيدات الكيميائيَّة والأسمدة الصناعية التي تتسرَّب إلى الحياة البرِّية والبحرية، فتتسبَّب في تلوُّثها.
وهنا يكون الدور الأكبر من نصيب المُزارِعِين أو الأشخاص المُهتَمِّين بالبَستَنة؛ بإجرائهم مُمارَسات الزراعة العُضوية، وتطبيقها بفعاليَّة؛ للمُساهَمة في حماية البيئة من التلوُّث؛ كاستخدام الأسمدة العُضوية، مثل السماد الأخضر، ورَوث الماشية، بالإضافة إلى التحكُّم في كمِّية مُبيدات الآفات الكيميائية المُستَخدَمة.
على الرغم من أنَّ الانبعاثات الضارَّة الناتجة من احتراق الوقود الأُحفوري في وسائل النقل المُختلفة تُسهِم في تلوُّث الهواء والاحتباس الحراريّ إلى حدٍّ كبير، إلّا أنَّ تقليل هذا الضرر لا يُعَدّ أمراً مُستحيلاً؛ إذ يمكن اعتماد عادات جديدة أكثر صداقة مع البيئة، ومن شأنها الحَدّ من التلوُّث بفاعليَّة.
ويمكن للفرد أن يبدأ ذلك بتقليل اعتماده على السيّارة قدر الإمكان؛ كأن يمشي، أو يركب الدرّاجة الهوائية لدى توجُّهه إلى الأماكن القريبة منه، ويستخدم وسائل النقل العامَّة للمسافات الأبعد، ويشارك في الرحلات المُشتَرَكة، ويحرص على الاهتمام بصِيانة السيارة؛ لتحسين كفاءة استهلاك الوقود، وبالتالي تقليل الانبعاثات، كما يُنصَح بشراء السيّارات الكهربائية؛ فهي صديقة للبيئة.
يُقلِّل الاستثمار في تحسين كفاءة الطاقة داخل المنزل من استهلاك الطاقة، ممّا ينتج عنه تقليل احتراق الوقود وانبعاثات الغازات الدفيئة والمُلوِّثات الجوِّية، ويمكن تحقيق ذلك بعِدَّة خطوات، مثل: التأكُّد من وجود عزل جيِّد في المنزل، وتحسين كفاءة التدفئة والتبريد؛ باستخدام أجهزة التحكُّم في درجة الحرارة، واستخدام مصابيح توفير الطاقة (LED) بدلاً من المصابيح القديمة، بالإضافة إلى الحلّ الأكثر فاعليَّة؛ ألا وهو الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة لتزويد المنزل بالطاقة؛ بتركيب ألواح الطاقة الشمسية.
ومن المُمارَسات اليومية البسيطة التي تُسهم في الحَدّ من تلوُّث البيئة أيضاً: التأكُّد من إيقاف تشغيل الأجهزة الإلكترونية ومصابيح المنزل عند عدم الحاجة إليها، واختيار الأجهزة الكهربائية المُوفِّرة للطاقة؛ كالغسَّالة، والثلّاجة، وغيرها، ويُفضَّل الاعتماد على الضوء الطبيعي عند توفُّره بدلاً من الإضاءة الاصطناعية، وتجفيف الملابس في الهواء بدلاً من استخدام المُجفِّف الكهربائيّ عندما يكون الطقس جيِّداً.
وختاماً، على الرغم من أنَّ الطريق نحو بيئة خضراء وخالية من التلوُّث يُعَدّ مُبادَرة عالَمِيَّة، إلّا أنَّ هذه المُبادرة تبدأ من الفرد الواحد؛ فهو جزء من المجتمع، والبشر جميعهم يعيشون على هذه الأرض؛ لذا يجب الحرص على تحمُّل المسؤولية لإجراء تغييرات من شأنها أن تمنع المزيد من التلوُّث الذي يضرّ هذا الكوكب الجميل حتى وإن كانت تغييرات مُتواضِعة؛ ليَرِث الأبناء والأحفاد بيئةً لا تقِلّ جودة عن اليوم.
[1] canyons.edu, What Does Going Green Mean
[2] biologicaldiversity.org, 12 WAYS TO LIVE MORE SUSTAINABLY
[3] outdoors.org, Go Green: 10 Tips for a More Sustainable Lifestyle
[4] bclean.com, Going Green. What It Means And Why You Should Make The Change!
[5] worldwildlife.org, Green tips for a cleaner environment